وقفة مع الذين يكنزون الذهب والفضة!! - YouTube
«والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون»، (التوبة: 34، 35). يروي البخاري بسنده عن زيد بن وهب قال: «مررت بالربذة، فإذا أنا بأبي ذر رضي الله عنه فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟، قال: كنت بالشام، فاختلفت أنا ومعاوية في (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله)، قال معاوية رضي الله عنه: نزلت في أهل الكتاب. فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك، وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني، فكتب إلي عثمان رضي الله عنه أن أقدم المدينة، فقدمتها فكثر علي الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذاك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريبا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمروا عليّ حبشياً لسمعت وأطعت». «تباً للذهب والفضة» والمفسرون أيضا مختلفون، فعند بعضهم أنها في أهل الكتاب خاصة، وقال السدي: «هي في أقل أهل القبلة، وقال الضحاك: هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين، وقال ابن عباس: يريد من المؤمنين. وروي أنه لما نزلت: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم)، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تباً للذهب والفضة»، قالوا: يا رسول الله فأي المال نكنز؟ قال: «قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة صالحة».
جملة: (يأيّها الذين... وجملة: (آمنوا... ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين). وجملة: (إنّ كثيرا... ليأكلون) لا محلّ لها جواب النداء. وجملة: (يأكلون... ) في محلّ رفع خبر إنّ. وجملة: (يصدّون) في محلّ رفع معطوفة على جملة يأكلون. وجملة: (الذين يكنزون... ) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء. وجملة: (يكنزون... ) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين) الثاني. وجملة: (لا ينفقونها... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة يكنزون. وجملة: (بشّرهم... ) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين). البلاغة: 1- قوله تعالى: (إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ) والتعبير عن الأخذ بالأكل مجاز مرسل، والعلاقة العلية والمعلولية، أو اللازمية والملزومية، فإن الأكل ملزوم للأخذ كما قيل. وجوز أن يكون المراد من الأموال الأطعمة التي تؤكل مجازا مرسلا. ومن ذلك قوله: يأكلن كل ليلة أكافا فإنه يريد علفا يشترى بثمن أكاف. واختار هذا العلامة الطيبي، وهو أحد وجهين ذكرهما الزمخشري، وثانيهما أن يستعار الأكل للأخذ، وذلك على أن يشبه حالة أخذهم أموال الناس من غير تمييز بين الحق والباطل وتفرقة بين الحلال والحرام، بحاله منهك جائع لا يميز بين طعام وطعام في التناول.
الثاني: أن يكون التقدير: ولا ينفقون الكنوز. وقال الزجاج: ولا ينفقون تلك الأموال. قوله تعالى: فَبَشِّرْهُمْ [التوبة:34]، أي: أخبرهم، بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة:34]، أي: مؤلم موجع. المعنى الإجمالي للآية يقول الله عز وجل: يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله، وأقروا بوحدانية ربهم، إن كثيراً من العلماء والقراء من بني إسرائيل من اليهود والنصارى لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ [التوبة:34]، يأخذون الرشوة في أحكامهم، ويحرفون كتاب الله، ويكتبونه بأيديهم ثم يقولون: هذا من عند الله، ويأخذون عليه ثمناً قليلاً من سفلتهم، قيل: كانوا يأخذون من أموال أتباعهم ضرائب وفروضاً باسم الكنائس والبيع وغير ذلك مما يوهمونهم أنه من النفقة في سبيل الله والتزلف إليه سبحانه، وهم من خلال ذلك يكنزون تلك الأموال، كالذي ذكره سلمان الفارسي رضي الله عنه عن الراهب الذي استخرج كنزه. وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34]، أي: يمنعون من أراد الدخول في الإسلام بنهيهم إياهم عنه، ويأكلها أيضاً معهم الذين يكنزون الذهب والفضة وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:34]. فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [التوبة:34].
(لا) ناهية جازمة (تظلموا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل (في) حرف جرّ و(هنّ) ضمير في محلّ جرّ متعلّق ب (تظلموا)، (أنفس) مفعول به منصوب و(كم) ضمير مضاف إليه الواو عاطفة (قاتلوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (المشركين) مفعول به منصوب وعلامة النصب الياء (كافّة) حال من ضمير الفاعل أو من المشركين، منصوبة الكاف حرف جرّ (ما) حرف مصدريّ (يقاتلون) مضارع مرفوع.. والواو فاعل و(كم) في محلّ نصب مفعول به (كافّة) مثل الأول الواو عاطفة (اعلموا) مثل قاتلوا (أنّ اللّه) مثل إنّ عدّة (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر أنّ (المتّقين) مضاف إليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. جملة: (إنّ عدّة الشهور... وجملة: (خلق... وجملة: (منها أربعة حرم) في محلّ رفع نعت ل (اثنا عشر). وجملة: (ذلك الدين... وجملة: (لا تظلموا... وجملة: (قاتلوا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تظلموا... وجملة: (يقاتلونكم... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما). وجملة: (اعلموا... والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه مع المتّقين) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي اعلموا. الصرف: {القيّم} صفة مشبّهة بمعنى المستقيم مشتقّ من قام يقوم، ففيه إعلال بالقلب، أصله قيوم زنة فيعل بكسر العين، فلمّا اجتمعت الياء والواو والأولى ساكنة منهما قلبت الواو إلى ياء، ثمّ أدغمت الياءان لسكون الأولى فهو (قيّم).
البقرة273" أي أنك تعطي من يسألك ومن لا يسألك ( أي أنك تبحث حالته دون أن يدري بذلك).. أنظروا إلى عظمة القرآن الذي يفرض علينا ليس فقط أعطاء السائل المحتاج فقط بل عليك أيضا أن تبحث على المحتاج المتعفف غير السائل.. ونقرأ في قوله تعالى أيضا "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ "آل عمران14. وقد أخبرنا الله تعالى أن حب هذا المال يعتبر من الشهوات الدنيوية وأنه متاع الحياة الدنيا وأنه لا يغني في الآخرة وأن المتاع الحقيقي هو في الآخرة هذا هو الإسلام.. ولكن حال المسلمين شيء أخر..!! * في القرن الأول الهجري، بل بعد الفتوحات الإسلامية صار بعض الصحابة أعجوبة في اكتناز الأموال حسبما نقرأ في كتب التراث فيذكر(ابن سعد) في (الطبقات الكبرى) أن الزبير بن العوام ترك عند وفاته ما قيمته (52 مليون دينار) بالإضافة إلى سيولة مالية قدرها (35, 2 مليون دينار) مع عمائر بمصر والإسكندرية والكوفة والبصرة والمدينة!!