وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَ كَانَ رَبُّكَ بَصِيراً﴾، الفرقان: 20. العشر الصغرى - عرض خلافات القراء في سورة طه الآية رقم جميع القراء. وقال تعالى: ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾، الحديد: 22. وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۗ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، الأنعام: 165. وعن جابر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ»، رواه الترمذي والبيهقي والطبراني.
ولو سأل الجميع لزال، ولكن الأنبياء لا يسألون إلا بحسب الحاجة، ولهذا بقيت بقية). وقال الإِمام القرطبي رحمه الله في تفسيره: (ثم اختلف هل زالت تلك الرتة؛ فقيل: زالت بدليل قوله: قد أوتيت سؤلك يا موسى وقيل: لم تزل كلها؛ بدليل قوله حكاية عن فرعون: ولا يكاد يبين. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة طه - قوله تعالى قال قد أوتيت سؤلك يا موسى - الجزء رقم22. ولأنه لم يقل: احلل كل لساني، فدل على أنه بقي في لسانه شيء من الاستمساك. وقيل: زالت بالكلية بدليل قوله: أوتيت سؤلك وإنما قال فرعون: ولا يكاد يبين لأنه عرف منه تلك العقدة في التربية، وما ثبت عنده أن الآفة زالت. قلت: وهذا فيه نظر؛ لأنه لو كان ذلك لما قال فرعون: ولا يكاد يبين حين كلمه موسى بلسان ذلق فصيح). ومن هنا يمكننا ان نتوصل إِلى الكثير من النتائج والإِستنتاجات منها: اولاً: ان الله عز وجل ينظر إِلى قلوبنا وأعمالنا، وليس لصورنا ومظهرنا الخارجي، إِذ لم يستحي ان يجعل موسى عليه السلام كليمه المباشر رغم مشكلة النطق التي يواجهها، بل هو النبي الوحيد الذي كرمه الله عز وجل بهذه المعجزة، حيث لم يحظ بها أي من الأنبياء قبله، قال تعالى: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾، النساء: 164. وقال تعالى: ﴿وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ﴾، الأعراف: 143.
اذهبا إلى فرعون إنه طغى هذا أمر لهما جميعا بالذهاب ، وموسى حاضر وهارون غائب تغليبا لموسى ، لأنه الأصل في أداء الرسالة ، وعلل الأمر بالذهاب لقوله: إنه طغى أي جاوز الحد في الكفر والتمرد ، وخص موسى وحده بالأمر بالذهاب فيما تقدم ، وجمعهما هنا تشريفا لموسى بإفراده ، وتأكيدا للأمر بالذهاب بالتكرير. وقيل: إن في هذا دليلا على أنه لا يكفي ذهاب أحدهما. وقيل: الأول أمر لموسى بالذهاب إلى كل الناس ، والثاني أمر لهما بالذهاب إلى فرعون. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة طه - الآية 36. ثم أمرهما سبحانه بإلانة القول له لما في ذلك من التأثير في الإجابة ، فإن التخشين بادئ بدء يكون من أعظم أسباب النفور والتصلب في الكفر ، والقول اللين هو الذي لا خشونة فيه ، يقال: لأن الشيء يلين لينا ، والمراد تركهما للتعنيف كقولهما هل لك إلى أن تزكى [ النازعات: 18] وقيل: القول اللين هو الكنية له ، وقيل: أن يعداه بنعيم الدنيا إن أجاب ، ثم علل الأمر بإلانة القول له بقوله: لعله يتذكر أو يخشى أي باشرا ذلك مباشرة من يرجو ويطمع ، فالرجاء راجع إليهما كما قاله جماعة من النحويين: سيبويه وغيره. وقد تقدم تحقيقه في غير موضع قال الزجاج: لعل لفظة طمع وترج ، فخاطبهم بما يعقلون ، وقيل: لعل هاهنا بمعنى الاستفهام.
وقال تعالى: ﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي﴾، الأعراف: 144. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَإِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ»، رواه مسلم والبيهقي وابن ماجه وابن حبان وأحمد.
الآيات القرآنية > 0020 - سورة طه >
والمعنى: فانظروا هل يتذكر أو يخشى ، وقيل: بمعنى كي. والتذكر: النظر فيما بلغاه من الذكر وإمعان الفكر فيه حتى يكون ذلك سببا في الإجابة ، والخشية هي خشية عقاب الله الموعود به على لسانهما ، وكلمة أو لمنع الخلو دون الجمع. وقد أخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله: فاقذفيه في اليم قال: هو النيل. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وألقيت عليك محبة مني قال: كان كل من رآه ألقيت عليه منه محبته. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل قال: حببتك إلى عبادي. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني في قوله: ولتصنع على عيني قال: تربى بعين الله. وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: لتغذى على عيني. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في الآية قال: يقول أنت بعيني إذ جعلتك أمك في التابوت ، ثم في البحر ، وإذ تمشي أختك. وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب عن ابن عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: إنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ يقول الله سبحانه: وقتلت نفسا فنجيناك من الغم قال: من قتل النفس وفتناك فتونا قال: أخلصناك إخلاصا. وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: وفتناك فتونا قال: ابتليناك ابتلاء.