كذا في "الضعفاء والمتروكون" للنسائي (172) ، وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/279):" يروي الموضوعات عَن الثِّقَات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنَّهُ الْوَاضِع لَهَا ، لَا يحل أَن يكْتب حَدِيثه إِلَّا عَلَى جِهَة التَّعَجُّب ". انتهى. الله جميل يحب الجمال - موضوع. والحديث ضعفه ابن الجوزي كما في "العلل المتناهية" (1186) ، وابن رجب كما في "جامع العلوم والحكم" (ص99) ، وابن حجر كما في "المطالب العالية" (2260) ، والبوصيري كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (1510) ، والشيخ الألباني كما في "ضعيف سنن الترمذي" (74). وللحديث طريق آخر ، أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1203) من طريق داود بن رشيد ، قال: حدثنا أبو الطيب هارون بن محمد ، قال: حدثنا بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم به. وهو طريق تالف أيضا، فيه هارون بن محمد أبو الطيب ، كذبه ابن معين كما في "الكامل" لابن عدي (8/441). وله طريق ثالث ، أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/510) من طريق أحمد بن بديل عن حسين بن علي الجعفي عن ابن أبي رواد عن سالم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم به. تفرد به عبد العزيز بن أبي رواد ، ولذا عده ابن عدي من مناكيره ، وحكم الشيخ الألباني على هذه الرواية بأنها منكرة كما في "السلسلة الضعيفة" (7086).
ما منعه إلا الكبر، فقال النبي ﷺ: " لا استطعت " لأن الرسول ﷺ عرف أنه متكبر، فقال: " لا استطعت " أي دعا عليه بأن الله تعالى يصيبه بأمر لا يستطيع معه رفع يده اليمنى إلى فمه، فلما قال ( لا استطعت) أجاب الله دعوته فلم يرفعها إلى فمه بعد ذلك، صارت والعياذ بالله قائمة كالعصا، لا يستطيع رفعها؛ لأنه استكبر على دين الله عزّ وجلّ. شرح حديث ان الله جميل يحب الجمال. وفي هذا دليلٌ على وجوب الأكل باليمين والشرب باليمين، وأن الأكل باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان، وكذلك الشرب باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان؛ لأنه إذا فعل ذلك أي أكل بشماله أو شرب بشماله شابه الشيطان وأولياء الشيطان، قال النبي ﷺ عليه الصلاة والسلام: " لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله). وإذا نظرنا الآن إلى الكفار، وجدنا أنهم يأكلون بيسارهم ويشربون بيسارهم، وعلى هذا فالذي يأكل بشماله أو يشرب بشماله متشبه بالشيطان وأولياء الشيطان. ويجب على من رآه أن ينكر عليه، لكن بالتي هي أحسن، أما أن يُعرض إذا كان يخشى أن يخجل صاحبه أو أن يستنكف ويستكبر، يُعرض فيقول: من الناس من يأكل بشماله أو يشرب بشماله، وهذا حرام ولا يجوز. أو إذا كان معه طالب علم سأل طالب العلم وقال له: ما تقول فيمن يأكل بالشمال ويشرب بالشمال، حتى ينتبه الآخر، فإن انتبه فهذا المطلوب، وإن لم ينتبه قيل له- ولو سراً-: لا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك، حتى يعلم دين الله تعالى وشرعه.
شرح الحديث النبوي إن الله جميل يحب الجمال مع بيان المقصود بالجمال في القول والعمل وجمال الظاهر والباطن في قول النبي صلى الله عليه وسلم خلق الله سبحانه وتعالى الجمال فأبدع صنعه في كل شيء على وجه الأرض، ففي كل يوم نطالع بديع صنع الله عز وجل في جميع مخلوقاته، فلو تدبر الإنسان ما في خلق الكون من جمال وإبداع يجعلنا ندرك عظمة خلق الله تبارك وتعالى الذي خلق السموات والأرض والبحار والأنهار والمحيطات الذي خلق كل شيء فأبدع صنعه في أفضل صورة وفي جمال. ان الله جميل يحب الجمال | معرفة الله | علم وعَمل. الله جميل يحب الجمال أي أن الله تعالى جميل الصفات التي تدل علي كمال ربنا سبحانه وتعالى الذي يحسن إلى عباده ويتفضل عليهم بالكثير من النعم التي تستوجب شكر تبارك وتعالى الله تعالى ، وجل من قائل" و لله الأسماء الحسنى" (الأعراف:180). وعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمط الناس. وقال بن القيم:وقوله في الحديث إن الله جميل يحب الجمال يتناول جمال الثياب عنه في نفس الحديث ويدخل فيه بطريق العموم الجمال في كل شيء.
الله سبحانه وتعالى يحب أن يرى آثر نعمته على عبده، كذلك يحب أن يرى الجمال في الأقوال والأفعال والأخلاق والملبس والهيئة وفق حدود ما شرعه الله عز وجل، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" رواه مسلم، فهو سبحانه يحب الجمال الظاهر كحسن الملبس وجمال الباطن كشكر الله على نعمة التي أنعم بها علينا. ليس المقصود بالحديث هنا جمال الصورة والمنظر فليس كمثل الله شيء في الأرض ولا في السماء ، كذلك لا يحاسبنا الله صورتنا يوم القيامة ولكن يحاسبنا على أعمالنا ونوايانا، فيجب علينا أن نجمل ألسنتنا بالصدق وقلوبنا بالإخلاص وبمحبته سبحانه و التوكل عليه والإنابة إليه، وكذلك نجمل جوارحنا بالطاعة وإظهار نعم الله علينا وأداء شكرها والمحافظة علي النظافة في الثوب والبدن لأن الله سبحانه وتعالي جميل يحب الجمال في القول والعمل.
