و قال الترمذي في جامعه: ((حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ سَالِمٍ الْخَيَّاطِ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَحْثُوَ فِي أَفْوَاهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ)). احْثُوا فِي وُجُوهِ الْمَدَّاحِينَ التُّرَابَ | موقع نصرة محمد رسول الله. و قال الطبراني في المعجم الأوسط: حدثنا علي بن سعيد الرازي قال: نا أحمد بن محمد بن القاسم بن أبي بزة قال: نا مؤمل بن إسماعيل قال: نا عمارة بن زاذان ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: « إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب ». في المسند: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا على بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح قال: كان رجل يمدح بن عمر قال فجعل بن عمر يقول هكذا يحثو في وجهه التراب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (( إذا رأيتم المداحين ، فاحثوا في وجوههم التراب)). و رواه الطبراني في الكبير ، وابن حبان في صحيحه، و ابن أبي شيبة ، و في روايته: يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح أن رجلا كان يمدح رجلا عند ابن عمر ، فجعل ابن عمر يحثو التراب نحو وجهه بأصابعه وقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا رأيتم المادحين فاحثوا في أفواههم التراب).
سجل الموقف الديني مواقف واضحة وصارمة مع من يعلقون حياتهم على كلمات المدح ويجعلونها نبراس حياتهم، فهو في ذلك يبني النفس الإنسانية على التقبّل ويصنع منها الرقيب والناقد الحاذق ويفتح لها أبواب الواقعية والتعددية، جاء من ذلك ما حدث مع عثمان بن عفان، فعن همّام بن الحارث عن المقداد رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «أن رجلاً جعل يمدح عثمان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فعمِد المقداد فجثا على ركبتيه فجعل يحثو في وجهه الحصباء، فقال له عثمان: ما شأنك؟ فقال: إن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب»» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ). المدّاحون غالبًا أراهم من أمكر الناس في الوصول إلى أهدافهم فهم يعلمون مدى حاجة النفس الإنسانية إلى المدح فيغرقون ممدوحهم بالمدح حتى يغرق في سفينته ويبقون هم على الشواطئ، كما أراهم من أخطر عناصر التدمير حالما يضعون الممدوح في إطار الرضا عن النفس والعمل ويفقد وقتها روح وعين النقد الذاتي والعملي فيقف عند محطة واحدة لا يتطور ولا يتقدم لأنه فقد عناصر التفقد والتحليل النقدي وبقي عند كلمات المدح مبتسمًا متشبعًا. هم أنفسهم أيضًا من أخطر الناس على التقدم المجتمعي والبناء والتغافل عنهم يبني مجتمعًا مترهلًا مهلهلًا على خطوات الغراب يسير.
معلومات عن الفتوى: احثوا في وجوه المداحين التراب رقم الفتوى: 9482 عنوان الفتوى: احثوا في وجوه المداحين التراب نص السؤال سئل: هل هناك حديث يقول: احثوا في وجوه المداحين التراب ؟ نص الجواب أجاب: روى مسلم عن المقداد رضى الله عنه أن رجلا جعل يمدح عثمان رضى اللّه عنه. فجثا المقداد على ركبتيه وجعل يحثو فى وجهه الحصباء ، فقال له عثمان: ما شأنك ؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا رأيتم المداحين فاحثوا فى وجوههم التراب" والحثو والحثى هو الحفن باليدين. وروى البخارى ومسلم عن أبى موسى الأشعرى رضى اللّه عنه قال: سمع النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل ويطربه فى المدحة فقال "أهلكتم -أو قطعتم -ظهر الرجل" والإطراء هو المبالغة فى المدح وتجاوز الحد، وقيل: هو المدح. شرح حديث: احثوا في وجوه المدّاحين التراب...._. ورويا أيضا عن أبى بكر رضى اللّه عنه أن رجلا ذكر عند النبى صلى الله عليه وسلم فأثنى عليه رجل خيرا فقال النبى صلى الله عليه وسلم "ويحك قطعت عنق صاحبك " يقوله مرارا "إن كان أحدكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يرى أنه كذلك ، وحسيبه الله ، ولا يزكى على الله أحدا" قال العلماء: إن مدح الإنسان والثناء عليه بجميل صفاته ، قد يكون فى وجه الممدوح وقد يكون بغير حضوره ، فأما الذى فى غير حضوره فلا منع منه ، إلا أن يجازف المادح ويدخل فى الكذب فيحرم عليه بسبب الكذب ، لا لكونه مدحا ، ويستحب هذا المدح الذى لا كذب فيه إذا ترتب عليه مصلحة ولم يجر إلى مفسدة ، بأن يبلغ الممدوح فيفتن به أو غير ذلك.
قول للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يبين خطورة هذا التصرف والسلوك الذي يشيع في مجتمعاتنا العربية والخليجية بشكل مقزز وموجة يركبها كل ذي نية ومرام وهدف. لذلك إذا تحول المدح أو الذم إلى ثقافة، وهو في الأساس موقف فأنت أمام مجتمع معوق لأنه حول الموقف المتغير إلى ثقافة ثابتة، على كل حال، فإن طيف الحراك المجتمعي في دول الخليج يتحرك على خط أُفقي طرفه الأول الاحتجاج بدرجته القصوى المتمثلة في النزول إلى الشارع إلى طرفه الآخر الأقصى المتمثل في المدح الزائد عن العادة. الاحتجاج صورة من صور الرد التلقائي على أمر أحدث ألما وضررا لشخص ما أو لمجتمع معين وهو حق تكفله جميع الدساتير. المدح إذا تحول إلى" ثقافة" أو إلى شريحة بالتالي تسمى "المداحون أو المطبلون" فأصبح مديحا لا يرى سوى الحسن ولو كان الأمر سوءا وشرا مستطيرا. حتى إن المرء ليُسيء ومع ذلك يمدح على إساءته كما يذكر الشاعر محمود البارودي/ وأعظم شيء أن ترى المرء ظلما يُسيء/ ويتلى في المحافل حمده. المجتمع الديمقراطي يقوم على النقد الهادف والاحتجاج السلمي ويستهجن المديح لأنه يضع العمل في إطار المسؤولية والمسؤولية في إطار القانون. تتأثر جميع أوجه الاحتجاج عندما يعجز المجتمع عن بلورته ذاتيا أو نتيجة الخوف وتعرضه للقمع، فيشيع الابتذال في الثقافة ويتحول النقد البناء نقدا شخصيا وربما مأجورا ويصبح الرأي خادما للإملاءات وليس رأيا حرا.
وَالمدَّاحونَ هُمُ الَّذين اتَّخَذوا مَدْحَ النَّاسِ عادةً، أو مَن مَدَحَ بباطِلٍ أَو ما يُؤدِّي إلى باطلٍ.