وهذه الرؤيا من فعل الله تعالى المبني على حكمته، وقد قال ابن عاشور: "وكان النبيء صلى الله عليه وسلم قد رأى رؤيا منام جيش المشركين قليلًا، أي: قليل العدد، وأخبر برؤياه المسلمين، فتشجعوا للقاء المشركين، وحملوها على ظاهرها، وزال عنهم ما كان يخامرهم من تهيب جيش المشركين. فكانت تلك الرؤيا من أسباب النصر، وكانت تلك الرؤيا منة من الله على رسوله والمؤمنين، وكانت قلة العدد في الرؤيا: رمزًا وكناية عن وهن أمر المشركين، لا عن قلة عددهم. موضوع الآية 43 من سورة الأنفال - أهمية الحالة النفسية للمقاتل لتحقيق النصر - عروس الاهوار. ولذلك جعلها الله في رؤيا النوم، دون الوحي، لأن صور المرائي المنامية تكون رموزًا لمعان ؛ فلا تعد صورتها الظاهرية خُلْفًا، بخلاف الوحي بالكلام. وقد حكاها النبيء صلى الله عليه وسلم للمسلمين، فأخذوها على ظاهرها، لعلمهم أن رؤيا النبيء وحي، وقد يكون النبيء قد أطلعه الله على تعبيرها الصائب، وقد يكون صرفه عن ذلك، فظن كالمسلمين ظاهرها، وكل ذلك للحكمة. فرؤيا النبيء صلى الله عليه وسلم لم تخطئ، ولكنها أوهمتهم قلة العدد، لأن ذلك مرغوبهم، والمقصود منه حاصل، وهو تحقق النصر، ولو أُخبروا بعدد المشركين كما هو، لجبنوا عن اللقاء، فضعفت أسباب النصر الظاهرة المعتادة التي تكسبهم حسن الأحدوثة.
متى آخر عهدك بالقرآن؟ وما عذرك في ذلك؟ ثمَّ أليسَ من المُعيبِ مع زحمةِ التطبيقات هذهِ على جهازك الذَّكي ولا يكون من بينها المصحف الكريم؟! وجهٌ في اليوم كفيلٌ بتغيير لسانك وروحك وآخرتك.
سووا صفوفكم بالتراص في الصفّ كما تصف الملائكة عند ربها، وذلك باعتدال وبغير مبالغة تؤذي بها أخاك، وتشق بها على نفسك. سووا صفوفكم بإِكمَالهَا الأَوَّل فَالأَوَّل، فَلا يُشرَعُ في صَفٍّ حَتى يَكمُلَ الصّفّ الَّذِي أَمَامَهُ، وَقَد نَدَبَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- إِلى التَّقَدُّمِ وَالتَّبكِيرِ وَتَكمِيلِ الصَّفّ الأَوَّل؛ فَقَالَ: " لَو يَعلَمُ النَّاسُ مَا في النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ ثُمَّ لم يَجِدُوا إِلاَّ أَن يَستَهِمُوا عَلَيهِ لاستَهَمُوا ". سووا صفوفكم بالتَّقَارُبُ فِيمَا بَينَهَا، وَفِيمَا بَينَهَا وَبَينَ الإِمَامِ؛ فَكُلَّمَا قَرُبَتِ الصُّفُوفُ بَعضُهَا إِلى بَعضٍ وَقَرُبَت إِلى الإِمَامِ، كَانَ ذَلِكَ أَفضَلَ وَأَكمَلَ وَأَجمَلَ. سووا صفوفكم وتراصوا في الصف، ولا تدعوا فُرُجات للشيطان، وتخلوا عن الوساوس والأوهام، وتطهّروا من الخوف الذي صنعه الوباء، فما دام قد ورد الإذن برفع التباعد والعودة إلى جمال الحياة؛ فهذا موجب للعودة إلى أمر الله وأمر رسوله، فدواعي الرخصة قد ارتفعت، ومبرر التباعد قد زال؛ فلله الحمد رب العزة والجلال. انه عليم بذات الصدور - طريق الإسلام. أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الثانية: أما بعد: إن تربية الناس على تسوية الصفوف وسد الفرج فيها وتقارب الأبدان إنما هو لينشأ المسلمون على هذا الخُلُق في كل ميادينهم، وليسدوا الخلل في كل حياتهم.
علينا توظيف مفهوم وموضوع الآية الكريمة لمصلحة الشعوب المظلومة، وشعب فلسطين خاصة، ومن ينتصر لشعب فلسطين المظلوم، لأنّ الله تعالى ينتصر للمظلوم ضد الظالم. المصادر: (1): موقع فيدو، تحت رعاية شركة الحاسبات المصرية،. (2): عبد الله بن عمر البضاوي، تفسير البيضاوي، م2، ص153. (3): محمد علي التّسخيري، محمد سعيد النّعماني، المختصر المفيد، ص182. (4): محمد جواد مغنية، التفسير الكاشف، م3، ص487. 📉 متُٱبّعة هوِٱميّر ٱلبّوِرصِة ٱليّوِميّة ٱلٱربّعٱء 📈 20 / 10 / 2021🕙👇 - الصفحة 50 - هوامير البورصة السعودية. (5): محمد حسين الطباطبائي، الميزان، ج9، ص68. نشر بواسطة المحرر
كشفَ لنا اللهُ تعالى بقرآنِه العظيم عن جوانبَ لطيفةٍ خَفية من "تسلُّطِ" قوانينِه الإلهية على مادةِ هذا الوجود بتجلياتها كلِّها جميعاً! ومن هذه القوانين التي يسَّرَ اللهُ تعالى لكلِّ مَن يتدبَّرُها أن يتبيَّنَ نزراً يسيراً من هذا الذي هو عليهِ كلُّ ما في الوجود من تمامِ الخضوعِ ومطلقِ الإنصياعِ لـ "أمرِ الله إذا جاء"، ما بيَّنَته لنا سورةُ الأنفال في الآية الكريمة 43 منها (إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور). فلولا أنَّ اللهَ تعالى كان قد تدخَّلَ تدخُّلاً مباشراً في سَيرِ وقائعِ الأحداث التي شهِدتها غزوةُ بدر الخالدة، لكانت النهاياتُ غيرَ النهايات. ولقد أوجزَ اللهُ تعالى حديثَه عن تدخُّلِه المباشرِ هذا فأجمَله بقولِه "وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ". وأما عن الكيفيةِ التي "سلَّمَ" اللهُ تعالى بها الأمرَ فجعلَ النتائجَ تجيءُ وفقاً لما كانت تتطلَّعُ إليهِ قلوبُ المؤمنين، فإنَّ اللهَ تعالى أمسكَ ولم يُفصِّل، "وللهِ الأمرُ من قبلُ ومن بعد". ويُخطِئُ كلُّ مَن يظنُّ أنَّ "قوانينَ اللهِ تعالى" ليس لزمانِنا هذا حظٌّ منها أو نصيب!