هنيئا لاهل المصائب صبرهم و رضاهم عن الاخذ, المعطي, القابض, الباسط, ( لا يسئل عما يفعل و هم يسئلون). ولن تهدأ اعصابك, و تسكن بلابل نفسك, و تذهب و ساوس صدرك؛ حتى تؤمن بالقضاء و القدر, جفةالقلم بما انت لاق, فلا تذهب نفسك حسرات, لا تظن انه كان بوسعك ايقاف الجدار ان ينهار, و حبس الماء ان ينسكب, ومنع الريح ان تهب, و حفظ الزجاج ان ينكسر هذا ليس, بصحيح على رغمي و رغمك, و سوف يقع المقدور, و ينفذ, القضاء, و يحل المكتوب( فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر). استسلم للقدر قبل ان تطوق بجيش السخط و التذمر و العويل, اعترف بالقضاء قبل ان يهدمك سيل الندم, اذا فليهدء بالك اذا فعلت الاسباب, و بذلت الحيل, ثم وقع ماكنت تحذر, فهذا هو الذي كان ينبغي ان يقع, و لا تقل: " لو اني فعلت كذا لكان كذا و كذا, و لكن قل: قدر الله و ماشاء فعل".
الخطبة الأولى: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1]. ارضى بما قسم الله لكل. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. ثم أما بعد: " اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا، وَلا تُكْثِرْ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ " (رواه الترمذي وهو حسن).
قال: هذا مجنون.. ويصاب بنوبات صرع.. تصيبه كل خمس أو ست ساعات.. قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله.. منذ متى وهو على هذا الحال ؟ قال:منذ أكثر من عشر سنوات.. كتمت عبرة في نفسي.. ومضيت ساكتاً.. بعد خطوات مشيناها.. ارضي بما قسم الله لك تكن اغني الناس. مررنا على غرفة أخرى.. بابها مغلق.. وفي الباب فتحة يطل من خلالها رجل من الغرفة.. ويشير لنا إشارات غير مفهومة.. حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة.. فإذا جدرانها وأرضها باللون البني.. سألت الطبيب: ما هذا ؟!!
كما أنه -صلى الله عليه وسلم- بين أن القناعة سبب من أسباب كثرة الشكر؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " كن ورعا تكن أعبد الناس، وكن قنعا تكن أشكر الناس " (حسن لغيره). "ارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ" لماذا تكون أغنى الناس إذا رضيت بما قسم الله لك؟ السبب أن من قَنَعَ استغنى عن كل شيء، فليس الغنى بكثرة المال، ولا بكثرة الولد، ولا بكثرة الجاه.
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم \" اللهمَّ إني أسألك نفساً مطمئنةً تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك فاللهم قنعنا بما رزقتنا واجعلنا أرضى خلقك بما لنا قسمت. صباحكم ورد ونرجس وياسمين:) ربي يبارك فيكم. ملحق #1 2012/03/24 ربي يبارك فيكم...... وصباحكم فل إن شاء الله:) ملحق #2 2012/03/24 الله يسلمك من كل سوء. ملحق #3 2012/03/24 امرء مؤمن:) ربي يبارك فيك.
قال أسامة بن منقذ: انظر إلى حسن صبر الشمع يظهر للرائين نورا وفيه النار تستعر كذا الكريم تراه ضاحكا جذلا وقلبه بدخيل الهم منفطر ولربما ضحك المهموم وأخفى همومه ، وفي أحشائه النيران تضطرم. قال الشاعر: وربما ضحك المهموم من عجب السن تضحك والأحشاء تضطرم وقد ذم الرسول صلى الله عليه وسلم التكالب على دنيا الهموم فقال: " من جعل الهم واحدا كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك " رواه الحاكم. ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا. وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: " من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة. ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ". رواه الترمذي. وقال أيضا: " تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم ، فإنه من كانت الدنيا أكبر همه أفشى الله ضيعته وجعل فقره بين عينيه. ومن كانت الآخرة أكبر همه جمع الله له أموره ، وجعل غناه في قلبه ، وما أقبل عبد بقلبه على الله عز وجل إلا جعل الله قلوب المؤمنين تفد إليه بالود والرحمة ، وكان الله إليه بكل خير أسرع ".