واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له …. واشهد أن محمدا عبده ورسوله.. اللهم صل وسلم وبارك على سيدتا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين إنّ ذوي الرّحِم هم أناس غيرُ معصومي ن من الخطأ ، فهم يتعرّضون للزّلَل، ويقَعون في الخَلل، وتصدُر منهم الهَفوة، ويقَعون في الكبيرة، فإن بَدَر منهم شيءٌ من ذلك فالزَم أخي المسلم جانبَ العفوِ معهم، فإنَّ العفوَ من شِيَم المحسنين،. وما زادَ الله عبدًا بعفو إلاّ عِزًّا،.. خطبة عن العلاقات العائلية وأهمية صلة الأرحام - سطور. وقابِل إساءَتهم بالإحسان، واقبل عُذرَهم إذا أخط أ وا،.. لقد فعل إخوة يوسفَ مع يوسفَ ما فعلوا، وعندما اعتذروا لأخيهم قبِل عذرهم وصفَح عنهم الصفحَ الجميل، ولم يوبِّخهم، بل دعا لهم وسأل الله المغفرةَ لهم، قال: ( لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرحِمِينَ) [يوسف:92].
أي الأقرب لك من النسب، وروي أن رجلًا كان يطوف بالبيت حاملًا أمه فسأل ابن عمر: هل جزيتها يا بن عمر؟ فقال: لا ولا زفرة واحدة [4]. فإذا كان يا عبد الله هذا العمل من هذا الرجل الذي حمل أمه يطوف بها لا يقابله زفرة من زفراتها، فكيف بالهفوات المتتالية عند الوضع، ثم الحنان عليك في الصغر، مع ما تلاقيه من الأذى الخارج منك الذي تباشره بيمينها في عدة شهور وهي مسرورة بذلك، تسهر ليلها من أجلك، تغذيك باللبن من ثديها، وتؤثرك على نفسها في المأكل والمشرب، ووالداك هما السبب في وجودك، كما أن والدك يتكبد العناء من أجلك، يتعب لتستريح أنت، ويغضب لترضى، ويشقى لتعيش مسرورًا، فجزاهما الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
الخطبة الأولى عباد الله، صفة من أعظم صفات الصالحين، وخلق من أنبل أخلاق المتقين، تخلَّق بها نبينُا محمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يوحَى إليه؛ وزادها بعد أن بُعث بالرسالة تعظيما وتشريفا، هي من أزكى الصفات، وتركها موجب للحسرةِ والندامةِ؛ وعاجلِ العقوبة في الدنيا، مع ما تُوعِّد به تاركها من الوعيد الشديد في الآخرة. العمل بهذه الصفة والحرص عليها يطيل الأعمار، ويبارك في الأرزاق، ويملأ الحياة سعادة وهناء، ويعطر الذكرى بعد مفارقة الدنيا بحسن الثناء، وخالص الدعاء. خطب الجمعة مطبوعة - صلة الرحم - صلة الأرحم - موقع أهل السنة و الجماعة. فِعْلُ هذه الصفة رفعة، والتخلق بها منقبة، تملأ قلوبَ الناس لك حبا، وتزيدك من مولاك قربا. إنها صلة الأرحام. عباد الله؛ الأرحام هم من لك بهم صلةُ قرابة من جهة الأب أو الأم، وأعظمهم حقا الوالدان؛ نذكر ذلك لأن البعض يخلط بين الأرحام والأصهار، على أن لكل حقوقَه إلا أن الأرحامَ حقَهم أعظمُ بكثير من حق الأصهار. إخوة الإيمان؛ صلة الرحم من شعارات الإيمان بالله واليوم الآخر، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه)). صلة الرحم سبب لزيادة العمر وبسط الرزق: روى البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أحبّ أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه))؛ وفي صحيح الجامع يقول صلى الله عليه وسلم: (( صلة الأرحام وحسن الجوار وحسن الخلق يعمرن الديار؛ ويزدن في الأعمار)).
جعلنا الله من المواصلين لأرحامنا، أقول ما سمعتم واستغفر الله.. الخطبة الثانية عباد الله إن لقطيعة الرحم أسبابا متعددة نذكر أهـمَّها وذلك لنحذر منها: 1- الجهلُ بعواقب القطيعة في الدنيا والآخرة؛ والجهل بعظم حق الأرحام؛ وما يجب لهم من الصلة. 2- ضعف تقوى الله ؛ فالذي لا يخاف الله واليوم الآخر فإنه ربما وقع في القطيعة؛ وهو لا يبالي. خطبة عن صلة الرحم. 3- الكِبْر؛ فبعض الناس إذا نال منصبا رفيعا أو حاز رتبة عالية أو صار ذا مال كثير تكبّر على أقاربه؛ وأَنَفَ من زيارتهم بحيث يرى أنه صاحبُ الحق؛ وأنه أولى بأن يُزار ويؤتى، ولا شك أن هذا من الكِبر والتعالي على الناس؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)) رواه مسلم. 4- عدم الصبر من البعض؛ حينما يجد التنفير من الطرف الآخر؛ وكلا الطرفين مخطئ. 5- قِلّةُ الاهتمام من البعض بمن يزوره؛ فمن الناس من إذا زاره قريبَه لم يُبْدِ له مزيد اهتمام؛ ولم يصغ إلى حديثه؛ ولم يستقبله على الوجه الحسن؛ فربما أن ذلك يحمل الزائر إلى قلة الزيارة مستقبلا؛ وربما إلى انعدامها. 6- ومن أسباب القطيعة الشحُّ والبخل؛ ويُذَكَّر من كان كذلك بأن أوجه الصلة كثيرة وليست بالمال فقط، ويذكر بأنَّ بذلَ المال للرحم سبيلٌ للبركة فيه.
[٢٠] عباد الله، فلنقِ الله -تعالى-ولنصل ما أمر الله به أن يوصل من حقوقه وحقوق عباده، ولنصل أرحامنا؛ فإن صلة الأرحام سببٌ لدخول الجنة، ولطول العمر وكثرة الرزق، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (من سرَّهُ أن يُبسَطَ علَيهِ في رزقِهِ ، ويُنسَأَ في أثرِهِ ، فليَصِلْ رحمَهُ). [١١] [٢١] أيها المسلمون، إن من أهم أسباب قطيعة الرحم ضعف الإيمان في قلوبنا والانشغال بالدنيا وملهياتها، وعدم قبول الأعذار وعدم الصفح عند الإساءة، ولقد ضرب لنا يوسف -عليه السلام- أروع الأمثلة بالعفو عن إخوانه الذين جافوه وعادوه؛ فقد قال الله -سبحانه وتعالى- على لسان يوسف -عليه السلام-: (قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّـهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ). [٢٢] [٢٣] أيُّها الأحبة في الله، دعونا ننظر في حالنا مع أرحامنا، هل قمنا بما يجب علينا من صلة؟ هل قمنا بما يجب لهم من محبةٍ، وتكريمٍ واحترام؟ هل شرحنا الصدور عند لقائهم؟ هل عدناهم في مرضهم؟ هل بذلنا ما يجب بذله لهم من نفقة وسداد حاجة؟ وهل كنا لهم خير معين في حاجتهم؟ أيها الكرام، دعونا منذ هذه اللحظة إن كان بيننا وبين أحد أرحامنا خلاف أو هجران فلنبادر بصلته والعفو عنه، ولنتذكر قول الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ).