ذات صلة من الذي جمع الناس في صلاة التراويح من أول من جمع القرآن أول من جمع الناس لصلاة الجمعة كان الصحابي الجليل أسعد بن زرارة أول من جمع المسلمين لصلاة الجمعة في المدينة المنورة، وقد ذَكَرَ عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن أباه كان يترحم عليه، فقال له: (إذا سمعتَ النِّداءَ ترحَّمتَ لأسعدَ بنِ زرارةَ! قالَ: لأنَّهُ أوَّلُ من جمَّعَ بنا في نقيعٍ، يقالُ لَهُ نقيعُ الخضمات، قلتُ: كم أنتم يومئذٍ؟ قالَ: أربعون) ، [١] وأمّا أول جمعة صلّاها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالمسلمين في المدينة كانت بعد هجرته من مكة المكرمة وخروجه من قباء، وهذا ما ذكره ابن إسحاق في كتب السيرة، حيث نزل في بني سالم بن عوف يوم الجمعة، فصلّى في المسجد الموجود في بطن وادي رانوناء، وقد كانت تلك الصلاة أول جمعة يصليها النبيّ بالمسلمين في المدينة. [٢] أسعد بن زرارة الصحابي الجليل أسعد بن زُرارة بن عُدس بن ثعلبة الأنصاري؛ هو أحد كبار صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان نقيباً على بني النجار، وقيل أنّه التقى بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع خمسة من بني الخزرج، فآمنوا بالدعوة الإسلاميّة، ثم عادوا إلى المدينة المنورة؛ ليحدثوا قومهم بأمر الإسلام، ثم رجعوا إلى مكة في العام الذي يليه، وقد كانوا اثنا عشر رجلاً، فبايعوا النبيّ الكريم بيعة العقبة الأولى ، ثم بعث معهم مصعب بن عمير؛ ليعلّمهم الإسلام، ويُقرِئهم القرآن.
صلاة الجمعة فريضة محكمة عند أكثر أهل العلم بشروط خاصة؛ لعموم قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِى لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ» (الجمعة: 9) وما أخرجه النسائى وصححه النووى عن السيدة حفصة زوج النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «رواح الجمعة واجب على كل محتلم»، وما أخرجه أبو داود والحاكم وصححه ووافقه الذهبى عن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الجمعة حق واجب على كل مسلم فى جماعة إلا أربعة: مملوك، وامرأة، وصبى، ومريض». وحكى القاضى ابن كَج (المتوفى 405 هـ)، وهو من أصحاب الوجوه عند الشافعية، وجها يرى أن صلاة الجمعة فرض كفاية كما نقله النووى فى «روضة الطالبين». صلاة الجمعة في المدينة. وروى عن الإمام مالك أنها سنة مؤكدة كما نقلها ابن رشد فى «بداية المجتهد» وقال: «هى رواية شاذة. والسبب فى هذا الاختلاف الفقهى هو تشبيه صلاة الجمعة بصلاة العيد»؛ لما أخرجه مالك فى «موطئه» عن ابن السباق، والطبرانى فى «معجمه الصغير»، عن ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى جمعة من الجمع: «يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله عيدا فاغتسلوا، ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه».
السؤال: رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع: سلام عبد الستار مصري، يقول: نحن اثنان نعمل في مزرعة وتبعد كثيراً عن المدينة، وليست لدينا سيارة، ولذلك فقد تأخرنا عن صلاة الجمعة لمدة أربعة أشهر، ما حكم ما فعلنا؟ الجواب: ليس عليكم جمعة ما دمتم بعيدين عن المدن، ليس عليكم إلا الظهر؛ لأنكم في حكم المسافرين، أو في حكم غير المقيمين. فالحاصل: أن الإنسان الذي يقيم في مزرعة بعيدة وليس مستوطناً فيها ليس عليه جمعة؛ لأنه عامل ليس بمستوطن، أما إذا أقام أهلها فيها مستوطنين فإنهم يقيمون الجمعة فيها، يصلون صلاة الجمعة فيها، أما العمال الذين يقيمون فيها للعمل ثم ينتقلون عنها فهؤلاء ليس عليهم جمعة وإنما عليهم الظهر. ص298 - كتاب المعونة على مذهب عالم المدينة - باب صلاة الجمعة - المكتبة الشاملة. نعم. المقدم: جزاكم الله خيراً. فتاوى ذات صلة
[٣] وفاة أسعد بن زرارة توفي أسعد بن زرارة -رضي الله عنه- في السنة الأولى من هجرة النبيّ عليه الصلاة والسلام، بمرضٍ يُقال له: الذبحة، وبعد وفاته جاء بنو النجار إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلم- فطلبوا منه أن يجعل لهم نقيباً بعد وفاة نقيبهم أسعد بن زرارة، فأخبرهم النبيّ -عليه السلام- بأنهم أخواله وسيكون نقيبهم، فكانت تلك فضيلة لبني النجار. [٤] المراجع ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود، عن كعب بن مالك، الصفحة أو الرقم: 1069 ، حسن. ↑ "أول جمعة صليت بالمدينة " ، ، 2009-7-4، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-20. بتصرّف. صلاة الجمعة في المدينة المنوره. ↑ الإمام الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، السعودية: مؤسسة الرسالة، صفحة 299-300، جزء 1. بتصرّف. ↑ ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة 1)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 205، جزء 1. بتصرّف.
والمعروف أن صلاة العيد قد اختلف الفقهاء فى حكمها حيث ذهب الجمهور إلى أنها سنة مؤكدة لعدم النص عليها فى حديث طلحة بن عبيد الله المتفق عليه عن الأعرابى الذى علمه الرسول صلى الله عليه وسلم الفرائض من الصلاة وغيرها ولم يكن منها صلاة العيد. وذهب الحنفية إلى أن صلاة العيد واجبة دون الفرض لمواظبة النبى صلى الله عليه وسلم عليها فى جماعة. وذهب الحنابلة إلى أنها فرض كفاية؛ لعموم الأمر بها فى قوله تعالى: «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» (الكوثر:2).
ولقائل أن يقول: إن هذه لو كانت شروطاً فى صحة الصلاة لما جاز أن يسكت عنها النبى، عليه الصلاة والسلام، ولا أن يترك بيانها لقوله تعالى: «وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ» «النحل: 44»، وقال تعالى: «وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ۙوَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ» «النحل: 64». والله المرشد للصواب». جموع المصلين يُؤدون صلاة آخر جمعة من رمضان بالمسجد النبوي. فقه المصريين: استفت قلبك هذا الباب مخصص لاختيارات المصريين الفقهية فى شتى المسائل الدينية والتى تثبت اطلاعهم على مذاهب الفقهاء المختلفة وانتقاءهم المذهب الذى يرفع عنهم الحرج، دون التعصب لمذهب بعينه مطمئنين إلى صحة العمل بالمذهب المختار، كما يصح العمل بالمذهب المخالف له عند من يختاره لصدورهما من أهل الاجتهاد عملًا بعموم قوله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ». (النحل:43)، وقول النبى صلى الله عليه وسلم: «استفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك»، القيد الوحيد هو عند حسم النزاع الفقهى بالاختيار القانونى الذى لا يسع أحدا خلافه للأمر بالوفاء بالعهود، لكن يبقى الحق لكل أحد أن يطلب تحديث القانون بوجه فقهى آخر أكثر ملاءمة للوضع الجديد.
انتهى بتصرف يسير. والله أعلم.