ونُذكركُم إخوةَ الإيمان بسُنّية صيامِ يومِ عاشوراء لما ورد عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من أنه صامه وأمر بصيامه وقال:" لئنْ عِشتُ إلى قابلٍ لأصومنَّ التاسع " أي معَ العاشر. اللهم أمدّنا بأمداد الأنبياءِ وانفعنا ببركاتهم واحشُرنا تحت لواءِ سيّدِ الأنبياء وأفضلِهم سيدِنا محمّدٍ صلى الله عليه وسلم. هذا وأستغفر الله لي ولكم.
ومعنى آنيت أي تأخرت. ويستحب لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما". والمشروع للمؤمن إذا صلى الجمعة أن يصلي بعدها أربع ركعات نافلة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صليتم بعد الجمعة فصلوا بعدها أربعاً)، وكان يصلي في بيته ركعتين عليه الصلاة والسلام، فالسنة أن يصلى بعد الجمعة أربع، وإن صلى ركعتين فلا بأس. عباد الله إن ترك الجمعة ممن تجب عليه من غير عذر كبيرة من كبائر الذنوب، كما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، وابن عمر رضي الله عنهما، أنهما سمعا النبي عليه الصلاة والسلام يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين". خطبة عن يوم الجمعة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلاّ الله تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
وإنْ استمع لم يسمَع ما يضعِف صومَه، فيخرج كلامه كلّه نافعًا صالحًا، وتكون أعماله جميعها طيِّبةً زكِيَّة مرضِيَّة. فكما أنَّ الطعام والشراب يَقطعان الصيام ويفسدانه، فكذلك الآثام تَقطع ثوابه، وتفسد ثمرَته. حتى تصَيِّر صاحبَه بمنزلة مَن لم يَصم. بالإضافة إلى ذلك، فقد صحَّ عن النبي أنَّه قال: (( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَه وَشَرَابَه)). بالإضافة إلى ذلك، فإن المراد بالزور هو: سائر الكلام المحرَّم. واعلموا أنَّ إكثار الجلوس في المساجد خلال نهار الصيام وليله مِن أعظم مسبِّبات حفظ الصيام عن الآثام. علاوة على ذلك، فيه زيادة الأجور، والاشتغال بالطاعات، والإكثار منها. علاوة على ذلك، فقد صحَّ عن أبي المتوكِّلِ ــ رحمه الله ــ أنَّه قال: (( كان أَبِو هرَيْرَةَ ــ رضي الله عنه ــ وَأَصْحَابه إِذَا صَاموا قَعَدوا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالوا: نطَهِّر صِيَامَنَا)). نفعني الله وإيَّاكم بما سمعتم، وحفِظ لنا صيامنا عن كلِّ ما يفسِده وينقِص ثوابه. خطب الجمعة مطبوعة - يومَ عاشوراء - موقع أهل السنة و الجماعة. وصلَّى الله وسلَّم على عبده ورسوله محمد الأمين المأمون. شاهد أيضاً: كلمات اغنية اهلا اهلا يا رمضان مكتوبة خطبة الجمعة الأولى من رمضان مكتوبة، يتميز يوم الجمعة ببركة عظيمة وفضائل عما سواه من الأيام، وعندما يجتمع مع أيام شهر رمضان تكون البركات أعم وأكثر.
فيوم الجمعة سيد الأيام كلها، خصه الله تعالى بخصائص عظمى، وشرفه بمزايا كبرى، ليست لغيره من الأيام، وندب الله عز وجل العباد إلى اغتنام ما فيه من الفضائل والمسارعة إلى ما خص به من الطاعات. وإن مما أشار إليه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم من فضائل هذا اليوم وخصائصه، ما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة)). خطبة عن الجمعة وفضلها - ملتقى الخطباء. وروى الإمام أحمد وابن ماجه عن أبي لبابة البدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن يوم الجمعة سيد الأيام، وأعظمها عند الله، وهو أعظم عند الله من يوم الأضحى ويوم الفطر، فيه خمس خلال: خلق الله عز وجل فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبد شيئًا إلا أعطاه ما لم يسأل حرامًا، وفيه تقوم الساعة، ما من ملك مقرب، ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا بحر إلا وهن يشفقن من يوم الجمعة)). فقد عدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الأحاديث بعض خصائص هذا اليوم ومزاياه، وإن من أجلها ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم من أن فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، وقد قال الإمام أحمد رحمه الله: ( أكثر الأحاديث في الساعة التي ترجى فيها إجابة الدعوة أنها بعد صلاة العصر).
اخشع أخي المسلمَ لله وتفكَّر في قوله تعالى:" مالِكِ يومِ الدِّين ". في يومِ القيامة تُدَكُّ الأرضُ دكًّا والجبالُ تصيرُ غبارًا ناعما إلا ما كان من جبلِ أُحُدٍ فإنه يُنقَلُ إلى الجنةِ ولا يُدَكُّ والسماواتُ تتشقَّقُ والبحارُ تشتعلُ نارًا. " ولا يَسأَلُ حَمِيْمٌ حَمِيْمًا " لا يسألُ قريبٌ قريبَه عن شأنِه لِشُغْلِه بشأنِ نَفْسِهِ لِهَوْلِ ذلك اليومِ وشِدَّتِه. يقول الله تعالى:" يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ - وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ - وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ - لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ". اللهمَّ قِنَا عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك، اللهمَّ قِنَا عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك، اللهمَّ قِنَا عذابَك يومَ تبعثُ عبادَك. هذا وأستغفر الله لي ولكم.
نوَّع لهم العبادات ليجزل لهم الحسنات والمثوبات والمكافآت وأشهد أن سيدنا محمداً عبد ورسوله، وصفيُّه من خلقه وخليله، فتح الله لنا به أبواب الطاعات، ونوَّع الله عزَّ وجل به لنا أنواع القربات، وجعله صلى الله عليه وسلم مفتاح الجنات، فلا يدخل أحد الجنة قبل حضرته، ولا يؤذن لأحد بالشفاعة إلا بإذن من سعادته، ولا يهنأ إنسان بالنجاة من النيران إلا إذا شفع فيه الحبيب العدنان. صلوات الله وسلامه عليه في الأولين، وصلوات الله وسلامه عليه في الآخرين، وصلوات الله وسلامه عليه في الدنيا ويوم الدين. (أما بعد).. فيا أيها الأخوة المؤمنون: ونحن في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وقد صحبناه كل هذه الأيام، ماذا وجدنا في صحبته؟ لم نجد إلاَّ كلَّ خير وبرّ. نجد أنفسنا وقد أقبلت على الطاعات بعد طول جفاء، وأجسامنا وقد صحَّت من الأمراض والأسقام باتباع تعاليم الإسلام وأحكام الصيام، ونجد الجوارح وقد بعدت فيه عن الآثام، ونجد الوقت كله فيه في طاعة الملك العلام عزَّ وجل. فإذا نام العبد في رمضان فنومه عبادة، وإذا سكت فيه فسكوتك تسبيح، وإذا دعوت فيه فدعاؤك مستجاب، وإذا عملت فيه عملاً من أعمال البر والخير فعملك مضاعف الأجر والثواب، وإذا وفدت فيه على أهلك وأنفقت عليهم من الخيرات وأنواع المأكولات والمشروبات، فإن المال الذي تنفقه عليهم له من الأجر كأجر المال الذي ينفق في سبيل الله عزَّ وجل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نفقة الصائم على أهله كالنفقة في سبيل الله عزَّ وجل الدرهم بمائة ألف درهم}[رواه ابن سعد وذكره في الفتح الكبير عن حمزة. ]