وجماله - سبحانه - على أربع مراتب: جمال الذات، وجمال الصفات، وجمال الأفعال، وجمال الأسماء. فأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، وأفعاله حكمة ومصلحة وعدل ورحمة. وأما جمال الذات، وما هو عليه، فأمر لا يدركه سواه، ولا يعمله غيره، وليس عند المخلوقين منه إلا تعريفات تَعرَّف بها إلى من أكرمه من عباده.. قال ابن عباس: " حجب الذات بالصفات، وحجب الصفات بالأفعال ". فما ظنك بجمال حجب بأوصاف الكمال، وستر بنعوت العظمة والجلال؟! ومن هذا المعنى يفهم بعض معاني جمال ذاته، فإن العبد يترقى من معرفة الأفعال إلى معرفة الصفات، ومن معرفة الصفات إلى معرفة الذات، فإذا شاهد شيئاً من جمال الأفعال استدل به على جمال الصفات، ثم استدل بجمال الصفات على جمال الذات " [6]. وأما الأمر الثاني، وهو حبه سبحانه وتعالى للجمال، فقد شرع للإنسان كل ما يوصله إليه، من نظافة في الظاهر والباطن، ومن تجمل كذلك في الظاهر والباطن، فإذا ما طبق الإنسان ما شرعه الله له، فإنه يأخذ بأسباب الجمال وعندئذ يكون محبوباً لله تعالى. ونعود إلى ابن القيم، رحمه الله، ليوضح لنا هذا الجانب: " إن هذا الحديث الشريف مشتمل على أصلين عظيمين: فأوله معرفة، وآخره سلوك.
اهـ – قال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر، باب النون مع الظاء، في شرح ما روي في الحديث: [ إن اللَّه تَبارَك وتعالى نَظيفٌ يُحبُّ النَّظافة] نَظافة اللَّه: كناية عن تَنَزُّهِه من سِمات الحَدَث وتَعالِيه في ذاتِه عن كل نَقْص. وحُبُّه النَّظافةَ من غيره كنايةٌ عن خلوص العَقيدة ونَفْيِ الشِّرْك ومُجانَبة الأهْواء، ثم نظافة القلْب عن الغِلّ والحِقْد والحَسد وأمثالِها ثم نَظافة الـمَطْعَم والـمَلْبَس عن الحرام والشُّبَه ثم نظافة الظاهر لِمُلابَسة العبادات. اهـ – وأما قوله صلى الله عليه وسلم: الْكِبْرُ: بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ: "بَطَرُ الحَقِّ" فهو دفعُه وإنكاره ترفُّعًا وتجبُّرً ا، " وَغَمْطُ النَّاسِ" أي احتقارُهُم. اهـ =========== زيادة فائدة وتحذير وهي التَّحذيرُ مِنْ قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ (اللهُ يُحِبُّ الْحِلْوين) لأَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَةَ فِيهَا مُعَارَضَةٌ لِقَوْلِهِ تعالى "فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرين" وَلِذَلِكَ هِيَ تكذيب للدين، وَكَثِيرٌ مِنَ الَّذينَ هُمْ جُملاءُ الصُّورَةِ كُفَّارٌ فلا يُقَالُ اللهُ يُحِبُّهُمْ، بَلْ يُقَالُ اللهُ يُحِبُّ الْمُؤْمِني نَ.
وأما إذا كان كبراً على الخلق وتعاظماً على الخلق، لكنه لم يستكبر عن عبادة الله، فهذا لا يدخل الجنة دخولاً كاملاً مطلقاً لم يسبق بعذاب؛ بل لابد من عذاب على ما حصل من كبره وعلوائه على الخلق ثم إذا طهر دخل الجنة. ولما حدث النبي ﷺ بهذا الحديث قال رجل: يا رسول الله الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة. يعني فهل هذا من الكبر؟ فقال النبي ﷺ: ( إن الله جميل يحب الجمال) جميل في ذاته، جميل في أفعاله، جميل في صفاته، كل ما يصدر عن الله عزّ وجلّ فإنه جميل وليس بقبيح؛ بل حسن، تستحسنه العقول السليمة، وتستسيغه النفوس. وقوله: ( يحب الجمال) أي يحب التجمل يعني أنه يحب أن يتجمل الإنسان في ثيابه، وفي نعله، وفي بدنه، وفي جميع شؤونه؛ لأن التجمل يجذب القلوب إلى الإنسان، ويحببه إلى الناس، بخلاف التشوه الذي يكون فيه الإنسان قبيحاً في شعره أو في ثوبه أو في لباسه، فلهذا قال: ( إن الله جميل يحب الجمال) أي يحب أن يتجمل الإنسان. أما الجمال الخلقي الذي منّ الله عزّ وجلّ، فهذا إلى الله سبحانه وتعالى، ليس للإنسان فيه حيلة، وليس له فيه كسب، وإنما ذكر النبي ﷺ ما للإنسان فيه كسب وهو التجمل. أما الحديث الثاني فهو حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلاً أكل عند النبي ﷺ بيده اليسرى، فقال: ( كل بيمينك) قال: لا أستطيع.