وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وقد يحتمل أنْ يكونَ المعنى: أنه يُكرمُ أهلَ ولايته، ويرفعُ درجاتهم بالتَّوفيق لطاعته في الدنيا، ويُجلُّهم بأنْ يَتقبَّل أعمالَهم؛ ويرفعَ في الجِنان درجاتهم. وقد يحتمل أنْ يكون أحدُ الأمرين – وهو الجلال – مُضافاً إلى الله سبحانه بمعنى الصِّفة له، والآخر مُضافاً إلى العبد بمعنى الفعل منه، كقوله سبحانه (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) (المدثر: 56) فانصرفَ أحدُ الأمرين؛ وهو المغْفرة إلى الله سُبحانه، والآخر إلى العباد وهو التقوى، والله أعلم. وقال الحُليمي: (ذو الجَلال والإكرام): ومعناه المستحق لأن يُهاب لسلطانه، ويُثنَى عليه بما يليق بعلو شأنه. ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام. وهذا قد يدخل في باب الإثبات على معنى: إنّ للخلق ربّاً يستحق عليهم الإجْلال والإكرام. ويدخل في باب التوحيد، على معنى: أنّ هذا الحقّ؛ ليس إلا لمُستحقٍّ واحد. وقال في"المقصد": (ذو الجَلال والإكرام): هو الذي لا جَلالَ ولا كمالَ؛ إلا وهو له، ولا كرامةَ ولا مَكْرمة؛ إلا وهي صَادرةٌ منه. فالجلالُ له في ذَاته، والكرامة فَائضةٌ منه على خَلْقه، وفنون إكْرامه خَلقه؛ لا تكاد تَنْحصر وتَتَناهى، وعليه دلَّ قوله تعالى: (ولَقَد كَرَّمنا بَني آدمَ) (الإسراء: 70) اهـ. وقال القرطبي: فمعنى جلاله اسْتحقاقه لوصفِ العظمة؛ ونعتِ الرّفعة، والمُتعالي عزاً وتكبراً، وتنزهاً عن نعوت الموجودات؛ فجلاله إذاً صفةٌ استحقها لذاته.
[٩] المراجع [+] ↑ سورة فاطر، آية: 28. ↑ سورة الذاريات، آية: 56. ↑ "أسماء الله الحسنى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2019. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 2736، صحيح. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 6/153، إسناده صحيح. ↑ سورة الرحمن، آية: 78. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 591، صحيح. ↑ "معجم أسماء الله الحسنى" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2019. بتصرّف. معنى ذو الجلال والاكرام إسلام ويب. ↑ "المنهج الحق في الإيمان بأسماء الله وصفاته" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 1-7-2019. بتصرّف.
- وكان صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: « اللهمَّ أنتَ السلامُ وَمنكَ السَّلامُ تَباركْتَ يَا ذَا الجلالِ وَالإكرامِ » ( مسلم). - كَرَّمَ الله – تعالى - خَلْقَه وهو يشركهم في جلاله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ مِنْ إجلال الله إكرامَ ذي الشَّيْبَة المسلم وحامل الْقُرْآن غَيْر الغالي فيه والجافي عنهُ، وإكرام ذي السُّلْطان المقسط » ( أبو داود ، حسَّنه الألباني). - جلالةُ الله تكسو من يُعَظِّمُها جلالةً ونورًا حتى تجعلَه على منابر من نور يَغْبطه عليها الأنبياء؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: « قَالَ اللهُ عز وجلَّ: المتحابُّونَ في جَلالي لَهُمْ مَنَابرُ مِنْ نُور يَغْبطُهُمُ النَّبيُّون والشُّهَداءُ » ( الترمذي) ؛ المتحابُّون في جلالي: أي لأجل إجلالي و تعظيمي؛ وهو حُبٌّ في ذات الله وجهته لا يَشُوبه الرِّياءُ والهَوَى.