22 / 09 / 2004, 34: 04 AM # 1 GODZILA ● وئامي جديد + رقم العضوية » 13805 تاريخ التسجيل » 22 / 09 / 2004 الجنسْ الإقآمـہ مَجموع المشَارگات » 37 معَدل التقييمْ » 10 شكراً: 0 تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة قليل دائم خير من كثير منقطع إن كثيرا من الناس يشعر بتقصيره نحو اتصاله بالله وعبادته له ، فإذا ما استيقظ من غفلته ووعى على نفسه أخذ بالأعمال الصالحة الواحدة تزاحم الأخرى. فتجده يسرد الصوم ، ويحاول أن يختم في ثلاث ، ويطيل قيام الليل ، ويكثر من الذكر، فيملأ الأسبوع الأول من النشاط الإيماني المفاجئ بنسبة 90% من الأعمال الصالحة. بالإضافة إلى الانقلاب المفاجئ في تعامله مع الناس ، فتجده واعظا إذا ما عامل الناس تبدو على محيّاه الحرقة على هذا الدين ، وغالب وقته منقطعا عن الآخرين بحجة أنه فرّط كثيرا في حق الله ، وما يمضي الأســبوع الأول حتى تهبط النسبة المذكورة آنـفا إلى 50% ، وما يمضي عدة أسابيع على هذا النشاط الذي أخذ ضوءه يخبو يوما تلو يوم حتى تعود النسبة على ما كانت عليه سابقا ، هذا إن لم يفقد شيئا جديدا مما كان يفعله قبل ( الانفعال الإيماني!! قليل دائم خير من كثير منقطع * دعوة للمشاركة * - حوار الخيمة العربية. ). وفي الحقيقة التي لا ينبغي أن أغفلها ، أن هذه الآفة لا تعتري عامة الناس فحسب ، بل ولا حتى فقط طلبة العلم ، بل قد تجتاح ساحة من لبس العمامة ووضع العباءة على كتفيه.
دائم خير من كثير منقطع. حكمة شهيرة، لكن لماذا يأبى الكثير تطبيقها؟ لماذا يفضل الناس تقديم الكثير المنقطع؟ لا أدري. لكن أدري أن الاستمرارية من أهم أسس السعادة، والراحة، والنجاح، وكل شيء طيب. ماذا أقصد؟ لنأخذ السمنة مثالاً. كثرت السمنة في عصرنا هذا بسبب قلة الحركة وسوء التغذية، وأتى معها الكثير من الأمراض، لكن ماذا يفعل الناس لحل المشكلة؟ حمية مؤقتة تختفي بعد أسبوعين، أو اشتراك في نادي وممارسة الرياضة بضعة أيام ثم يتكوّم الغبار على بطاقة العضوية. لو عرف هذا الشخص أن الحل هو في الاستمرار على القليل فهل سيفعل هذا؟ لا يحتاج الشخص حمية قاسية ولا تمارين شاقة، بل فقط تعديلات بسيطة على الغذاء اليومي بالإضافة لنصف ساعة مشي عدة مرات في الأسبوع تكفي لتجعل الوزن ينقص كثيراً بعد عدة أشهر. السر: الاستمرارية. يجب أن يكون التفكير بعيد المدى. الحلول التي تحاول عمل الكثير من أجل نتائج قصيرة المدى قلّما تفلح. نفس المبدأ في الدين. الاستمرار على طاعة يسيرة (مثل سنة راتبة، أو صوم نافلة، أو صدقة يومية) أفضل من أن يقدم الشخص الكثير من الأعمال الصالحة ثم ينقطع عنها فترات طويلة ثم يعود لها. حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أَحَبُّ العَمَلِ إِلى اللهِ مَا دَاوَمَ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ.