قال الله تعالى: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)ذكر الله ذلك للتشنيع من أمر هو، نسعد بزيارتكم أحبتي المتابعين والمتابعات الكرام مستمرين معكم بكل معاني الحب والتقدير نحن فريق عمل موقع اعرف اكثر حيث نريد أن نقدم لكم اليوم سؤال جديد ومميز وسوف نتحدث لكم فيه بعد مشيئة المولى عز وجل عن حل السؤال: الإجابة الصحيحة هي: الغيبة.
وذلك إذا كان المظنون به ممن شوهد منه الستر والصلاح ، وأونست منه الأمانة في الظاهر ، فظن الفساد والخيانة به محرم ، بخلاف من اشتهره الناس بتعاطي الريب ، والمجاهرة بالخبائث. { إن بعض الظن} وهو ظن بالمؤمن الشر ، لا الخير { إثم} أي مكسب للعقاب ، لأن فيه ارتكاب ما نهى عنه. / قال حجة الإسلام الغزالي في ( الإحياء) في بيان تحريم الغيبة بالقلب: اعلم أن سوء الظن حرام ، مثل سوء القول. فكما يحرم عليك أن تحدّث غيرك بلسانك بمساوئ الغير ، فليس لك أن تحدّث نفسك ، وتسيء الظن بأخيك. قال: ولست أعني به إلا عقد القلب ، وحكمه على غيره بسوء الظن. فأما الخواطر وحديث النفس ، فهو معفوّ عنه ، بل الشك أيضا معفوّ عنه. ولكن المنهي عنه أن يظن. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الحجرات - قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن - الجزء رقم12. والظن عبارة عما تركن إليه النفس ، ويميل إليه القلب. فقد قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} قال: وسبب تحريمه أن أسرار القلوب ، لا يعلمها إلا علام الغيوب ، فليس لك أن تعتقد في غيرك سوءا إلا إذا انكشف لك بعيان لا يقبل التأويل. فعند ذلك لا يمكنك أن لا تعتقد ما علمته وشاهدته. وما لم تشاهده بعينك ، ولم تسمعه بأذنك ، ثم وقع في قلبك ، فإنما الشيطان يلقيه إليك ، فينبغي أن تكذّبه فإنه أفسق الفساق.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12] وهذا من أحسن القياس التمثيلي؛ فإنه شبَّه تمزيق عرض الأخ بتمزيق لحمه.. ولما كان المغتاب يمزق عرض أخيه في غيبته، كان بمنزلة من يقطع لحمه في حال غيبة روحه عنه بالموت؛ لما كان المغتاب عاجزًا عن دفعه بنفسه بكونه غائبًا عن ذمِّه كان بمنزلة الميت الذي يُقَطَّع لحمه ولا يستطيع أن يدفع عن نفسه. ولما كان مقتضى الأخوة التراحم والتواصل والتناصر، فعلَّق عليها المغتاب ضد مقتضاها من الذمِّ والعيب والطعن.. كان ذلك نظير تقطيعه لحم أخيه، والأخوة تقتضي حفظه وصيانته والذب عنه. عالم أزهري: تفتيش المرأة في هاتف زوجها حرام شرعا. ولما كان المغتاب متفكهًا بغيبته وذمِّه، متحليًا بذلك.. شبه بأكل لحم أخيه بعد تقطيعه.. ولما كان المغتاب محبًا لذلك معجبًا به، شبه بمن يحب أكل لحم أخيه ميتًا.. ومحبته لذلك قدر زائد على مجرد أكله، كما أن أكله قدر زائد على تمزيقه.. فتأمل هذا التشبيه والتمثيل وحسن موقعه ومطابقة المعقول فيه للمحسوس، وتأمل أخباره عنهم بكراهة أكل لحم الأخ ميتًا ووصفهم بذلك في آخر الآية والإنكار عليهم في أولها أن يحب أحدهم ذلك.. فكما أن هذا مكروه في طباعهم، فكيف يحبون ما هو مثله ونظيره؟!
قوله - عز وجل -: ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه) قال مجاهد: لما قيل لهم " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا " قالوا: لا ، قيل: ( فكرهتموه) أي فكما كرهتم هذا فاجتنبوا ذكره بالسوء غائبا. قال الزجاج: تأويله: إن ذكرك من لم يحضرك بسوء بمنزلة أكل لحم أخيك ، وهو ميت لا يحس بذلك. أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا الفريابي ، حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج ، حدثني صفوان بن عمرو ، حدثنا راشد بن سعد وعبد الرحمن بن جبير ، عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم ولحومهم ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم ". قال ميمون بن سياه: بينا أنا نائم إذا أنا بجيفة زنجي وقائل يقول: كل ، قلت: يا عبد الله ولم آكل ؟ قال: بما اغتبت عبد فلان ، فقلت: والله ما ذكرت فيه خيرا ولا شرا ، قال: لكنك استمعت ورضيت به ، فكان ميمون لا يغتاب أحدا ولا يدع أحدا يغتاب عنده أحدا. ( واتقوا الله إن الله تواب رحيم).