إخوة الإسلام الخوف من الله: هو اضطراب القلب ووجله من تذكر عقاب الله وناره ووعيده الشديد لمن عصاه.. " الخوف من الله: سراج يضئ في القلب، به يبصر المؤمن الخير من الشر. لذا قال أحد الصالحين.. ما فارق الخوف قلبا إلا خرب"، وقال آخر: "إذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منها.. وطرد الدنيا عنها"، وقال ذو النون: "الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق. فالخشية الحقة هي التي تربي القلب حتى لا يفرق بين معصية كبيرة وصغيرة.. فلا ينظر إلى صغر المعصية، ولكن ينظر إلى عظمة من عصاه. قصيدة إني أخاف الله رب العالمين .. بصوت الشيخ : عبد الواحد المغربي -حفظه الله- - YouTube. والخوف أو الخشية من الله: هي من أعلى المقامات وأشرفها ، وأسمى الصفات وأرفعها، وهي صفةَ من صفات الملائكة المقرَّبين، قال الله تعالى عن الملائكة: ( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) النحل 50. وهي صفةَ من صفات النبيين ،قال سبحانه عن أنبيائه ورسله: ( الَّذِينَ يُبَلّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ.. وَيَخْشَوْنَهُ.. وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً) الاحزاب 39.. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم « مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنِ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَ اللَّهِ إِنِّي لأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً).
2- أما النظر: فكان التفضيل كذلك لشهر شعبان لأنه يلي رمضان من بعده، كما أن شعبان يليه من قبله، وشعبان أفضل لصيام النبي صلى الله عليه وسلم له دون شوال، فإذا كان صيام شوال أفضل من الأشهر الحرم فلأن يكون صوم شعبان أفضل بطريق الأولى. فظهر بهذا أفضل التطوع ما كان قريبا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها؛ فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لما ينقص الفرائض وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده الحديث الثاني: حديث أسامة رضي الله عنه وإنه قال للنبي عليه الصلاة والسلام:" ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع الأعمال فيه إلى رب العالمين عز وجل فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم". وقد استنبط الحافظ ابن رجب من هذا الحديث بعض معان دقيقة وفوائد جليلة وهي: أولا: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك لما روي عن عائشة قالت: ذكر لرسول الله ناس يصومون رجبا؟ فقال: "فأين هم عن شعبان".
فمن دخل عليه شعبان وقد بقي عليه من نوافل صيامه في العام استحب له قضاؤها فيه حتى يكمل نوافل صيامه بين الرمضانين. ومن كان عليه شيء من قضاء رمضان وجب عليه قضاؤه مع القدرة ولا يجوز له تأخيره إلى ما بعد رمضان آخر لغير ضرورة، فإن فعل ذلك وكان تأخيره لعذر مستمر بين الرمضانين كان عليه قضاؤه بعد رمضان الثاني ولا شيء عليه مع القضاء. شعر: إني أخاف الله رب العالمين – رائعة! | Maryam. وإن كان ذلك لغير عذر فقيل: يقضي ويطعم مع القضاء لكل يوم مسكينا، وهو قول الجمهور اتباعا لآثار وردت بذلك. وقيل: يقضي ولا إطعام عليه وهو قول أبي حنيفة. وفي آخر هذا المجلس أشار الإمام ابن رجب إلى حكمة أخرى جراء صوم شعبان، ألا وهي أن: صيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان أنه يستحب للإنسان أن يبدأ بالصيام في شعبان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان؛ من الصيام، وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن. وقال سلمة بن كهيل: كان يقال شهر شعبان شهر القراء وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن.
وقد اختلف أهل التأويل في الإنسان الذي قال الله جلّ ثناؤه ( إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ) هو إنسان بعينه، أم أريد به المثل لمن فعل الشيطان ذلك به، فقال بعضهم: عُنِي بذلك إنسان بعينه.
فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
هذا ابن آدم يقرب قربانا فتقبل منه ولم يتقبل من أخيه، فقال أخوه: لأقتلنك لما ترحل الخوف من قلبه، فرد عليه أخوه: ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) [المائدة:28]. لئن رحل الخوف من الله من قلبك حتى استحللت دمي, لم يرحل من قلبي " إني أخاف الله رب العالمين ". كلمات يتردد صداها بين أضلعه عاشها واقعا في حياته حتى لقي الله. اني اخاف الله رب العالمين. "إني أخاف الله" كلمات قالها ذاك الشاب الذي خلى بامرأة ذات منصب وجمال، والنفس داعية إلى الطغيان، فهو شاب يتوقد شهوة، والمرأة هي التي دعته، وهي ذات منصب تحميه، وتستر عليه، وهي جميلة تغري بجمالها، فما بقي إلا التنفيذ، والله غفور رحيم، لكن الخوف من الله كسر شهوته، لكن الخوف من الله منعه فأطلقها يتناقلها الناس جيلا بعد جيل "إني أخاف الله". تبا لأولئك الذين يركضون خلف النساء ويغرونهن في الأسواق وفي القنوات وفي الإنترنت، لسان حال أحدهم: إني لا أخاف الله رب العالمين. الخوف من الله قد يسر الصبر على الطاعات، قال الله: ( يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا) [الإنسان: 7 - 10].
