حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا) أي كلاما. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا قال: لا يملكون أن يخاطبوا الله، والمخاطِب: المخاصم الذي يخاصم صاحبه.
تفسير: (الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام... ) ♦ الآية: ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: الفرقان (59). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ فاسأل أيها الإنسانُ الذي لا تَعلَمُ صِفتَه خبيرًا يُخبِرك بصفاتِه. إعراب قوله تعالى: رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا الآية 37 سورة النبأ. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾؛ أي: الرحمن. قال الكلبي: يقول: فاسأل الخبيرَ بذلك؛ يعني بما ذكرنا من خلق السموات والأرض، والاستواء على العرش. وقيل: الخطاب للرسول والمراد منه غيره؛ لأنه كان مصدِّقًا به، والمعنى: أيها الإنسان لا تَرجِعْ في طلب العلم بهذا إلى غيري. وقيل: الباء بمعنى (عن)؛ أي: فاسأل عنه خبيرًا، وهو الله عز وجل. وقيل: جبريل عليه السلام. تفسير القرآن الكريم
رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) القول في تأويل قوله تعالى: رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7) اختلف القرّاء في قراءة قوله ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة " رَبُّ السَّمَاوَاتِ " بالرفع على إتباع إعراب الربّ إعراب السميع العليم. وقرأته عامة قرّاء الكوفة وبعض المكيين " ربِّ السمَاوَاتِ " خفضا ردّ على الرب في قوله جلّ جلاله رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى, فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. تفسير: ( الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام... ). ويعني بقوله ( رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا) يقول تعالى ذكره الذي أنـزل هذا الكتاب يا محمد عليك, وأرسلك إلى هؤلاء المشركين رحمة من ربك, مالك السموات السبع والأرض وما بينهما من الأشياء كلها. وقوله ( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ) يقول: إن كنتم توقنون بحقيقة ما أخبرتكم من أن ربكم ربّ السموات والأرض, فإن الذي أخبرتكم أن الله هو الذي هذه الصفات صفاته, وأن هذا القرآن تنـزيله, ومحمدا صلى الله عليه وسلم رسوله حق يقين, فأيقنوا به كما أيقنتم بما توقنون من حقائق الأشياء غيره.
وفي ذكر هذه الصفة الجليلة تعريض بالمشركين; إذ أنكروا اسم الرحمن الوارد في القرآن كما حكى الله عنهم بقوله: وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن.