بعبع الأطفال وتحولت تلك الحقنة إلى بعبع مفزع على مقربة من مدخل مركز التشخيص، لا يكاد يلمحه الطفل الذي يتوجه به ذووه عادة للمركز الصحي حتى ينفجر في البكاء، ويجن جنونه، ويبدأ بالرفس والصراخ، ومحاولة الفرار، إلى أن صار يهون عليهم المرض في بعض أحواله عن حالة الهلع والإزعاج التي يتكبدونها، وصار شبحاً يلاحق أطفالهم أيضاً في أنسهم وساعات لهوهم، وعلى أسرة نومهم، وذلك عندما يقول أحدهم متوعداً: "نم وإلاّ وديناك يبطونك بإبرة البلدية"، مع أنّ البلدية التي ارتبط اسمها بهذا الشبح تبرأت منه لاحقاً، وذلك عندما حانت ساعة الجد، وأوردت أنّه أرسل كهدية إلى مركز التشخيص، ولا علاقة لها به. وهكذا استمر مجسم الإبرة تحيطه عناية وعناد مريديه مع تصاعد حالة الاحتقان، خصوصاً بعد ما ساقت الأقدار ذلك السائق "الغضرم" -مصطلح فلاحي عند أهل القصيم يقصدون فيه البطيخ قبل مرحلة الاستواء-، والذي أسقط جزءا منه بعد محاولة استدارة "جلنط" فاشلة، إلاّ أنّه ما لبث أن أعيد ترميمه. عندها وللمرة الثانية نشرت "الرياض" تقريراً نقلت من خلاله واقع ما يحدث بشأن هذا المجسم، فالتقط التقرير صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، ووجه بإزالته فوراً، وأزيل بالفعل، وآخر المعلومات عن هذا المجسم ما كان ينقله بعض المسافرين الذين يمرون على محافظة "الشماسية" أنّه أو شبيهاً له قد استقر هناك على مدخل أحد الأحياء، بعد ما تم تلميعه و"زبرقته"!
أما أغنية اليافعي فحاضرة في المقطع فيما يبدو أنه عبر جهاز التسجيل بالسيارة. ولعل الشابين أرادا الإيحاء بهذا المؤثر الصوتي أن هيئتهما وطريقة لبسهما ودماء الغزلان الملطخة على ملابسهما لا تعكس النزق والتهور والطيش والتفاخر و(التميلح) كما يتبادر للمشاهد، وإنما قلبين رقيقين عاشقين وهائمين - على طريقتهما- بالصحراء، مثلما فعل ذاك الدبلوماسي العربي قبل عشرات السنين في كتابه عن رحلة قنص في الربع الخالي بمعية شيخ خليجي. جريدة الرياض | هل أصبحت مجسمات جمالية..؟. لا فرق في حقيقة الممارسة، فالصيد جائر وكل (يتميلح) على طريقته سواء ب(العربجة) والتعدي الصريح على الأنظمة أو بالتأليف وإدعاء حماية الأحياء الفطرية. أقف عند البيت الأخير: أيش العمل كيف باسوي بالله ياناس دلوني كأنه ينطق بلسان حال الهيئة السعودية للحياة الفطرية التي ناشدت في الأسبوع الماضي من يعرف أية معلومات عن الشابين أن يبلغها إياها، وذلك بعد أن التقط مراسل صحيفة الوطن في حائل بندر العمار بذكاء الصحفي (مقطع الفيديو) وصاغ الحادثة كخبر صعدته الصحيفة على صدر الصفحة الأولى بعنوان مجزرة الصيد في محمية عروق بني معارض في الربع الخالي، لكن أمين عام الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن سعود بن محمد صرح في اليوم التالي من نشر الخبر أنه لم يثبت بصورة قاطعة وقوع الحادثة في المحمية ولا توجد دلالات على ذلك.
والآخر موجه إلى الصيادين - من أجل قطع الطريق على ارتكاب المخالفات - يهدف إلى استقطابهم ودفعهم إلى التعاون مع الهيئة، ولتكن أول خطوة في هذا المسار تنظيم برامح زيارات تعريف وترفيه كي يقفوا ميدانيا على المحميات ويتعرفوا على حقيقة الأعمال والأنشطة والبرامج العلمية التي تنفذ داخلها. وبالتدريج، أتصور أن (أعداء اليوم سيصبحون أصدقاء الغد). محمد اليوسفي
المصدر: عاجل
بندقية المدرجات كان أحد المناظر التي ما زال يتذكرها المسافرون على أحد الطرق الرئيسة إلى القصيم منظر بندقية تراثية عملاقة تعرف ب"القبسون" أو "المقمع"، وضعت على جانب الطريق عند مدخل إحدى المدن، وكان التصميم جميلا وبذل فيه جهد كبير، لكن الملفت في هذا المجسم أنّ فوهة البندقية العملاقة وجهت مباشرة نحو مدرجات ملعب المدينة الملاصق لمكان المجسم؛ مما فتح مجال التعليقات والتهكمات التي يبتكرها المسافرون، وظل هذا المجسم بموقعه وتوجيه فوهته إحدى الغرائب التي يتناقلها بعض القادمين، خصوصاً من بعض دول الخليج الذين يغيبون عنه، فإذا ما مروا عليه مرة أخرى سأل بعضهم بعضاً: "ما نسفوا الملعب؟".