وإحصاؤها يشمل حفظها والعمل بها، والتخلق بما يمكن التخلق بها، والتوسل إلى الله بها. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقد ذكر الرازي في تفسيره عن بعضهم أن لله خمسة آلاف اسم، ألف في الكتاب والسنة الصحيحة، وألف في التوراة، وألف في الإنجيل، وألف في الزبور، وألف في اللوح المحفوظ]. ص103 - كتاب الفتح السماوي - سورة الفاتحة - المكتبة الشاملة. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وهو اسم لم يسم به غيره تبارك وتعالى، ولهذا لا يعرف في كلام العرب له اشتقاق من فعل يفعل]. اسم الله علم على الرب سبحانه وتعالى، ولا يسمى به إلا هو سبحانه وتعالى، وكذلك الرحمن. أسماء الله قسمان: القسم الأول: أسماء لا يسمى بها إلا هو، وأعظمها: الله والرحمن والخلاق والرزاق ومالك الملك النافع الضار، المعطي المانع، فهذه لا يسمى: بها إلا هو. القسم الثاني: أسماء يسمى بها غيره، مثل: العزيز، قال تعالى قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ [يوسف:51]، والملك، قال تعالى: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ [يوسف:50]، فيجوز للمخلوق أن يسمى بالملك والحي والسميع والبصير، وهي من أسماء الله، لكن أسماء الله تليق به وأسماء المخلوق تليق به، فأسماء الله كاملة مشتملة على صفات الكمال. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فذهب من ذهب من النحاة إلى أنه اسم جامد لا اشتقاق له، وقد نقله القرطبي عن جماعة من العلماء منهم الشافعي و الخطابي وإمام الحرمين و الغزالي وغيرهم، وروى عن الخليل و سيبويه أن الألف واللام فيه لازمة.
[6] تحقيق مناجاة بين العبد والخالق: في عهد أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تقرأ أم القرآن فهي ثلاث حالات حمل ناقصة. قيل لأبي هريرة: هل نحن خلف الإمام؟ قال: اقرأها بنفسك. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمنا الصلاة بيني وبين عبدي ، فسألنا عبدي ماذا لو قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} ، عز وجل. كم عدد آيات سورة الفاتحة – عرباوي نت. قال الله تعالى: حمدنا عبدي ، وإن قال: {رحيم} قال الله تعالى: حمد علي عبدي ، وإن قال: {مالك يوم القيامة} ، فقال: سبحوا عبدي ، فقال مرة لعبدي ، إذا قال: { احترس بالعبادة والاستعمال} قال: هذا بيني وبين عبدي ، وسأل عبدي ماذا ، إذا قال: {دربنا إلى الصراط المستقيم ، صراط من أعطيت لهم نعمة ، لا من لهم. استحق سخطك ولا غيظ الضال} قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. [7] لا صلاة لمن لا يقرأها: على لسان عبادة بن السميط رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صلاة لمن لا يقرأ فاتحة الكتاب ". [8] شفاء الورق: عن أبي سعيد رضي الله عنه ، قال: "انطلقوا جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة سافروها ، حتى في حي العرب ، فاستضافوهم فأوبوا الذين بيفوهم.
قال الخطابي: ألا ترى أنك تقول: يا الله ولا تقول يا الرحمن، فلولا أنها من أصل الكلمة لما جاز إدخال حرف النداء على الألف واللام. وقيل: إنه مشتق]. والصواب أنه مشتق، وكل أسماء الله مشتقة وليست جامدة، فهي مشتملة على معاني وصفات، فالله مشتمل على صفة الإلوهية، والرحمن مشتمل على صفة الرحمة، والعليم مشتمل على صفة العلم، والقدير مشتمل على صفة القدرة، والسميع مشتمل على صفة السمع، والبصير مشتمل على صفة البصر، والحي مشتمل على صفة الحياة، وهكذا فكل أسماء الله مشتق منها صفات، بخلاف الصفة فلا يشتق منها اسم لله، وإنما الاسم يشتمل على الصفة. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ وقيل: إنه مشتق، واستدلوا عليه بقول رؤبة بن العجاج: لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي]. أي: من تعبد، وهذا البيت له قصة: وهو أن رجلاً كان له صبوة وله سفه مع النساء الغانيات، ثم تاب ورجع، فجئن إليه وقد تاب ووجدنه يسبح ويستغفر، فتعجبن من تسبيحه: لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي لله در: كلمة يؤتى بها للمدح، والمده أي: المدح، وتمده: تمدح، والمدَّه: أي: الممدوحات. أسماء سورة الفاتحة. والشاهد قوله: من تأله: وهو أن اسم الله مشتق من التأله. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ فقد صرح الشاعر بلفظ المصدر وهو التأله من أله يأله إلاهة وتألهاً، كما روي عن ابن عباس أنه قرأ وَيَذَرَكَ وإلاهتك [الأعراف:127] قال: عبادتك، أي: أنه كان يعبد ولا يعبد].
السبب الثاني لهذا الاسم: أن حاصل جميع الكتب الإلهية يرجع إلى أمور ثلاثة: إما الثناء على الله باللسان، وإما الاشتغال بالخدمة والطاعة، وإما طلب المكاشفات والمشاهدات، فقوله: {الحمد للَّهِ رَبّ العالمين الرحمن الرحيم مالك يَوْمِ الدين} كله ثناء على الله، وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} اشتغال بالخدمة والعبودية، إلا أن الابتداء وقع بقوله: {إياك نعبد} وهو إشارة إلى الجد والاجتهاد في العبودية، ثم قال: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وهو إشارة إلى اعتراف العبد بالعجز والذلة والمسكنة والرجوع إلى الله، وأما قوله: {اهدنا الصراط المستقيم} فهو طلب للمكاشفات والمشاهدات وأنواع الهدايات. السبب الثالث لتسمية هذه السورة بأم الكتاب: أن المقصود من جميع العلوم: إما معرفة عزة الربوبية، أو معرفة ذلة العبودية فقوله: {الحمد للَّهِ رَبّ العالمين الرحمن الرحيم مالك يَوْمِ الدين} يدل على أنه هو الإله المستولي على كل أحوال الدنيا والآخرة، ثم من قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} إلى آخر السورة يدل على ذل العبودية، فإنه يدل على أن العبد لا يتم له شيء من الأعمال الظاهرة ولا من المكاشفات الباطنة إلا بإعانة الله تعالى وهدايته.
الصلاة: سمِّيَت سورة الفاتحة بهذا الاسم لقوله تعالى في الحديث القدسي: (إنِّي قَسَمتُ الصَّلاةَ بيْني وبيْنَ عبدي نِصفَينِ). سورة الْحَمْدُ: سمِّيَت سورة الفاتحة بهذا الاسم لأن فيها ذكر الْحَمْدِ، كما يُقال سورة الأعراف، وسورة الأنفال. الرُّقْيَةُ: دليل ذلك إقرار الرسول -صلى الله عليه وسلم- للصحابي الذي رقى بها سيد الحي. المصدر: