كم نخطئ وكم نسيء حينما نطلب علاج همومنا وغمومنا بتفريغ غضبنا في أهلينا وفي زوجاتنا وفي الناس من حولنا، فنزداد ظلماً بعد ظلم، وغماً فوق هم.. نعم إن هذه كلها حيل فاشلة وطرق وهمية، لن تجدي نفعاً ولن تغير من واقع الحال شيئاً. أيها المؤمنون: هو نص لا يقبل النسخ، هو نص لا تقف أمامه لا عيادات الطب النفسي، ولا المقاهي ولا النادي الليلي، يقول هذا النص: إن أعظم ما تزول به الهموم والغموم النفسية، هو هدى الله، وإن أشد ما يجلب الهم والغم والقلق والضيق النفسي، هو الضلال والبعد عن هدى الله؛ قال الله تعالى: (فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَاء) [الأنعام: 125]، حيث يقل الأكسجين، ويختنق النفس، ويضيق الصدر. همومنا وغمومنا لا يدفعها إلا إيماننا - ملتقى الخطباء. لذلك -أيها المؤمنون برب العالمين- لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه: (حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
اذهب إلى السينما وشاهد فيلمًا رومانسيًا مع شريك الحياة وابتعد عن كل ما يُعكر صفوك وحاول أن تتجنب الدخول في خلافات مع الطرف الآخر في العلاقة الزوجية حتى لا تدخل في حيز التجريح وإفراغ الشحنة السلبية داخلك. من العادات الجيدة للتخلص من الهم والحزن سماع الأغاني والموسيقي والابتعاد عن الصخب حتى تخرج من الحالة النفسية التي تسيطر عليك. 6- جلسات الاسترخاء وهي تُخلصك من الهم والحزن عن طريق جلسات المساج أو اليوجا لأنها تُريح الجسم والأعصاب وتٌلل من حدة التوتر، وفعاليتها أكيدة. 7- توطيد العلاقة بالوالدين إذا كنت تعتقد أن العمل وجلب المال أهم من علاقتك بوالديك فإنت مُخطئ ويجب أن تثراجع حساباتك وتُعطيهم أهمية كبيرة في حياتك اليومية لتوطيد علاقتك بهما، وفي واقع الأمر فإن الوالدين والأشقاء ملاذ الإنسان الأول عند الوقوع في أي مشكلة. طرق للتغلب على الهم والحزن بالقرآن الكريم - موقع شملول. 8- المشاركة في الأعمال التطوعية ولكن كيف تتخلص من الهم والحزن بالمشاركة في الأعمال التطوعية؟ ستشعر بحالة نفسية مختلفة عن المشاركة في مثل هذه الأمور التي تجعلك مُقن تمامًا أن حالتك المعيشية أفضل من الآخرين وتحمد الله على ما أنت فيه. اقرأ/ي أيضًا: 7 علاجات سهلة للتخلص من الشخير كيف تتخلص من الخجل أمام الفتيات؟
أيها المؤمنون بلقاء رب العالمين: إن من أقوى ما يحفظ به العبد نفسه من الغموم والهموم بألا تصيبه ولا تهجم عليه هو دعاء الله تعالى بأن يبعدها عنه؛ فقد علمك نبيك -صلى الله عليه وسلم- مع إشراقة كل صباح، ومع غروب كل شمس، أن تطلب من ربك وأن تدعوه قائلاً كما في الحديث الصحيح: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".
قد يعترى الواحد بعض التفكر فى الامور التى خلقها الله وخصوصا النفس البشريه منها مثلا كيف يمشى الانسان وكيف يفكر ولماذا كانت الاراده داخلية ولماذا لايحس الانسان ببعض حركاته ؟ وهل يدرك الانسان كنه نفسه وغيرها الكثير؟ وان بدت هذه الاسئله سهلة الا ان المشكلة انها تلازمنى فى معظم الاوقات مما تفسد على بعض اداء الواجبات على هيئة وساوس لان ليس لها اجابات فكيف يتخلص الانسان منها لانى احس ان الواحد يكاد يفقد عقله احيانا بل وفى بعض الاحيان اشعر بانى منفصل عن نفسى بدنيا. فما العلاج افادكم الله ؟ وجزاكم الله خيرا.
