والله أعلم. تفسير عبس وتولي الشيخ. انتهى. وقال صاحب كتاب محمد رسول الله: أجمع المفسرون على أن الذي عبس وتولى هو الرسول عليه الصلاة والسلام وأجمعوا على أن الأعمى هو ابن أم مكتوم.. أتى رسول الله ابن أم مكتوم وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم أقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك فكره رسول الله قطعه لكلامه وأعرض عنه فنزلت هذه الآية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآه يقول مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول هل لك من حاجة ولا شك أن في استخلافه للمدينة إكراماً له. انتهى.
عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) سورة عبس مكية في قول الجميع ، وهي إحدى وأربعون آية بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى فيه مسائل: الأولى: قوله تعالى: عبس أي كلح بوجهه; يقال: عبس وبسر. وقد تقدم. وتولى أي أعرض بوجهه أن جاءه أن في موضع نصب لأنه مفعول له ، المعنى لأن جاءه الأعمى ، أي الذي لا يبصر بعينيه. تفسير سوره عبس وتولي. فروى أهل التفسير أجمع أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد طمع في إسلامهم ، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم ، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع عبد الله عليه كلامه ، فأعرض عنه ، ففيه نزلت هذه الآية. قال مالك: إن هشام بن عروة حدثه عن عروة ، أنه قال: نزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم; جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا محمد استدنني ، وعند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه ويقبل على الآخر ، ويقول: " يا فلان ، هل ترى بما أقول بأسا " ؟ فيقول: لا والدمى ما أرى بما تقول بأسا; فأنزل الله: عبس وتولى. وفي الترمذي مسندا قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثني أبي ، قال هذا ما عرضنا على هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت: نزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم الأعمى ، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل ، يقول: يا رسول الله أرشدني ، وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه ، ويقبل على الآخر ، ويقول: " أترى بما أقول بأسا " فيقول: لا; ففي هذا نزلت; قال: هذا حديث غريب.
وقد تقدم. وتولى أي أعرض بوجهه أن جاءه أن في موضع نصب لأنه مفعول له ، المعنى لأن جاءه الأعمى ، أي الذي لا يبصر بعينيه. فروى أهل التفسير أجمع أن قوما من أشراف قريش كانوا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد طمع في إسلامهم ، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم ، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع عبد الله عليه كلامه ، فأعرض عنه ، ففيه نزلت هذه الآية. سورة عبس - تفسير السعدي - طريق الإسلام. قال مالك: إن هشام بن عروة حدثه عن عروة ، أنه قال: نزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم; جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا محمد استدنني ، وعند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين ، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه ويقبل على الآخر ، ويقول: " يا فلان ، هل ترى بما أقول بأسا " ؟ فيقول: لا والدمى ما أرى بما تقول بأسا; فأنزل الله: عبس وتولى. وفي الترمذي مسندا قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، حدثني أبي ، قال هذا ما عرضنا على هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، قالت: نزلت عبس وتولى في ابن أم مكتوم الأعمى ، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل ، يقول: يا رسول الله أرشدني ، وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه ، ويقبل على الآخر ، ويقول: " أترى بما أقول بأسا " فيقول: لا; ففي هذا نزلت; قال: هذا حديث غريب.
{ يَفِرُّ الْمَرْءُ} من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، { مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ} أي: زوجته { وَبَنِيهِ} وذلك لأنه { لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} أي: قد شغلته نفسه، واهتم لفكاكها، ولم يكن له التفات إلى غيرها، فحينئذ ينقسم الخلق إلى فريقين: سعداء وأشقياء، فأما السعداء، فـوجوههم [يومئذ] { مُسْفِرَةٌ} أي: قد ظهر فيها السرور والبهجة، من ما عرفوا من نجاتهم، وفوزهم بالنعيم، { ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ} الأشقياء { يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا} أي: تغشاها { قَتَرَةٌ} فهي سوداء مظلمة مدلهمة، قد أيست من كل خير، وعرفت شقاءها وهلاكها. { أُولَئِكَ} الذين بهذا الوصف { هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} أي: الذين كفروا بنعمة الله وكذبوا بآيات الله، وتجرأوا على محارمه. نسأل الله العفو والعافية إنه جواد كريم [والحمد لله رب العالمين].
قال العلامة الطباطبائي (رحمه الله) ـ ما ملخَّصُه ـ: 1 ـ ليس في آيات سورة "عبس" دلالة ظاهرة على أنَّ الذي عبس هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو مجرد خبر عن وقوع العبوس من غير تصريح بالشخص الذي صدر منه العبوس والإعراض. 2 ـ صفة العبوس من الصفات الذميمة، وهي ليست من صفات النبي صلى الله عليه وآله؛ فقد كان رسول الله (ص) في منتهى اللطف في التعامل حتى مع الأعداء، فكيف يمكن أن نتصوَّر أنه عبس في وجه واحد من المؤمنين من أهل الخشية؟! 3 ـ وفي الآيات صفة أخرى ذميمة، وهي الاهتمام بالأثرياء أهل الفسق والإعراض مع التشاغل عن الاهتمام بالفقراء أهل التقوى، وهذا النوع من السلوك لا يصدر من أقل الناس تديُّناً وخُلقاً، فكيف يصدر ممن هو أسوة البشرية في الأخلاق الكريمة؟! 4 ـ لقد نزلت سورة "نون" قبل سورة "عبس"، ووصف الله في سورة "نون" نبيه الكريم بـ (وإنك لعلى خلق عظيم) ، والمذكور من الصفات الذميمة في سورة عبس لا يتناسب مع الخلق المتوسِّط فضلاً عن الخلق العظيم. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٩. 5 ـ لقد أمر الله تعالى نبيه الكريم بأن يتواضع للمؤمنين، فقال تعالى: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) وذلك في الشعراء: 215 ، وهي سورة مكية والآية نازلة في سياق آيات نزلت في أوائل الدعوة.. كما نهى الله نبيَّه الكريم عن الاهتمام بدنيا أهل الدنيا، فقال تعالى: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم) في سورة الحجرات: 88 ، والآية في سياق ما نزل في أول الدعوة العلنية، كما أمر اللهُ نبيَّه في أوَّل الدعوة العلنيَّة أن يُعرض عن المشركين، فقال تعالى: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) سورة الحجر: 94.