إنّ لَهْو الحديث هو كلّ كلام سوى كلام الله تعالى؛ فيرى بعض العلماء أنّ كلّ كلام سوى كلام الله سبحانه وتعالى، أو كلام نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، أو سِيَر الصالحين هو من لَهْو الحديث. ما معنى لهو الحديث. إنّ لَهْو الحديث هو كلّ ما يُلهي عن الله تعالى؛ فيرى بعض العلماء أنّ لَهْو الحديث هو كلّ ما يُشغل العبد ويصدّه عن الله تعالى، سواءً أكان غناء أم غيره. إنّ لَهْو الحديث هو الكلام الباطل؛ فيرى بعض العلماء أنّ الكلام الباطل الذي ليس له مصداقيّة ولا يُسهم في تقوية الأمّة الإسلاميّة هو من لهو الحديث الوارد في الآية. إنّ لَهْو الحديث هو الغِناء؛ فقد قال بعض أهل العلم إنّ لَهْو الحديث هو الغناء، وهو ما ذهب إليه الصحابيّ الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ فقد روي عنه: (أنّه سُئلَ عن هذه الآيةِ: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ)، فقال: هو الغناءُ، والذي لا إله إلّا هوَ يُردِّدُها ثلاثَ مراتٍ)،[7] وقال به أيضاً الإمام الفقيه إبراهيم النخعيّ، والحسن البصريّ وغيرهم من الفقهاء، وممّن قال به من علماء التفسير مجاهد، حيث قال: (لهو الحديث هو الطبل وأدوات اللّهْو، وهذا من لوازم الغناء).
قال الله سبحانه وتعالى" وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِى لَهْوَ الحديث لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ألله بِغَيْرِ علم وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أولئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ"، وتفسير هذه الآية الكريمة عند بعض العلماء وهو كل عمل يلهي العبد عن طاعة الله فيضل طريقه الى الله وكل من يتخذ كلام الله هزوا، او يسخر منه له عذاب مهين ويتخذ الله النار مأوى لهم خالدين فيها وسنعرف من خلال السطور التالية ما هو لهو الحديث فهيا بنا نعرفها سويًا. لهو الحديث لهو الحديث هو الجدال في الثوابت أي الجدال في كلام الله وكلام رسوله الكريم، او تكذيب في آيات الله سبحانه وتعالى او التحريف في آيات الله، وأيضاً من لهو الحديث هو الغناء فهو عمل يلهو العبد عن عبادة ربه. فالغناء والاستماع الى الأغاني مكروه، غير محبب إلى الله وخصوصاً الأغاني التي تحرك النفس. المعجم المعاصر : معنى لهو الحديث. او التي تحث على أشياء لا يرضها الله، فإذا كانت غير ذلك فقليل منها عند الافراح والاعراس والاعياد، "يشتري لهو الحديث" هو شراء المغنيات. فقديماً كانوا يشترون الجواري المغنيات وهذا ما يقصد به. " ومن الناس من يشتري لهو الحديث"، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يحل بيع المغنيات ولا شراؤهن، وأكل أثمانهن حرام".
عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «تعاهدوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أشَدُّ تَفَلُّتاً مِنَ الإبلِ فِي عُقُلِهَا».. [ صحيح. ] - [متفق عليه. ]
والصواب من القول في ذلك: أنهما قراءتان معروفتان في قرّاء الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب الصواب في قراءته، والهاء والألف في قوله: (وَيَتَّخِذَها) من ذكر سبيل الله. * ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله: (وَيَتَّخِذَها هُزُوًا) قال: سبيل الله. وقال آخرون: بل ذلك من ذكر آيات الكتاب. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قال: بِحَسْب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحقّ، وما يضرّ على ما ينفع، ويتخذها هزوا يستهزئ بها ويكذّب بها. معنى من يشتري لهو الحديث - إسألنا. وهما من أن يكونا من ذكر سبيل الله أشبه عندي لقربهما منها، وإن كان القول الآخر غير بعيد من الصواب، واتخاذه ذلك هزوا هو استهزاؤه به. وقوله: (أُولَئِكَ لَهُمْ عذَابٌ مُهِينٌ) يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفنا أنهم يشترون لهو الحديث ليضلوا عن سبيل الله. لهم يوم القيامة عذاب مُذِلّ مخزٍ في نار جهنم. --------------------- الهوامش: (1) أبو الصهباء "كما في خلاصة الخزرجي": هو صهيب الهاشمي، عن مولاه ابن عباس، وعلى، وابن مسعود، ولم يقل في نسبته: البكري، هناك صهيب المكي أبو موسى الحذاء، ولم يكنه بأبي الصهباء.