قال غياثُ بن جعفر: "سمعتُ ابنَ عيينة يقول: أوَّلُ من أسندني إلى الأسطوانة, مِسعر بن كدام, فقلت له: إنِّي حَدَثٌ, قال: إنَّ عندك الزُّهريَّ, وعمرو بن دينار". كان أبي صيرفياً بالكوفة, فركبه دينٌ فحملنا إلى مكة, فصرتُ إلى المسجد, فإذا عمرو بن دينار, فحدَّثني بثمانيةِ أحاديث, فأمسكتُ له حماره حتى صلَّى, وخرج, فعرضتُ الأحاديثَ عليه, فقال: بارك الله فيك. ثناءُ العلماء عليه قال أبو نعيم: "ومنهم الأمام الأمين, ذو العقل الرَّصين, والرأي الراجح الرَّكين, المستنبط للمعاني, والمرتبط للمباني؛ أبو محمد سُفيان بن عيينة الهلالي؛ كان عالماً ناقداً وزاهداً عابداً؛ علمُه مشهور, وزهدُه معمور". قال الذهبيُّ: "طلب الحديث؛ وهو حَدَث, بل غلام, ولقي الكبار, وحمل عنهم علماً جماً, وأتقن, وجوَّد, وصنَّف, وعمَّر دهراً, وازدحم الخلقُ عليه, وانتهى إليه علوُّ الإسناد, ورُحل إليه من البلاد, وألحق الأحفاد بالأجداد". وقال عليُّ بن المدينيِّ: "ما من أصحاب الزُّهريِّ أحدٌ, أتقنُ من سفيانَ بن عيينة". وقال أحمد بن عبدالله الجليُّ: "كان ابنُ عيينةَ ثبتاً في الحديث؛ وكان حديثُه نحواً من سبعةِ آلاف, ولم تكن له كتب". وقال بهز بن أسد: "ما رأيتُ مثلَ سفيان بن عيينة؛ فقيل له: ولا شعبةَ؟ قال: ولا شعبة".
وعن حرملة بن يحيى قال: أخذ سفيان بن عيينة بيدي فأقامني في ناحية، وأخرج من كمه رغيف شعير وقال لي: دع يا حرملة! ما يقول الناس، هذا طعامي منذ ستين سنة. شيوخ سفيان بن عيينة وتلامذته رحمه الله درر من أقوال سفيان بن عيينة رحمه الله عن محمد بن ميمون الخياط قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: إذا كان نهاري نهار سفيه وليلي ليل جاهل فما أصنع بالعلم الذي جمعت؟ وعن إبراهيم الجوهري قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: إنما أرباب العلم الذين هم أهله الذين يعملون به. وعن علي بن الجعد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: من زيد في عقله نقص من رزقه. وهذا في الغالب، كما قيل: تموت الأسد في الغابات جوعاً ولحم الضأن تأكله الكلاب فليس معنى: أن الإنسان عنده رزق واسع أنه يكون أذكى الناس، فالله عز وجل يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. وعن سنيد بن داود عن ابن عيينة قال: من كانت معصيته في الشهوة فارج له التوبة، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له، وإذا كانت معصيته في كبر فاخش على صاحبه اللعنة، فإن إبليس عصى مستكبراً فلُعن. وعن أبي معمر قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: ليس العالم الذي يعرف الخير والشر، إنما العالم الذي يعرف الخير فيتّبعه، ويعرف الشر فيجتنبه.
[ ص: 469] قال المسيب بن واضح: سئل ابن عيينة عن الزهد: قال: الزهد فيما حرم الله. فأما ما أحل الله ، فقد أباحكه الله ، فإن النبيين قد نكحوا ، وركبوا ، ولبسوا ، وأكلوا ، لكن الله نهاهم عن شيء ، فانتهوا عنه ، وكانوا به زهادا. وعن ابن عيينة قال: إنما كان عيسى ابن مريم لا يريد النساء ، لأنه لم يخلق من نطفة. قال أحمد بن حنبل: حدثنا سفيان قال: لم يكن أحد فيما نعلم أشد تشبها بعيسى ابن مريم من أبي ذر. وروى علي بن حرب ، سمعت سفيان بن عيينة في قوله: والشهداء والصالحين قال: الصالحون: هم أصحاب الحديث. وروى أحمد بن زيد بن هارون ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، سمعت ابن عيينة يقول: أنا أحق بالبكاء من الحطيئة ، هو يبكي على الشعر ، وأنا أبكي على الحديث. قال شيخ الإسلام عقيب هذا: أراه قال هذا حين حصر في البيت عن الحديث ، لأنه اختلط قبل موته بسنة.
- أبو الحسن أحمد بن يزيد الزعفراني هو أحمد بن محمد بن يزيد بن يحيى قال الخطيب وكان ثقة (تاريخ بغداد للخطيب ج6/ص315) - محمد بن عبد الملك بن مسلم أبو عبد الله المصيصي لم أعرفه وقد تابعه اثنان 2- يحيى بن المحشو عن سفيان بن عيينة أخرجه الشجري كما في ترتيب الأمالي الخميسية (ج1/ص21) و(ج2/ص64) أخبرنا أبو أحمد محمد بن علي بن محمد المؤدب المعروف بالمكفوف، بقراءتي عليه بأصفهان، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: وحدثنا عبد الله بن سعيد بن الوليد، قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، قال: حدثنا يحيى بن المحشو، قال: سمعت سفيان بن عيينة فذكره.