من قال العلم في الصغر كالنقش على الحجر
وهذا هو سر التنشئة على الحب الذي يتجلى بنقش مفاتيح الاتزان الذاتي في حجر عقل الطفل. نحتاج إلى تشجيع الأبناء ومكافأتهم مقابل عملهم المبدع بعد إنجازه، وإتاحة فرص اللعب لاكتشاف مصدر إلهامهم بنشاط مرتبط بقيمهم العليا، واستيعاب بل واحتضان تلك القيم كمسارات مهنينة موجّهة ومدركة؛ لأنّها معنية بحياتهم الملهمة المتّزنة الثريّة والمنعكسة على أجسادهم بالصحة المستدامة. الـبـيـنـة الجديدة - التعلم في الصغر .. كالنقش على الحجر. إنه التعليم في الصغر الذي هو كالنقش على الحجر، ونحن بدورنا كأولياء أمور قائمين بمسؤوليّة إنشاء الأجيال المنعّمة بالسلام و الصحّة، علينا أن نسمح لعقولنا بعد فتح قلوبنا بإعادة النقش على حجر تلك العقول التي لا يمكن أن يعاد صياغة نقشها إلا من بعد اكتشاف ما أتينا إلى الحياة لتأديته من رسالة ودور تارك للأثر، هنا تكمن الرؤية الجديدة والحقيقية لمقولة «التعلّم في الصغر كالنقش على الحجر» بعلم مدرك.. دعوة إلى التأمّل.
ويكون التعليم حسب الفئة العمرية للطفل, ولعل التجربة التي سأذكرها في هذا المقام تكون نافعة - بإذن الله - وموضحة للكلام السابق ذكره, والدة تقول: "كنت أتمنى حينما كنت في سن الزواج أن أتزوج وأن أرزق بذرية صالحة, وقد بدأت هذه الأمنية تزداد مذ تزوجت حيث كنت أدعو في صلاتي بأن يرزقني الله الذرية الصالحة, وعندما علمت بأني حامل كثفت الدعاء وكان من جملة ما أدعو به أن يهبني الله الولد الزكي السويّ وهذا ما أتمنى, ولن يحصل للإنسان ما تمنى دون فعل الأسباب, ومن أول الأمور التي كنت أفعلها وهو أهمها الدعاء, ثم الدعاء, ثم الدعاء, مع تحري أوقات الإجابة.
العلماء يؤكدون للآباء والأمهات التنشئة الدينية في الصغر كالنقش على الحجر التربية والتعليم في الصِّغَر كالنقش على الحجر، هكذا قال أجدادنا؛ اعترافًا منهم بأهمية دور الأسرة في النشأة باعتبارها المحضن الأول للطفل، وتُعَدُّ التنشئة الدينية على حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- فرضَ عينٍ على أفراد الأسرة، التي تُعَدُّ اللبِنَة الأولى لبناء مجتمع إسلامي معتزٍّ بدينه ووطنه، مِنْ هنا تأتي أهمية توضيح عرض أهمية التربية الدينية؛ حتى ينفذها الآباء والأمهات بالأفعال قبل الأقوال.