في بداية الكتاب عرَض المؤلِّف ترجمةً ضافية لشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله, ومِن ثَمَّ دخل في فصول الكتاب، والتي بلغ تعدادها خمسة فصول: الفصل الأول: كان تعريفًا بآل البيت, حيث عرَّف مصطلحات (الآل) و(الأهل) و(البيت) في اللُّغة, وبيَّن أنَّ لفظة آل البيت إذا أُطلقت فإنَّها تنصرف إلى آل بيت النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وأمَّا التعريف الاصطلاحي فقد ذكر المؤلِّف خلاف أهل العلم فيه, وأنَّ الأقوال فيه تعدَّدت إلى ستة أقوال: القول الأول: أنَّهم الذين حُرِّمت عليهم الصَّدقة, وبيَّن أنَّ أصحاب هذا القول اختلفوا فيمَن حُرمت عليهم الصَّدقة؛ هل هم بنو هاشم فقط؟ أم بنو هاشم وبنو المطلب؟ القول الثَّاني: أنَّهم الأزواج والذُّريَّة. القول الثَّالث: أنَّهم نِساء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم خاصَّة. القول الرابع: أنَّهم أصحاب الكِساء خاصَّة. القول الخامس: أنَّهم أمَّته وأتباعه إلى يوم القيامة. فصل: آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم:|نداء الإيمان. القول السادس: أنَّهم الأتقياء من أمَّته. ثم عقد المؤلِّف مبحثًا ناقش فيه جميع هذه الأقوال, ورجَّح القول الأوَّل القائل بأنَّ آل البيت هم مَن حُرمت عليهم الصدقة. معلِّلًا ذلك بصراحة الأدلَّة وقوَّتها. الفصل الثاني: وكان خاصًّا بفضائل أهل البيت رضي الله عنهم, وقد بدأه بتمهيد تناول فيه فضْل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين, وساق النصوص والنُّقولات التي تبيِّن هذا الفضل, وبيَّن أنَّ ما ثبت للصحابة من فضْل هو ثابت أيضًا للصحابة من آل البيت كعليٍّ وابنيْهِ, وحمزة والعبَّاس، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين, ومع هذا فقد اختصُّوا بنصوص أخرى خاصَّة بهم تُظهر فضائلهم, وتبيِّن مكانتهم.
وقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» [أخرجه البخاري كتاب الأدب باب رحمة الناس والبهائم رقم (6011) ومسلم كتاب البر والصلة باب تراحم المؤمنين وتعاطفهم رقم (2586)]. خامسا: الدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، كالصدق والبر والإحسان إلى الخلق، والشكر عند النعم، والصبر على البلاء، وحسن الجوار والصحبة، وغير ذلك من الأخلاق المحمودة شرعا وعرفا. سادسا: النهي عن مساوئ الأخلاق، كالكذب والعقوق والإساءة إلى الخلق، والتسخط من القضاء، والكفر بالنعمة، والإساءة إلى الجيران والأصحاب، وغير ذلك من الأخلاق المذمومة شرعا أو عرفا.
والخاصة أن نشهد لشخص معين بالنار، وهذا يتوقف على دليل من الكتاب والسنة، مثل أبى لهب وامرأته، ومثل أبى طالب [أخرجه البخاري (3883) ومسلم (209) عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه]. وعمرو بن لحي الخزاعي [أخرجه البخاري (4624) ومسلم (901) عن عائشة رضي الله عنها].. قول أهل السنة والجماعة في كرامات الأولياء: قول أهل السنة في كرامات الأولياء إنها ثابتة واقعة، ودليلهم في ذلك ما ذكره الله في القرآن عن أصحاب الكهف وغيرهم، وما يشاهده الناس في كل زمان ومكان. من هم اهل بيت النبي. وخالف فيها المعتزلة محتجين بأن إثباتها يوجب اشتباه الولي بالنبي، والساحر بالولي، والرد عليهم بأمرين: 1. أن الكرامة ثابتة بالشرع والمشاهدة فإنكارها مكابرة. أن ما ادعوه من اشتباه الولي بالنبي غير صحيح، لأنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولأن النبي يقول: إنه نبي فيؤيده الله بالمعجزة، والولي لا يقول إنه نبي. وكذلك إن ما ادعوه من اشتباه الساحر بالولي غير صحيح؛ لأن الولي مؤمن تقي تأتيه الكرامة من الله بدون عمل لها ولا يمكن معارضتها، أما الساحر فكافر منحرف يحصل له الأثر سحره بما يتعاطاه من أسبابه، ويمكن أن يعارض بسحر آخر.. الولي ومعنى الكرامة: الولي: كل مؤمن تقي، أي قائم بطاعة الله تعالى على الوجه المطلوب شرعا.
أهل بدر: أهل بدر هم الذين قاتلوا في غزوة بدر من المسلمين، وعددهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا. والفضيلة التي حصلت لهم أن الله اطلع عليهم وقال: «اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم» ومعناه أن ما يحصل منهم من المعاصي يغفره الله بسبب الحسنة الكبيرة التي نالوها في غزوة بدر، ويتضمن هذا بشارة بأنه لن يرتد أحد منهم عن الإسلام.. أهل بيعة الرضوان: أهل بيعة الرضوان هم الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية على قتال قريش، وإلا يفروا حتى الموت، وسببها ما أشيع من أن عثمان قتلته قريش حين أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إليهم للمفاوضة. وسميت ببيعة الرضوان، لأن الله رضي عنهم بها، وعددهم نحو ألف وأربعمائة. والفضيلة التي حصلت لهم هي: 1. رضا الله عنهم: لقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: من الآية 18]. 2. سلامتهم من دخول النار: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة [أخرجه مسلم (2496) عن جابر رضي الله عنه].. آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم: زوجاته وكل من تحرم عليه الزكاة من أقاربه المؤمنين كآل علي، وجعفر، والعباس، ونحوهم.