نُقدم إليك عزيزي القارئ اليوم عبر مقالنا من موسوعة قصة حاتم الطائي ، هو الشاعر حاتم بن عبد الله بن سعد بن أل فاضل بن امرئ القيس بن طئ الطائي، والكناية الخاصة به هي أبي سفانة، أو أبي عدي، عُرف عنه الكرم والجود، وكان العرب يضربون به الأمثال، وقد ورث هذه الصفة عن والدته وهي عتبة بنت عفيف بن عمرو والتي كان معروف عنها يسر حالها، وكرمها الزائد مع المحيطين بها. قصة حاتم الطائي. وقد ذهب حاتم الطائي في زيارة لبلاد الشام، وهناك عقد قرانه وتزوج من ماوية بنت حجر الغسانية، والتي عُرف عنها أنها من شاعرات الجاهلية المهمين في هذا العصر. ويعتبر حاتم الطائي من أبرز وأهم الشعراء في عصر الجاهلية، وقد انتشر وذاع صيته بين العرب ككل، وكان له ديوان شعري واحد، وعُرف عنه بلاغة شعره، وقد دخل في الدين الإسلامي. وخلال السطور التالية سنعرض بشيء من التفصيل من هو حاتم الطائي.
وقال أبو بكر الخرائطي: حدثنا علي بن حرب، حدثنا عبد الرحمن بن يحيى العدوي، حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي مسكين – يعني جعفر بن المحرر بن الوليد – عن المحرر مولى أبي هريرة قال: مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيء فنزلوا قريباً منه، فقام إليه بعضهم يقال له: أبو الخيبري فجعل يركض قبره برجله. ويقول: يا أبا جعد اقرنا. فقال له بعض أصحابه: ما تخاطب من رمة وقد بليت؟ وأجنهم الليل فناموا، فقام صاحب القول فزعاً يقول: يا قوم عليكم بمطيكم فإن حاتماً أتاني في النوم وأنشدني شعراً وقد حفظته يقول: أبا الخيبري وأنت امرؤ * ظلوم العشيرة شتّامها أتيت بصحبك تبغي الِقرى * لدى حفرة قد صَدَت هَامَها أتبغي لي الذنب عند المبيت * وحولك طيء وأنعامها وإنا لنشبع أضيافنا * وتأتي المطي فنعتامها قال: وإذا ناقة صاحب القول تكوس عقيراً فنحروها، وقاموا يشتوون ويأكلون. (ج/ص: 2/ 276) وقالوا: والله لقد أضافنا حاتم حياً وميتاً. قال: وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا، فإذا رجل ينوه بهم راكباً جملاً ويقود آخر. موقف سفانة بنت حاتم الطائي مع الرسول - إقرأ يا مسلم. فقال: أيكم أبو الخيبري؟ قال: أنا. قال: إن حاتماً أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك، وأمرني أن أحملك وهذا بعير فخذه، ودفعه إليه.
أقول لك يا صاحبى: لقد اتهمتنى بما أنا منه براء ، وهل بينى وبينك إلا أن أروى لك ما ذكره سادتنا الأدباء فى كتبهم التى هى المرجع لهذه الحقبة من تاريخ أمتنا العربية ؟ أراك تقول مرغما: سلمت لك ، شريطة أن تسرد علىَّ مواقفهم دون أن تغالى فى مدحهم ، وأن تترك لى الحكم عليهم ، والإعجاب بهم أو عدم الإذعان لهذا الذى ذهبت إليه. قلت: لك ذلك ، فهلم نبدأ ، لأنَّ قارئنا الكريم ربما استثقل هذه المقدمة الطويلة وهذا الحوار المُملَّ ، فلنبدأ بحاتم وشهادته لغيره بأنه أكرم منه. قصة حاتم الطائي والغلام الذي غلبه في الكرم ~ توتي توتي. سأل رجل حاتما فقال: هل رأيت من هو أكرم منك ؟ قال حاتم: نعم غلام يتيم من طئ ، مررت بفنائه فدعانى ، فنزلت ضيفا عليه ، وكان له عشرة أرؤس من الغنم ، فلما صرت فى بيته ، ذبح لى شاة من غنمه ، وكان فيما قدمه لى الدماغ ، فاستطيبته ، فقلت: ماأطيب الدماغ ، فانسلَّ خفيفا من بين يدى ، وذبح شاة أخرى ثم قدَّم لى الدماغ ، فأكلته ، ثم جعل يصنع ذلك حتى أتى على غنمه كلها ، وأنا لا أعلم بما يفعله ، فلما قمت من عنده رأيت دماء كثيرة ، والشياة إلى جوارها ، فقلت ماهذا ؟ فقال: هذه غنمى. فقلت: ذبحتها كلها ؟ قال: نعم. قلت ما حملك على هذا ؟ قال: لأنك استطيبت الدماغ ، وما كنت لتستطيب شيئا ثم لا أقدمه لك ، فقال حاتم: أُلام على السخاء وهذا الفتى أسخى منى.
فقال حاتم: هلم فخذوا ما بين يدي فتوزعوه، فوثبوا إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه. فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له: اتق الله وأبق ِعلى نفسك، فما يدع هؤلاء ديناراً ولا درهماً ولا شاة ولا بعيراً. فأنشأ يقول: قالت طريفة ما تبقي دراهمنا * وما بنا سرف فيها ولا خرق إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا * ممن سوانا ولسنا نحن نرتزق ما يألف الدرهم الكاري خِرقَتَنا * إلا يمر عليها ثم ينطلق إنا إذا اجتمعت يوماً دراهمنا * ظلت إلى سبل المعروف تستبق وقال أبو بكر ابن عياش: قيل لحاتم هل في العرب أجود منك؟ فقال: كل العرب أجود مني. ثم أنشأ يحدث قال: نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة، وكانت له مائة من الغنم، فذبح لي شاة منها وأتاني بها، فلما قرّب إليّ دماغها قلت: ما أطيب هذا الدماغ! قصه عن حاتم الطائي. قال: فذهب فلم يزل يأتيني منه حتى قلت: قد اكتفيت، فلما أصبحت إذا هو قد ذبح المائة شاة وبقي لا شيء له؟ فقيل: فما صنعت به؟ فقال: ومتى أبلغ شكره ولو صنعت به كل شيء. قال: على كل حال فقال أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي. وقال محمد بن جعفر الخرائطي في كتاب (مكارم الأخلاق): حدثنا العباس بن الفضل الربعي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثني حماد الراوية، ومشيخة من مشيخة طيء قالوا: كانت عنترة بنت عفيف بن عمرو بن امرئ القيس أم حاتم طيء لا تمسك شيئاً سخاءً وجوداً.