والمصدر مضاف إلى الفاعل ، والمفعول محذوف ؛ كأنه قال: بملكنا الصواب بل أخطأنا ، فهو اعتراف منهم بالخطأ. وقرأ حمزة والكسائي ( بملكنا) بضم الميم والمعنى بسلطاننا. أي لم يكن لنا ملك فنخلف موعدك. ثم قيل قوله: قالوا عام يراد به الخاص ، أي قال الذين ثبتوا على طاعة الله إلى أن يرجع إليهم من الطور: ما أخلفنا موعدك بملكنا وكانوا اثني عشر ألفا وكان جميع بني إسرائيل ستمائة ألف. ولكنا حملنا بضم الحاء وتشديد الميم مكسورة ؛ قرأه نافع وابن كثير وابن عامر وحفص ورويس. من هو السامري في تفسير ابن كثير القران الكريم. الباقون بفتح الحرفين خفيفة. واختاره أبو عبيد وأبو حاتم ؛ لأنهم حملوا حلي القوم معهم وما حملوه كرها. أوزارا أي أثقالا من زينة القوم أي من حليهم ؛ وكانوا استعاروه حين أرادوا الخروج مع موسى - عليه السلام - ، وأوهموهم أنهم يجتمعون في عيد لهم أو وليمة. وقيل: هو ما أخذوه من آل فرعون ، لما قذفهم البحر إلى الساحل. وسميت أوزارا بسبب أنها كانت آثاما. أي لم يحل لهم أخذها ولم تحل لهم الغنائم ، وأيضا فالأوزار هي الأثقال في اللغة. فقذفناها أي ثقل علينا حمل ما كان معنا من الحلي فقذفناه في النار ليذوب ، أي طرحناه فيها. وقيل: طرحناه إلى السامري لترجع فترى فيها رأيك.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ ((قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ)) أي: رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون، ((فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)) أي: من أثر فرسه، هذا هو المشهور عند كثير من المفسرين أو أكثرهم. من هو السامري في تفسير ابن كثير - إسألنا. وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عمار بن الحارث أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن السدي عن أبي بن عمارة عن علي رضي الله عنه قال: إن جبريل عليه السلام لما نزل فصعد بموسى عليه السلام إلى السماء بصر به السامري من بين الناس، فقبض قبضة من أثر الفرس، قال: وحمل جبريل موسى عليهما السلام خلفه، حتى إذا دنا من باب السماء صعد وكتب الله الألواح، وهو يسمع صرير الأقلام في الألواح، فلما أخبره: أن قومه قد فتنوا من بعده، قال: نزل موسى فأخذ العجل فأحرقه غريب]. المعراج خاص بنبينا صلى الله عليه وسلم، وما نعلم أن أحداً عرج به إلى السماء إلا عيسى عليه السلام، فقد رفع إلى السماء لما أراد اليهود قتله، وسينزل في آخر الزمان، وعلى كل حال فالحديث وإن كان رجاله ثقات فلا شك أنه غريب ومنكر وشاذ. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال مجاهد: ((فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ)) قال: من تحت حافر فرس جبريل، قال: والقبضة ملء الكف، والقبضة بأطراف الأصابع، قال مجاهد: نبذ السامري، أي: ألقى ما كان في يده على حلية بني إسرائيل، فانسبك عجلاً جسداً له خوار، حفيف الريح فيه فهو خواره].
قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) ( قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري) أخبر تعالى نبيه موسى بما كان بعده من الحدث في بني إسرائيل ، وعبادتهم العجل الذي عمله لهم ذلك السامري. وفي الكتب الإسرائيلية: أنه كان اسمه هارون أيضا ، وكتب الله تعالى له في هذه المدة الألواح المتضمنة للتوراة ، كما قال تعالى: ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين) [ الأعراف: 145] أي: عاقبة الخارجين عن طاعتي المخالفين لأمري.
أى: قال هارون لموسى محاولا أن يهدئ من غضبه، بتحريك عاطفة الرحم في قلبه:يا بن أمى لا تمسك بلحيتي ولا برأسى على سبيل التأنيب لي. فإنى لست عاصيا لأمرك، ولا معرضا عن اتباعك. قال الآلوسى ما ملخصه: خص الأم بالإضافة استعطافا وترقيقا لقلبه، لا لما قيل من أنه كان أخاه لأمه، فإن الجمهور على أنهما كانا شقيقين. وقوله: تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي... روى أنه أخذ شعر رأسه بيمينه، ولحيته بشماله، وكان موسى- عليه السلام- حديدا متصلبا غضوبا لله- تعالى-، وغلب على ظنه أن هارون قد قصر معهم... ص6 - كتاب شرح تفسير ابن كثير الراجحي - تفسير قوله تعالى قال فما خطبك يا سامري - المكتبة الشاملة. وقوله: نِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِياستئناف لتعليل موجب النهى، بتحقيق أنه غير عاص لأمره، وغير معرض عن اتباعه. أى: يا بن أمى لا تأخذ بلحيتي ولا برأسى، فإنى ما حملني على البقاء معهم وعلى ترك مقاتلتهم بعد أن عبدوا العجل، إلا خوفي من أن تقول لي- لو قاتلتهم أو فارقتهم بمن معى من المؤمنين- إنك بعملك هذا قد جعلت بنى إسرائيل فرقتين متنازعتين لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِيأى: ولم تتبع وتطع قولي لك: اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ولذلك لم أقدم على مقاتلتهم بمن معى من المؤمنين، ولم أقدم كذلك على مفارقتهم، بل بقيت معهم ناصحا واعظا، حتى تعود أنت إليهم، فتتدارك الأمر بنفسك، وتعالجه برأيك.
تفسير الطبري وقوله ( فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ) يقول: فانصرف موسى إلى قومه من بني إسرائيل بعد انقضاء الأربعين ليلة ( غَضْبَانَ أَسِفًا) متغيظا على قومه، حزينا لما أحدثوه بعده من الكفر بالله. مجمل قصة السامري - إسلام ويب - مركز الفتوى. كما حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله ( غَضْبَانَ أَسِفًا) يقول: حزينا، وقال في الزخرف فَلَمَّا آسَفُونَا يقول: أغضبونا، والأسف على وجهين: الغضب، والحزن. حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي ( غَضْبَانَ أَسِفًا) يقول: حزينا. حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا): أي حزينا على ما صنع قومه من بعده. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله (أسِفا) قال: حزينا.
عمران بن خالد قال: سمعت محمد بن واسع يقول: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم. إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت الفضيل بن عياض قال: قال مالك بن دينار: إني لأغبط الرجل يكون عيشه كفافاً فيقنع به فقال محمد بن واسع: أغبط والله عندي من ذلك أن يصبح جائعاً ويمسي جائعاً وهو عن الله عز وجل راض. محمد بن عبد الله الزراد قال: رأى محمد بن واسع ابناً له وهو يخطر بيده. فقال: ويحك تعال، تدري من أنت؟ أمك اشتريتها بمائتي درهم، وأبوك فلا أكثر الله في المسلمين مثله تمشي هذه المشية؟. محمد بن مهزم قال: كان محمد بن واسع يصوم الدهر ويخفي ذلك. حيان بن يسار قال: قال محمد بن واسع: اللهم إن كان أخلق وجهي كثرة ذنوبي فهبني لمن أحببت من خلقك. ابن سلام قال: قال محمد بن واسع: ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث: صاحب إذا اعوججت قومني، وصلاة في جماعة يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل فيه تبعة. زياد بن الربيع، عن أبيه قال: رأيت محمد بن واسع بسوق مرو يعرض حماراً له على البيع. فقال له رجل: أترضاه لي؟ قال: لو رضيته لك ما بعته. قاسم الخواص قال: قال محمد بن واسع لرجل: أبكاك قط سابق علم الله عز وجل فيك.
وعن مناقب التابعي الجليل قال ابن شوذب:قسم أمير البصرةعلى قرائها فبعث إلى مالك بن دينار فأخذ فقال له ابن واسع قبلت جوائزهم قال سل جلسائي قالوا يا أبا بكر اشترى بها رقيقا فأعتقهم قال أنشدك الله أقبلك الساعة علىما كان عليه قال اللهم لا إنما مالك حمار أنما يعبد الله مثل محمد بن واسع قال ابن عيينة قال ابن واسع لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد. محمد بن واسع وزين القراء التابعي الجليل محمد بن واسع كان يطلق عليه زين القراءوونقل عن ابن واسع أنه كان يبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم عن بكائه شيئا في تأكيد علي ان عبادته وقراءته للقرآن كانت خالصة لوجه الله حيث كان يحرص علي وصمهابالسرية ليحصل علي الأجر والثواب لوجه الله تعالي. الزهد كان خلقا مهيمنا علي شخصية التابعي الجليل حتي صارالزهد ومحمد ابن واسع كأنهم شخص واحد وذات يوم كان يشارك في معركة بقيادة الفاتح الإسلامي يزيد بن الملهب ، حيث استطاع الأخير أن يحصد العديد من الأموال الطائلة ، هذافضلًا عن أنه قد نال تاجًا مميزًا ، وفريدًا من نوعه ، إذ كان يتضمن بين ثناياه ،مجموعة من دقائق الجواهر النفيسة ، والنادرة ، في آن واحد. وبعد حصول هذا الفاتح الإسلامي علي هذه الجوائز القيمية ،نظر إلى من هم حوله ، وسألهم متعجبًا ، حيث قال لهم: " أتدرون أيها المسلمون الأفاضل أي أحد يمكن أن يزهد في هذا التاج الغالي الثمين ؟ " وعلى الفور ، وبدون تردد ، أجابه جميع الحضور قائلين في نفس واحد:" بالطبع ، لا نعلم ، فلا نظن أن يفرط أي أحد في تاج مثل الذي تملكه ، وحصلت عليه يا يزيد.
ع: وَاسِعُ بْنُ حبان بْنِ مُنْقِذِ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ [الوفاة: 91 - 100 ه] رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيِّ الأَنْصَارِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وَرَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ. رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ حِبَّانُ، وَابْنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ. تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام - لشمس الدين أبو عبد الله بن قَايْماز الذهبي. وَاسع بن حبَان بن منقذ الْأنْصَارِيّ الْمدنِي الْمَازِني روى عَن عبد الله بن زيد فِي الْوضُوء وعبد الله بن عمر روى عَنهُ ابْنه حبَان وَابْن أَخِيه مُحَمَّد بن يحيى بن حبَان. رجال صحيح مسلم - لأحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم، أبو بكر ابن مَنْجُويَه. واسع بن حبّان: بن منقذ الأنصاريّ. قال العدويّ: شهد بيعة الرّضوان والمشاهد بعدها، وقتل يوم الحرّة. قلت: وهذا غير الرّاوي فيما أظن، لأنه مشهور في التابعين، وحديثه في صحيح مسلم، وقد فرّق بينهما ابن فتحون في ذيل الاستيعاب. الإصابة في تمييز الصحابة - أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني. واسع بن حبّان. ذكره البغويّ، وأخرج له من طريق حبّان بن واسع بن حبان، عن أبيه- أنه رأى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم مسح رأسه بماء غير فضل يديه، وهذا خطأ نشأ عن سقط، وذلك أن مسلما أخرجه من هذا الوجه، فقال عن حبّان بن واسع، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن زيد، أخرجه مطوّلا.
– ذهب محمد بن المنذر لمحمد بن واسع وأخبره ان امير العراق يريده ان يتولى منصب القضاء ولكن بن واسع رفض وقال له: أعفوني من ذلك عافاكم الله – فألح عليه – فرفض، فقال له: لتتولين القضاء أو لأجلدنك 300 جلده وأشهر بك.