وبعد انتهاء اليوم عاد التاجر إلى بيته كعادته فوجد زوجته منهارة في البكاء فسألها عن السبب والسر وراء كل هذا البكاء فأجابته والدموع منهمرة من عينيها، أنها اعتادت كل يوم أن يأتيها السقا لملء الجرار بالماء، وفي كل يوم يأخذ منها الجرار بمنتهى الأدب وبدون أي مضايقة ويرجعها مرة أخرى إلا اليوم، فعندما هم لأخذ الجرار قم بفعل غريب فسألها الزوج ماذا فعل ؟، فأجابت قام بمغازلتي وضغط على يدي أثناء مناولته الجرار فما كان مني إلا أن طردته، وأغلقت الباب في وجهه ولم استطع بعدها القيام بأي عمل في المنزل فقد أحست بالإهانة من ذلك السقا عديم الأدب. بعد استماع التاجر لزوجته تذكر المرأة التي كانت في دكانه في الصباح وكيف أنه فعل نفس الفعلة بها وأن رد المرأة كان مماثلا لرد زوجته فقال قولته المشهورة "دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا"، فقد علم جيدا انه لو كان تمادى في أفعاله مع المرأة، كان السقا زاد في فعلته... كما تدين تدان على الإنسان أن يعلم جيدا أن الله مطلع على جميع الأعمال ظاهرها وباطنها ويعلم ما تخفي الأنفس وما تخفي الصدور، كذلك إن الله حكم عدل لا يرضى بالظلم أو الإهانة لعبد من عباده، لذا على الإنسان أن يكون رقيب نفسه يحاسبها ولا يدع مجال للمعصية فهو يعلم جيدا أن الله يراه فيجب أن يستشعر الحرج من خالقه رب العزة والكون.
تاريخ النشر: الأحد 24 رمضان 1430 هـ - 13-9-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 127118 57193 0 445 السؤال أسال عن مدى صحة قصة دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا. ولو كانت صحيحة فكيف التوفيق بينها وبين قوله تعالى: لا تزر وازرة وزر أخرى. فكيف أعصى الله بزنا فيكون العقاب على زوجتى والضرر يكون على أهلها أيضا رغم أنهم لم يذنبوا؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالقصة المشار إليها قد ذكرها صاحب تفسير روح البيان بقوله: حكي أن رجلاً سَقَّاء بمدينة بخار ، كان يحمل الماء..... تفسير روح البيان. وقد وردت بعض الأحاديث في هذا المعنى، كحديث: من زنى زُنِىَ به ولو بحيطان داره. لكن هذه الأحاديث لم يثبت منها شيء يصلح للاستدلال على ثبوت هذه القاعدة، ومع ذلك فلا يظهر لنا تعارض بين مكافأة الزاني بهتك عرضه وبين قوله تعالى: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى. { الأنعام:164}. فإنّ من يقع في المعصية من أهل الزاني لا يعاقب بذنب غيره، وإنّما يقع في المعصية بكسبه وتفريطه ويعاقب على ذنبه. وعلى كلّ حال فلا يخفى على المسلم أنّ الزنا من الكبائر التي تجلب غضب الله، وما ورد فيه من الوعيد في الآخرة يكفي زاجراً لمن كان له قلب، كما ننبّه على أنّ الإنسان إذا تاب توبة نصوحاً، فإن التوبة تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ.