فلما كان الغد تصدر مسيلمة مجلسه وجعل عن يمينه وشماله الطواغيت من كبار أتباعه وأذن للعامة بالدخول عليه ثم أمر بحبيب بن زيد فجيء به إليه وهو في قيوده ووقف وسط تلك الجموع الحاقدة مشدود القامة ومرفوع الهامة فقال له مسيلمة أتشهد أن محمد رسول الله فقال نعم ثم قال وتشهد أني رسول الله فقال له إن في أذني صمم عن سماع ما تقول فقال مسيلمة لجلاده اقطع قطعة من جسده فأهوى الجلاد عليه وبتر قطعة من جسده ثم أعاد عليه السؤال نفسه فقال له قلت لك إن في أذني صمم عن سماع ما تقول فأمر بأن تقطع من جسده قطعه أخرى والناس مذهولين من تصميمه وعناده ومضى مسيلمة يسأل والجلاد يقطع وحبيب يقول أشهد أن محمد رسول الله. حتى صار نحو من نصفه قطع مقطعة منثورة على الأرض ونصفه الأخر كتلة تتكلم ثم فاضت روحه على شفتيه الطاهرتين اسم النبي الذي بايعه ليلة العقبة ولما جاء خبره إلى أمه قالت من أجل هذا الموقف أعددته وعند الله احتسبته لقد بايع الرسول صلّ الله عليه وسلم ليلة العقبة صغيرًا ووفى له اليوم كبيرًا ، ويوم اليمامة وجدت نسبية تشق الصفوف وهي تنادي أين عدو الله فلما انتهت إليه وجدته ممدد على الأرض وسيوف المسلمين تنهل من دمائه فطابت نفس وقرت عين.
تعلم مسيلمة الكذاب الكهانة كان مسيلمة الكذاب يتجول في الطرقات والقرى يتعلم فيها فنون الكهان والسحر وعلم التنبؤ بأخبار النجوم وتعلم الكثير من الخدع وفنون الشعوذة وتعلم من الحواة طرق يجلبب بها أنظار الناس لكي يؤمنوا بنبوته المزعومة. وكان من أشهر الحيل التي تعلمها هي قص جناح الطائر ويقوم بلصقه مرة أخرى وأيضا إدخال البيضة في الدجاجة. وقد ادعى مسيلمة الكذاب أنه كان يحلب ظبيه تأتيه كل يوم من أحد الجبال وصنع طائرات ورقيه. أو كما تسمى برأيه الشادن وقال إنها الملائكة تنزل عليه. وذلك بأن أتى بها في ليلة ظلماء عاصفة ووضع فيها سلاسل فارتاع الناس وزعم أن من نظر إليها خطف بصره. ادعاء مسيلمة الكذاب النبوة عام 632 ميلادية في السنة التاسعة ذهب مسيلمة الكذاب مع عدد من قومه المسلمين من بني حنيفة الذين قدموا إلى المدينة يبايعون النبي. ولكن مسيلمة طلب من النبي أن يعطيه النبوة من بعده كما أشرك موسى أخاه هارون. مقابل إسلامه واتباع دينه، ولكن النبي رفض فأمسك النبي عرجونا صغيرا من الأرض. وقال لمسيلمة والله يا مسيلمة إن سألتني هذا العرجون مأ عطيته لك فخرج مسيلمة ولم يبايع الرسول. وعندما رجع مسيلمة إلى اليمن أدعى أن النبي أشركه في نبوته وقد شهد معه رجل اسمه الرجال بن عنفوه.