لا يثبت أمر الدنيا على حال، وكثير من الناس يصاب بالهم والحزن، وهناك أسباب للهم والحزن في الحياة منها كثرة الذنوب، والابتلاء في الحياة، وعلى الإنسان أن يصبر، وأن يستعين بالدعاء والابتهال لله تعالى، وعليه أن يتفاءل، ويأخذ الأمور ببساطة ويسر. يقول الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الإمام محمد بن سعود بالسعودية: حياتنا الدنيا على اسمها "دنيا" لا يثبت فيها حال الإنسان بل يتقلب فيها بين ما يحبه وما يكرهه، والعاقل إذا تأمل فيها وجد أنه محتاج لأن ينظر إليها نظرة المتفائل، ويقضي على الهم والحزن الذي طالما كدر صفوه ومزاجه، والذي يُريد به الشيطان أن يُحزن المسلم. إن التقوقع على النفس باحتضان الآلام والآهات أكبر مرتع للشيطان، وأخصب مكان لتكاثر هذه المنغصات، وإن التطلع للحياة السعيدة والنظر لجوانب الفأل فيها لمن دواعي الأنس والارتياح، ومن المعلوم أن هذه الدنيا مزيج من الراحة والنصب، والفرحة والحزن، والأمل والألم، فلماذا يُغلِّب الإنسان جانبها القاتم على جانبها المشرق المتألق؟ ومن المعقول أنه لو لم يغلب المرء جانب التفاؤل والاستبشار فلا أقل من أن ينظر إليها بعدل واتزان. وضيق الصدر وحياة الضنك لا تستولي على فكر الإنسان وتحيط به من غير أسباب أخرى تدعو إليها بل هي مؤشر على وجود خلل في العلاقة بين العبد وربه، فبقدر ما يكون الإنسان مقبلاً على الله بقدر ما يفيض عليه من الأُنس والراحة ما لا يعلمه إلا الله.
فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا". (صححه الألباني في السلسلة الصحيحة). وعلى هذا الإنسان أن يحاول أن يغير شيئاً من رتابة يومه فيفتح على نفسه من أنواع المباحات التي تبدد الفتور وتجدد النشاط، ولا بأس أن يسافر للنزهة والاستجمام من غير إسراف، وأفضل من ذلك أن يسافر لأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي، لأنَ تغيير واقع الحياة المستمر يفيد في هذا كثيراً. وعليه أيضاً أن يبتعد عن الأماكن التي يشعر بأنها تثير فيه كوامن الهم والغم وتجدد فيه الأحزان، كما أن عليه اجتناب قراءة الكتب التي تحمل طابع المأساوية، ويحاول ألا يجالس أصحاب الهموم ولو بغرض المواساة، وعلى العكس من ذلك يحاول قراءة الكتب المفيدة التي تبعده عن الهموم، كما أن عليه إذا شعر بالضيق والحزن ألاّ يجنح إلى الصمت والتفكير والبحث عن الانفراد.
وهذا ما أفصح عنه القرآن الكريم. قال الله تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى" وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون". (النحل). وأما الشعور بالضيق والكدر فإنه يحمل تنبيهاً للعبد ليقوم بالتفتيش في علاقته بربه، فإن للذنوب والمعاصي أثراً على العبد في ضيق صدره وشتات أمره. وقد يكون ابتلاء العبد بالمصائب والنكبات مما يقدره الله عليه من أجل رفع درجاته إن قام بما أمره الله تجاهها من الصبر والرضا بما قدر الله، فإن كل ما يقدره الله على المؤمن خير له في دينه ودنياه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" رواه مسلم. وإذا أُصيب المؤمن بمصيبة فهو إما أن يصبر أو يجزع فإن صبر ظفر بالأجر العظيم وارتاح لقضاء الله وقدره لأنه لما علم أنه من عند الله اطمأن لذلك وسلّم، فلا داعي للجزع والضجر. وعلى العكس من ذلك لو لم يصبر فإنه مع ما يصيبه من الإثم بالجزع والتسخط، وما يكتنفه من الهم والغم يفوته الأجر الذي أعده الله للصابرين.