وذكر رئيس الوزراء الماليزي في مقابلة خاصة مع الجزيرة تبث مساء اليوم ضمن برنامج "سيناريوهات"، أنه دعا السعودية وإيران ودولا إسلامية أخرى إلى المشاركة في القمة. ورأى أن منظمة التعاون الإسلامي لم تقدم شيئا لمعالجة قضايا الأمة الإسلامية، وأعرب عن أمله بأن تتمكن قمة كوالالمبور من تحقيق بعض الخطوات في هذا الشأن، وقال إن استمرار غياب الأفعال سيعرض المسلمين لما هو أسوأ. انسحاب باكستان وقد اتخذ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -الذي كان من القادة المتحمسين لعقد القمة- قرارا في اللحظات الأخيرة بعدم الحضور. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤولين باكستانيين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن خان انسحب تحت ضغوط من السعودية، الحليف المقرب لبلاده. غير أن تقارير إعلامية نقلت عن مسؤولين أيضا نفيهم أن يكون هذا سبب عدم تمثيل ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم. القمة الإسلامية المصغّرة.. حقائق ومؤشرات. ولم ينشر منظمو القمة جدول الأعمال، لكن رويترز قالت إنها قد تبحث النزاعات الطويلة الأمد في إقليم كشمير والشرق الأوسط، والصراعات في سوريا واليمن، ومحنة المسلمين الروهينغا في ميانمار، وتنامي الغضب من معسكرات اعتقال المسلمين الإيغور في الصين -وهو ما سيغضب بكين بلا شك وفقا للوكالة- إضافة إلى سبل مكافحة ظاهرة الإسلاموفوبيا في العالم.
وأضاف: « يكفي أن نعلم أن قناة الجزيرة هي الناقل الحصري لتلك القمة العالم العربلا شك أن القمة الإسلامية الخماسية التي سوف تعقد في ماليزيا الثلاثاء المقبل، قد أحدثت لغطا وربما شرخا داخل منظمة المؤتمر الإسلامي، هو الأول منذ تأسيسها في الستينيات، وأصبح هذا الكيان الإسلامي الأكبر مهددا بالإنهيار بعد أن تم تهميش معظم المنظمات الإقليمية في المنطقة.
انطلقت الجلسة الافتتاحية للقمة الإسلامية المصغرة في العاصمة الماليزية، كوالالمبور، فجر الخميس، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات دول إسلامية عدة، أبرزها تركيا وقطر وإيران، في حين غابت السعودية وباكستان. وقبل انطلاق الجلسة الافتتاحية حرص القادة المشاركون في القمة، على التقاط صور تذكارية جماعية عقب وصولهم إلى مركز كوالالمبور للمؤتمرات الذي يستضيف هذا الحدث. انطلاق القمة الإسلامية..ما أبرز ما قاله القادة؟ - السياسي. ومن المنتظر أن يشارك القادة في اجتماع طاولة مستديرة بعنوان "أولوية التنمية والتحديات". من جهته، قال السلطان عبد الله ملك ماليزيا خلال كلمة له في القمة: "وحدة العالم الإسلامي وتحقيق تنميته أمران مهمان لمواجهة الصعوبات والأزمات". من جانبه أيضا، قال رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، الخميس، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للقمة: "نحن لم نقصِ أحدًا، أردنا فقط أن تكون هذه القمة بداية مصغرة". وألقى مهاتير كلمته في مركز كوالالمبور للمؤتمرات في العاصمة الماليزية. وأشار إلى أن هذه القمة "ستشهد نقاشات حول الأوضاع الراهنة للمسلمين، وليس عن الدين كمعتقد"، مضيفا: "نحن جميعًا نعرف أن بلدان العالم الإسلامي تشهد أزمات، ونرى أن شعوب تلك الدول تضطر لترك بلدانها والهجرة لبلدان غير مسلمة".
