المؤلف: د/ فيصل سيد طه حافظ الكتاب أو المصدر: تاريخ الدولة الاموية الجزء والصفحة: ص 168 القسم: التاريخ / التاريخ الاسلامي / الدولة الاموية / الدولة الاموية في الشام / يزيد بن الوليد بن عبد الملك / يزيد بن الوليد الأول: يزيد الثالث التعريف بيزيد الثالث: هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، أبو خالد، أمير المؤمنين. بويع له بالخلافة، في بادئ الأمر، في قرية المزة من قرى دمشق، ثم دخل هذه المدينة منتصراً وغلب عليها، وأرسل جيشاً اصطدم بابن عمه الوليد الثاني وقتله، واستحوذ على الخلافة في (أواخر جمادى الآخرة عام 126 هـ/ شهر آذار عام 744م)، وخطب الناس مبرراً قتل الخليفة وشارحاً نهجه في الحكم... سمى بالناقص لأنه أنقص أعطيات الجند والناس ما زاده الوليد الثاني، معتقداً بأنها مرتفعة، وأكثر مما يستطيع بيت المال تحملها؛ وردها إلى ما كانت عليه في عهد هشام. العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب, والعاربة هم صرحاء خلص. يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.
٥ ولما قتل الوليد ثارت أهل حمص، وأغلقت أبواب المدينة، وأقامت النوائح عليه، وحلفوا ألَّا يطيعوا يزيد، وأمَّروا عليهم معاوية بن يزيد بن الحصين بن نمير، فكتب إليه يزيد فلم يسمعوا، فسيَّر إليهم أخاه مسرورًا فَشَتَّتَ شملهم. وفي تلك السنة ثار أهل فلسطين، وطردوا عامل يزيد، وولوا عليهم محمد بن عبد الملك، فبعث إليه يزيد سليمان بن هشام بن عبد الملك ففتك بهم، وأخذ بيعتهم للخليفة. ٦ بعد قتل الوليد استعمل يزيد على العراق منصور بن جمهور، وكان من الغيلانية القدرية. ٧ فدخل العراق وأرسل أميرًا من قبله على خراسان، فطرده نصر بن سيار ووقعت فتن كثيرة في خراسان بين النزارية واليمانية. ٨ ولم تنتهِ هذه الفتن حتى مات يزيد. (٣) الحوادث الكبرى في عهده (١) كانت الفتن بين اليمن وقيس في خراسان وسائر المشرق واليمامة أجلَّ الحوادث أثرًا في عهد يزيد؛ فقد اقتتل فيها الفريقان، ولقي الإسلام والعروبة من ذلك شرًّا مستطيرًا، وجرت بين الطرفين أيامٌ تُذكرنا بأيامهم في الجاهلية وفي عهد المروانية، ذكرها ابن الأثير مفصلًا. ٩ (٢) ومن الحوادث الكبرى فتنة مروان بن محمد، فقد ثار في سنة ١٢٦ مطالبًا بدم الوليد، وسار ومعه عدد كبير من رجاله، ونفر من أهل فلسطين، فبعث إليه يزيد، ثابت بن نعيم، والتقى جمعاهما، فتغلب مروان وأسر ثابتًا، وعظم أمره في حران والجزيرة، فكتب إليه يزيد أنه يُولِّيه الجزيرة وأرمينية والموصل وأذربيجان إذا بايعه، فقبل وبقي هناك إلى أن مات يزيد.
اقرأ أيضاً: ابن تيمية: شيخ الإسلام المتنازع عليه ولا يوجد وفق ما ذكر آنفاً، أي شيء يدل على ما يمكن عدّه صفات دينية للخليفة، وجدت أو طبقت على أي منهم، ورغم ما يُقال عن أنّ تاريخ الأمويين مشوّه، لأنّه كُتب في عهد العباسيين، فإنّ الوليد بن يزيد، نال أكثر تشويه ممكن، فهو حكم عاماً واحداً، لم يؤهله لأي أمجادٍ أو فتوحات. إلا أنّ ابن كثير قال عنه في كتابه " البداية والنهاية"؛ إنّه زاد أعطيات الشعب عشرات الدنانير، واهتم أيضاً بتوزيع الهدايا على الأطفال والفقراء، وقام برعاية المرضى وأصحاب العاهات، ووكّل لكل واحد منهم خادماً، كما عمل على استصلاح الأراضي الزراعية والعناية بالحيوانات، وكان كريماً لدرجة أنّه كان "لا يُسأل شيئاً قط فيرفض". حوّل معاوية الخلافة إلى نظام ملكي ولم يكن حكمه مستقراً ولم يحظ بالإجماع الديني على خلافته لكن السيوطي، ينقل في كتابه "تاريخ الخلفاء"، أنّ الوليد كان "أخرقَ، سخيفاً، مولعٌ بالنساء والخمر، وصرّح بإلحاده... وأنه أراد الذهاب إلى الحج ، ليشرب الخمر فوق ظهر الكعبة، مما جعل الناس يحاربونه، إلى أن قتلوه". أيضاً، يرد في كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ربّه: "عكف الوليد على البطالة وحب القيان والملاهي والشراب ومعاشقة النساء، ولم يقتله الناس إلا لفسقه ومجونه".