العنصر الأول: منزلة الأمانة وأنواعها العنصر الثاني: أمانة الصانع والتاجر قصص وعبر العنصر الثالث: أمانة الصانع والتاجر وأثرها في حياتنا المعاصرة بين الواقع والمأمول _______________________________________________ 4- خطبة الجمعة القادمة:"أمانة الصانع والتاجر"بتاريخ 27 من جمادي الأولي 1438هـ الموافق 18-2-2017م.
إن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم الثابتة، رسالة دائمة على ممر الزمان ويستحيل عقلاً وواقعاً تواتر العمل بها واستمرائها من غير مقومات راسخة ودعائم متينة من الصدق الذي لا تحريف فيه ولا كذب في نقل الخبر وبيان الأثر. فالثبات والاستمرارية يتطلبان ضرورة وجود العصمة في نقل الأخبار حتى تتلقاه الأمة، ويستقر تعلقه في الذمّة. جدول مقدار زكاة الفطر بالكيلو جرام 1443-2022 - موقع محتويات. ولقد كانت هيئة النبي صلى الله عليه وسلم وقسماته النيرة شاهداً آخر على مبلغ مكانته من الصدق، في الجد والهزل، والقول والفعل، وأنه الصادق المصدق، كما ثبت من الحبر عبدالله بن سلام (رضي الله عنه) الذي ما إن رأى النبي صلى الله عليه وسلم حتى استيقن صدقه وعرف أن وجهه ليس بكذّاب، وأعلن إسلامه وتبرأ من كيد اليهود وتكذيبها وعنادها. وكانت شهادة زوجه خديجة (رضي الله عنها) في أوائل نبوته وبدء نزول الوحي عليه بالصدق المعهود والمروءة التامة من دلائل اصطفاء الله له، وبشائر إرادة الخير له، وحفظه من كل سوء، فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قَالَ لِخَدِيجَةَ « أَيْ خَدِيجَةُ مَا لِي ، لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى ». فَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ. قَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ أَبْشِرْ ، فَوَ اللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا ، فَوَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ) فهذه شهادة من خبر أخلاقه، وسبر أحواله، وعرف سيرته ولا ينبئك مثل خبير.
أي ارجو العاقبه الحميدة في صدقي وقد كان ذلك حيث تاب الله عزوجل على الثلاثه الذين تخلفوا عن غزوة تبوك وهذا من ثمرات صدق توبتهم وحديثهم.
عباد الله: إن الإنسان الصادقَ تطمئنّ إليه النفس، ويرتاح إليه القلب، حديثه صدقٌ، محبّته صادقة، نصيحته صادقة، يحبّ لك ما يحبّ لنفسه، ويكرَه لك ما يكرَه لنفسه. عباد الله: المؤمن الصادقُ يؤدّي الشهادةَ بما يرضي الله، لا يحمِله حبّه للشّخص أن يشهدَ له بالباطل، ولا يحمِله بغضه لشخص أن يشهدَ عليه بالباطل، بل هو يؤدِّي الشهادةَ على الوجه المرضيّ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء للَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ ﴾[النساء:135]. المؤمن الصادقُ لا يخون ولا يغش ولا يخدع ولا يدلّس، معاملاته كلها صدقٍ ووفاء. خطبة عن الصدقات. المؤمن الصادق يَظهر أثرُ الصدق عليه فيما تولى وتحمّل من مسؤولية، فهو لا يتَّخذ مسؤوليتَه وسيلةً للثراء ، ولا وسيلة للانتقام، ولا وسيلةً للسمعة والرياء، ولكنّه يؤدّي الأمانة المطلوبةَ منه أداءً كاملاً بصدقٍ وإخلاص وخوفٍ من الله. المؤمن الصادق وَفيٌّ بالتزاماته يحترم العهود والمواثيق، يعطي الناسَ حقوقهم، ولا يماطلهم، ولا يكذب عليهم. المؤمن الصادق لا تراه إلا في فرض يؤديه أو عمل يعمل فيه. عباد الله: الصدق سببٌ للنجاة من عذاب الله، قال تعالى: ﴿ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِىَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة:119].
[١٠] يا أمّة محمد: عليكم بالأمور التي تعين على الصبر، وتخفّف ألم المصاب، فعليك أيها الكريم بمعرفة طبيعة الدّنيا والإدراك التام بأنّ حقيقتها ليست دائمة، وعليكم أحبتي بالثّقة بالله، فاعلم أنّ الصبر جازاؤه الأجر والثواب العظيم، كما عليكم بمعرفة حقيقة أنفسكم من خلال يقينكم بأنّ النعيم يكون فقط من عند الله تعالى، كما عليكم باليقين بأنّ الفرج قريب مهما تأخّر، يقول تعالى: (سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا). [١١] [١٢] الخطبة الثانية إنّ الحمد لله نستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بك اللهم من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، (مَن يَهْدِهِ اللَّهُ فلا مُضِلَّ له، وَمَن يُضْلِلْ فلا هَادِيَ له) ، [١٣] وأشهد أنّ لا إله إلا الله وأنّ محمدًا عبده ورسوله. خطبة قصيرة جدا عن الصدق. وبعد أيّها المسلمون الكرام: عليكم بالصبر الذي هو طريق إلى الجنة، أوصيكم بالإيمان التام بأنّ كافة أمور الدّنيا بيد الله تعالى وحده، ففي ذلك يقول تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّـهِ يَسِيرٌ). [١٤] وعليكم يا عباد الله بمعرفة حقيقة الدّنيا بأنها ليست دار بقاء وإنّما فناء، فلا تسخطوا من مصابكم، ولتحسنوا الظّن بأنّ الفرج قريبٌ لا محال، وعليكم أحبتي بالتأني على جني ثمرات الصّبر وعدم استعجالها، فاللهم صلّ على سيّدنا محمد أشرف الخلق وعلى آله وصحبه.