ومن بين ما قاله مهاتير محمد صاحب الـ94 عامًا: "إن العالم الإسلامي لا يمكنه الوقوف في وجه أحد. نحن ضعاف جدًّا. أي شخص يمكنه التلاعب بنا، يمكنهم حتى جعلنا نحارب بعضنا بعضًا. هذا حالنا". نائب رئيس سيرليون يصل جدة لحضور القمة الإسلامية الـ14. مضيفًا: "إن الصين أقوى من أن نتحداها"، في إشارة إلى مناقشة القمة المصغرة قضايا الأقلية المسلمة في الصين. وعلى الرغم من تصريحات رئيس الوزراء الماليزي قبل بداية القمة، التي ربما أفادت بعدم جدواها، إلا أنه أصر على عقدها بعيدًا عن الإطار الرسمي لمنظمة التعاون الإسلامي، وبمشاركة عدد محدود من الدول، وفي غياب القوى العربية الإسلامية الكبرى!
في هذا العصر الذي تسوده التكتلات والتحالفات الكبيرة، وتسعى فيه شتى الدول التي تجمعها قواسم مشتركة إلى إيجاد مظلة تأتلف تحتها؛ لتحمي مصالحها، وتعزز التعاون والاستقرار فيما بينها، تنحرف دول أخرى عن هذا النهج الذي تفرضه تحديات العصر، وتسعى إلى شق الصف، وخلق كيانات هزيلة. ومن هذه الدول ماليزيا وتركيا وإندونيسيا وباكستان وقطر، التي قررت عقد "قمة إسلامية مصغرة" خارج إطار منظمة التعاون الإسلامي دون مراعاة لانعكاسات هذه "القمة" على تماسك المنظمة، وقوة تمثيلها لوجهة نظر المسلمين في العالم؛ إذ تضم 57 دولة إسلامية، وتعد ثاني أكبر منظمة في العالم بعد الأمم المتحدة. ويصعب تفهم أهداف تلك "القمة الإسلامية المصغرة" التي تعقد في ماليزيا اليوم (الأربعاء)، وتستمر أربعة أيام، بعيدًا عن الآثار السلبية التي ستضعف قوة منظمة التعاون الإسلامي؛ لأن هذه "القمة" تقدم نفسها كمظلة بديلة للمنظمة في بحث القضايا التي تهم الدول الإسلامية، منها القضية الفلسطينية. ولا يمكن إنكار مثل هذا الهدف في ظل الارتباط الواضح بين اسم ذلك الاجتماع الخماسي، وهو "القمة الإسلامية المصغرة"، وقمم منظمة التعاون الإسلامي التي تحظى بتلك الصفة في اجتماعاتها من تمثيل الدول الأعضاء فيها لأغلبية المسلمين في العالم.
وصرح مهاتير (94 عاما) بأن قمة كوالالمبور لا تهدف إلى أن تكون بديلا لمؤسسات إقليمية، كما أكد مكتبه في بيان أنه ليس ثمة نية لتشكيل "تكتل جديد كما ألمح إلى ذلك بعض المنتقدين". وفي وقت سابق أمس، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -ردا على سؤال بشأن تغيب باكستان وإندونيسيا عن القمة بضغوط سعودية وإماراتية مفترضة- إن هذا الموقف ليس الأول من نوعه. وذكر أردوغان أن السعودية مارست ضغوطا على باكستان، وقدمت تعهدات للبنك المركزي الباكستاني، وأضاف أن هناك أربعة ملايين عامل باكستاني في السعودية هددت الرياض بطردهم واستبدال عمال جدد من بنغلاديش بهم، وبسحب ودائع من البنك المركزي الباكستاني. وكان رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان -الذي كان من القادة المتحمسين لعقد القمة- قد اتخذ قرارا بعدم الحضور خلال الساعات الأخيرة التي سبقت انطلاق القمة يوم الأربعاء الماضي، وكانت إندونيسيا تعتزم إرسال نائب الرئيس، لكنها تراجعت عن ذلك لاحقا. وكانت وكالة رويترز نقلت عن مسؤولين باكستانيين طلبوا عدم نشر أسمائهم، أن خان انسحب تحت ضغوط من السعودية، الحليف المقرب لبلاده. من ناحية أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مصدر سعودي قوله إن الرياض تلقت دعوة للحضور، لكنها اشترطت أن تعقد القمة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.