ويضيف الدكتور مبروك عطيه أنه قد ورد في الصحيح أن من لا يشكر الناس لا يشكر الله أي أن شكر الناس الذين لهم فضل علينا من شكر الله عزو جل وقد قال الله تعالي في سورة لقمان أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير وتعدي الشكر باللام معناه بذل جميع الطاقة شكرا للمنعم الذي لا تحصي نعمه ولمن أمرنا بشكره مثل الوالدين وقد جاء متعديا باللام مع الله تعالي ومع الوالدين كذلك أي كما ترضي ربك بكل جهد تبذله ارض كذلك والديك بكل عمل صالح. رابط دائم:
وشكر الناس يزيد في قوة الترابط بينهم، وفي معرفة إمكانيات بعضهم، فينتشر بينهم الاحترام والتقدير والأمن والاستقرار. وشكر الناس دلالة على خلو القلب من أمراض الحسد والرياء والتنافس الفاسد تماما وشكر الناس حق من حقوقهم عليك. وشكر الناس ينزلهم منازلهم ويجعل الود والحب والتقدير شعارا للتعايش السليم مع الجميع، ونحن أحوج ما نكون لهذه الأمور إذ الشيطان أنفه طويل هنا. وأولى الناس بالشكر: هما الوالدان ، فالمسلم مطالب شرعاً بعد شكر الله عز وجل على نعمه الكثيرة والوفيرة بشكر الوالدين، حيث قرن الله عز وجل في القرآن الكريم الشكر له بالشكر للوالدين ،قال الله تعالي: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (14) لقمان ، فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما ، وعدم إغضابهما. فأبسط صور شكر الوالدين هو البر بهما والإحسان إليهما ورد الجميل إليهما بكلمات رقيقة، ورعاية دائمة، وعطف وحنان ورحمة، وأبشع ما نراه في سلوك الأبناء هو الجحود ونكران الجميل، فيكون التمرد على آبائهم، فالعقوق منتهى الخسة والنذالة، والإنسان الخسيس نادراً ما يعترف بجميل أحد، ونادراً ما يوجه الشكر لأصحاب الفضل عليه، بل هو لا يشكر خالقه، فما بالنا بالمخلوقين؟!
وفي هذا الحديث الذي تصدرت به هذه الخطبة ، قال الإمام الخطابي في شرحه له: « مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرِ اللَّهَ »، قال:هذا يُتأول على وجهين: أحدهما: أن من كان طبعه وعادته كفران نعمة الناس وترك الشكر لمعروفهم، كان من عادته ، كفران نعمة الله تعالى وترك الشكر له. والوجه الآخر: أن الله سبحانه لا يقبل شكرَ العبد على إحسانه إليه، إذا كان العبدُ لا يشكرُ إحسان الناس ويكفر معروفهم" ، وقال الإمام الخطابي أيضاً: "هذا الحديث فيه ذم لمن لم يشكر الناس على إحسانهم. وفيه أيضا الحث على شكر الناس على إحسانهم ،وشكر الناس على إحسانهم يكون بالثناء عليهم وبالكلمة الطيبة وبالدعاء لهم".
قَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: " مَن لم يَشكُرِ القَلِيلَ لم يَشكُرِ الكَثِيرَ، وَمَن لم يَشكُرِ النَّاسَ لم يَشكُرِ اللهَ -عَزَّ وَجَلَّ- " وَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: " وَمَنْ آتَى إلَيكُم مَعرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لم تَجِدُوا فَادعُوا لَهُ حَتَّى تَعلَمُوا أَنَّكُم قَد كَافَأْتُمُوهُ " وَقَالَ: " مَن صُنِعَ إلَيهِ مَعرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيرًا فَقَد أَبلَغَ في الثَّنَاءِ " وَقَالَ: " مَن أُعطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجزِ بِهِ، وَمَن لم يَجِدْ فَلْيُثنِ، فَإِنَّ مَن أَثنى فَقَد شَكَرَ، وَمَن كَتَمَ فَقَد كَفَرَ ".
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا الحكم، قال: ثنا عمرو بن قيس، قال: كان لقمان عبدا أسود، غليظ الشفتين، مصفح القدمين، فأتاه رجل، وهو في مجلس أناس يحدّثهم، فقال له: ألست الذي كنت ترعى معي الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، والصمت عما لا يعنيني. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن رجل، عن مجاهد (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقمانَ الحِكْمَةَ) قال: القرآن. قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: الحكمة: الأمانة. وقال آخرون: كان نبيا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن وكيع، قال: ثني أبي، عن إسرائيل، عن جابر، عن عكرِمة، قال: كان لقمان نبيا.
فعن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا قال الرجلُ لأخيه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء". (صححه الألباني). وعلق المباركفوري بالقول: "جزاك الله خيراً"، أي خير الجزاء، أو أعطاك خيراً من خيري الدنيا والآخرة". وقال عمر، رضي الله عنه: "لو يعلم أحدكم ما له في قوله لأخيه: "جزاك اللهُ خيراً"، لأكثرَ منها بعضُكم لبعض". (رواه ابن أبي شيبة في المصنف). وقال أبو حاتم: "الواجب على من أُسدِي إليه معروف، أنْ يَشكُره بأفضلَ منه أو مِثله؛ لأنَّ الإفضال على المعروف في الشكر، لا يقوم مقام ابتدائه وإنْ قَلَّ، فمَن لم يَجِد، فليُثنِ عليه؛ فإنَّ الثَّناء عند العدم، يقوم مقامَ الشكر للمعروف". وأضاف: "من لَم يكن لقليل المعروف عنده وقْعٌ، أَوشكَ ألا يَشكُر الكثير منه". هكذا للمسلم أن يدعو لمن أحسن إليه، وأن يجزل له المكافأة، وأن يثني عليه، ولو بالكلمة الطيبة. عَنْ ابْنِ عُمَرَ، رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ، وَمَنْ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ، وَمَنْ آتَى إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَعْلَمُوا أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ".