[٢] أركان العمرة اختلَفَ الفُقهاء في أركان العمرة على ثلاثة أقوال، فبينما اعتبَرَ بعضُ الفُقهاء أركاناً ألغاها آخرون واعتبروها شروطاً من شُروط العُمرة أو واجباتٍ لها، وأضاف آخرون شروطاً لم يشترطها غيرهم من الفقهاء، وفي الآتي بيانُ أركان العمرة المُتّفق والمُختلف فيها عندَ الفُقَهاء: [٣] [٤] الإحرام: يَكون الإحرام من الميقاتِ المكاني الذي حدّدهُ المُصطفى - صلى الله عليه وسلم - وذلك لمَن مرَّ بذلك الميقات أو مرَّ بمُحاذاته، وقد ذهب إلى ركنيّة الإحرام فُقهاء المالكية والشافعية والحنابلة، في حين يرى فقهاء الحنفية أنّ الإحرام شرطٌ من شروطِ العمرة لا رُكناً من أركانها. الطواف في الكعبة المشرّفة سبعة أشواطٍ تامة: يَكون ابتداءُ الطّواف من الحجر الأسود والانتهاء به في كُلّ شوط، وهو رُكنٌ باتّفاق الفُقهاء الأربعة أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وهو الركن الوَحيد عند الحنفيّة فَلم يَعتبروا غيره أركاناً للعمرة، فمن اعتمر ولم يطُف لم تُقبَل عمرته ، وذلك لقولِ الله سبحانه وتعالى في سورة الحج: (وَلۡيَطَّوَّفُواْ بِٱلۡبَيۡتِ ٱلۡعَتِيقِ) ، [٥] إلّا أنّ الحنفيّة اعتبروا أنَّ ركن الطواف مُعظمه لا جميعه، فإن طاف المُعتمر أربعة أشواطٍ أجزأ ذلك وقُبلت عُمرته، والتمام سبعة أشواط.
يرى عُلماء الشافعية والحنابلة أنّ العمرة فرض عينٍ على كلّ مُسلمٍ مُكلَّفٍ مرّةً واحدةً في حياته، وقد استدلّوا على ما ذهبوا إليه بقول الله سبحانه وتعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) ، [٩] وكذلك بما رُوي عن أمّ المُؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: (يا رسولَ اللَّهِ على النِّساءِ جهادٌ؟ قالَ: نعَم، عليهِنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحَجُّ والعُمرةُ) [١٠] المراجع ↑ "تعريف ومعنى عمرة" ، معجم المعاني الجامع ، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2017. بتصرّف. ^ أ ب عبد الله بن صالح القصيّر (25-10-2011)، "تعريف العمرة وحكمها" ، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 29-5-2017. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة ، صفحة 318، جزء 30. طريقة قص الشعر بالبيت مسلسلات. بتصرّف. ↑ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة (الطبعة الثانية)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 616، جزء 1. بتصرّف. ↑ سورة الحج، آية: 29. ^ أ ب "العمرة، وأركانها، وواجباتها، ومستحباتها" ، إسلام ويب ، 14-9-2002، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2017. ↑ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية - الكويت (1427هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الأولى)، مصر: دار الصفوة ، صفحة 314-315، جزء 30.
والقصْد هنا قرينُ النية والعزْم؛ لأنَّ القاصد لا بدَّ أن يكون ناويًا عازمًا على ما قصَد، ولما كانتْ كلُّ عبادة قصدًا إلى الله تعالى، مُيِّز الحج بأنه قصْدٌ إلى بيت الله الحرام، وكانتِ الصلاة مشابهةً لهذا في كونها قصدًا إلى بيت مِن بيوت الله، وهذا باعتبارين: الأول: أنَّ المصلِّي قاصدٌ لمسجدٍ تُقام فيه الصلاة لله. الثاني: أنَّ المصلِّي لا بدَّ أن يستقبل الكعبة التي يقصدها الحجَّاج. فنحن نقصِد في الصلاة بيتَ الله الأوَّل. طريقة قص الشعر بالبيت الحلقة. الأمر الذي يعكس قِيمةَ صلاة الجماعة في المسجد في تحقيقِ معنى التشابه في القصْد بيْن الحج والصلاة. وهناك أمرٌ عامٌّ يُمكن الكلام عنه عندَ الكلام على فِكرة "القصد" في أداء العبادة، إنَّه الفرْق بين العادة والعبادة، فالأُولى لا تُفعَل بقصد، والثانية تُفعَل بقصد، وقيمة هذا التفريق بيانُ أنَّ العبادة الخالية من القَصْد إما أن تَبطُل كلُّها كالصلاة، وإمَّا أن يقلَّ أجرها. وهذا مقامُ السؤال: هل نُحقِّق معنى القصْد لله في عباداتنا؟ 3ـ المضمون التعبُّدي: أول ذلك: ذكر الله تَعالى: ذِكْر الله تعالى في الحج مقصودٌ بنص القرآن: ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، وبنصِّ الحديث: عن عائشة - رضي الله عنها – قالت: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّما جُعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذِكْر الله))؛ أبو داود: 1890، وحسَّنه الشيخ الأرنؤوط، وهذا الذِّكْرُ هو مصبُّ العبادات كلها أساسًا، ولكن أظهر مجالَيْه: الحج والصلاة.