ظللت عمرا أجادل بأن الله قد جعل لكل شي سببا, وعلى طول المدة التي كنت أناقش فيها قرنائي, وفي بعض الأحيان أناقش فيها أقوال كبار العلماء, لم يتمكن أحد من رد حججي وبراهيني عندما أرفع سلاح "وجعلنا لكل شيء سببا", وفي إحدى مناقشاتي وكعادتي أسكت الجميع بذات الحجه وأنتهى النقاش, وفاجأني أحدهم بقوله " أحتاج إلى دراسة قول المفسرين في هذه الآيه فهي حجه قوية ينبغي فهمها على الوجه الصحيح" وهنا كانت المفاجأة فلم أكن أذكر من أي سورة جلبت هذه الآية المعجزة, قلت في إرتباك "أظنها في سورة الكهف! " ثم عادت لي ثقتي بنفسي وبثقافتي الدينية وقلت مستغربا جهل زميلي " ألم تقرأ قصة ذي القرنين؟ وقوله تعالى "وآتيناه من كل شيء سببا فأتبع سببا" هز زميلي رأسه في قبول ولكنه فتح برنامج للقرآن في حاسوبه وبدأ يبحث عن الآية, تجاهلته وعدت لبقية الزملاء أستعرض فكري وأتباهى بنصري والكل يستمع, عاد زميلي "المشاغب" للحديث وقاطعني قائلا "لم أجد الآية! " فتحت فمي في إنكار "كيف لم تجدها؟" وأكملت "ربما أنها ليست في سورة الكهف! وجعلنا لكل شيء سببا! « الأدهم. إبحث في القرآن كله" فرد مبتسما "لقد بحثت في القرآن كاملا", بدأ جبيني يقطر عرقا ولم أعرف ما أقول سوى "عجبا.. عجيب.. غريب.. كيف هذا", وحتى هذه اللحظة كنت وكل الحاضرين متأكدين من وجود الآية "في مكان ما" ولكن الجميع كانوا ينتظرون مني أن أحدد موقعها, أليست من إكتشافي؟ وأنا الوحيد الذي رفع الله عني الحجب لأراها وأحاجج بها؟ لم أجد بدا من أخرج نفسي من هذا الموقف الغريب فقد ظننت أن الله قد إطلع على مافي قلبي من إعجاب بمعلوماتي فغم علي موقع الآيه من باب التأديب, قلت للجميع "دعوني أراجع الموضوع وسآتيكم بموقع الآية غدا بإذن الله" وأنتهى النقاش وفي وجوه زملائي إبتسامات "غريبة" لم ولن أسأل عن حقيقتها.
وجعلنا لكل شي سببا - YouTube
أشغلني موضوع الآية لبقية اليوم, وبمجرد عودتي لمكتبي في المنزل بدأت رحلة البحث عن الآية, قرأت سورة الكهف, بحث في برنامج القرآن, بحثت في الإنترنت ولم أجد شيئا, لم أجد حلا سوى سؤال أحد أقاربي وهو مدرس دين ومتخرج بشهادة في الشريعة الإسلامية, إتصلت عليه وسألته عن الآية فقال" نعم أعرف الآية ولكن لا أذكر موقعها, دعني أبحث لك عنها وأرد لك الخبر اليقين", إطمأنت نفسي وتركت الأمر لقريبي وأشغلت نفسي بأمور أخرى. وقبل ذهابي للنوم بوقت قصير وصلتني رسالة جوال من قريبي خريج الشريعة جاء فيها "ليس في كتاب الله هذه الآية", يعلم الله أني صعقت وظللت أنظر في الرسالة في ذهول. لكم أن تتخيلوا كيف إستقبلني زملائي المهزومين في اليوم التالي وأنا أزف لهم حقيقة الآية التي ظللت أذلهم بها عمرا. شبكة مشكاة الإسلامية - الفتاوى - بعض الناس يتعذر في الحياة يقول كل شي له سبب ، ويحتجون بقوله ( وجعلنا لكل شيء سببا ). واخزياه!!!! للموضوع بقية.. تقبل الله صومكم..
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله ( وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) يقول: علما.
وهذا الخلط غير المقبول وغير المبرر أبداً – حتى ولو كان بغير قصد ولا تعمد -، فإنه لم يأتِ إلا بسبب بعدنا عن تلاوة كتاب الله وحفظه وتدارس آياته، لهذا على المسلم الحرص على مبدأ التثبت قبل النقل وبالذات إذا كان المنقول آية من كتاب الله وحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) متفق عليه