(انظر: تفسير السعدي ص340). أفلا يستحق هذا الذي عمل للعباد كل ذلك، وامتن عليهم بذلك أن يُعبد وحده لا شريك له، وأن يستغفر من كل ذنب ومعصية. إن بعض الناس يتقلب في نعم الله _تعالى_ من كل جانب، إلا أن هذه النعم تقابل بالعصيان والكفران، مما يكون سبباً في زوالها، وهذا له نظائر وأمثلة كثيرة في القرآن "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ" (النحل:112). خطيب المسجد الحرام: اغتنموا نفحات رحمة الله وفضله في العشر المباركات. وإذا شئنا أن نتقلب في النعيم فلا بد لنا من المحافظة على قربنا من الله _تعالى_ بكثرة الذكر والاستغفار والبعد عن الذنوب. 6- عدم الاستغفار سبب مشاقة الدعوات: يدعو شعيب – عليه السلام – قومه إلى عدم مشاقته، محذراً إياهم من العذاب: "وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُود" (هود:89، 90).
وقد تحدثت عشر أو اثنتا عشرة آية من سورة آل عمران عن قضية الهزيمة تلك، لأنّ المسلمين كانوا يعيشون اضطراباً شديداً بسبب تلك الهزيمة، وكانت ثقيلة عليهم كثيراً، فجاءت آيات القرآن تلك لتهبهم الاطمئنان وتهديهم، ولتفهمهم سبب هزيمتهم وسبب ذلك الضعف، إلى أن يصل إلى الآية الشريفة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا ﴾ (آل عمران: 155). أي ما رأيتموه في معركة أُحد من استدبار بعضكم للعدو وتسبب بالهزيمة كانت له أسبابه ومقدماته، فكان هؤلاء يعانون من ضعف داخلي، فقد أزلهم الشيطان بمساعدة الأعمال التي كانوا قد ارتكبوها من قبل، أي أنّ ذنوبهم السابقة قد تظهر آثارها في الجبهة، في الجبهة العسكرية أو السياسية أو عند مواجهة العدو أو عند ممارسة البناء أو في ممارسة التعليم والتربية، وحيث تجب الاستقامة، وحيث يجب الفهم والإدراك الدقيق، وحيث يجب أن يكون الإنسان كالفولاذ يقطع ويتقدم ولا تقف الموانع بوجهه. الاستغفار دعوة الأنبياء عليهم السلام_الحلقة الثالثة | موقع المسلم. طبعاً تلك هي الذنوب التي لم تمحها التوبة النصوح والاستغفار الحقيقي. في نفس السورة هناك آية أخرى تبين هذا المعنى بصورة أخرى.
إنها الغفلة بغيومها والذنوب بثقلها, والتسويف بآثاره وآصاره, وطول الأمل بأوضاره وأضراره, فاللهم سلّم سلّم. (اللهم تب علينا توبة ترضيك, وباعد بيننا وبين معاصيك وارزقنا توبة نصوحاً تصلح بها أحوالنا, وتكون خاتمة حسنة لأعمارنا ……. أمين)
ويلاحظ هنا: أن صيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر, إنما جعل لمغفرة ما تقدم من الذنوب سوى الكبائر كما قال صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان لرمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر). وإضافة إلى حرق الذنوب في رمضان مع الصيام والقيام, فبوسع المرء أن يوسع محرقة الذنوب, ليرمضها كلها, صغارها وكبارها وما تقدم منها وما تأخر باستيفائه لشروط التوبة النصوح من كل ذنب, استجابة لأمر الله {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا} [التحريم]. وذلك بان يقلع عن الذنب في الحاضر, ويندم عما كان منه في الماضي, ويعزم على ألا يعود في المستقبل, مع رده المظالم إلى أصحابها, قال القرطبي في تفسير هذه الآية ((التوبة النصوح, قيل: هي التي لا عودة بعدها, كما لا يعود اللبن إلى الضرع, وقال قتادة: النصوح الصادقة الناصحة, وقال الحسن: النصوح أن يبغض الذنب الذي أحبه ويستغفر منه إذا ذكره ….
فالجميع صائمون ليس بعض الناس فقط، وبالتالي فإنّ روح الخشوع والخضوع ترفرف في أجواء المجتمع، الأمر الذي يعين المقصرين، ويحفزهم على بذل مزيدٍ من الجهد، كما أنه يحفز المجتهدين إلى مزيدٍ من البذل من أجل الترقي في مراتب إحسان العبادة، والتّقرب إلى الله عزّ وجلّ. يقول ابن رجب: "وَأَمَّا الِاسْتِغْفَارُ مِنَ الذُّنُوبِ، فَهُوَ طَلَبُ الْمَغْفِرَةِ، وَالْعَبْدُ أَحْوَجُ شَيْءٍ إِلَيْهِ، لِأَنَّهُ يُخْطِئُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ" وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْقُرْآنِ ذِكْرُ التَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، وَالْأَمْرُ بِهِمَا، وَالْحَثُّ عَلَيْهِمَا، وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ، وَابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ». وَخَرَّجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً» وَخَرَّجَهُ النَّسَائِيُّ، وَلَفْظُهُ «إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ».
شرعت أنفاق المشاة الرابطة بين الحرم المكي الشريف والجهة الشمالية لمكة أبوابها للزوار والمعتمرين القادمين من 10 أحياء مكية بنفس الاتجاه في أول تنفيذ لتوجيه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل بتشغيلها خدمة للزوار والمعتمرين. وكان الأمير خالد الفيصل وجه أخيرا الجهات ذات العلاقة بخدمة الحرم المكي الشريف بالاجتماع لإنهاء كل الترتيبات المتعلقة بافتتاح النفق الرابط بين شمال الحرم بحي جرول والتوسعة الشمالية للحرم المكي ومعالجة أي عوائق أمام فتحه للاستفادة منه في تنقل المصلين والمعتمرين. وتسهم أنفاق المشاة الرابطة بين أحياء شمال مكة وتوسعة الحرم في تقليص الوقت للوصول إلى الحرم المكي الشريف في وقت قياسي بدلا من الاصطفاف في طوابير المركبات المتدفقة إلى الحرم في أوقات الذروة قبيل دخول أوقات الصلوات. وتخدم أنفاق المشاة التي وجه أمير مكة بتشغيلها سكان أحياء جرول والطندباوي وجبل الكعبة، كما تسهم في تخفيف الزحام على القادمين عن طريق شارع أم القرى المؤدي إلى أنفاق السوق الصغير جوار الحرم المكي الشريف. وأكد مستشار أمير المنطقة المشرف على وكالة الإمارة للتنمية الدكتور هشام الفالح أن جميع مسؤولي الجهات تواجدوا في الاجتماع وتأكدوا من جاهزية النفق الذي افتتح أمس لتسهيل الحركة والتنقل لزوار بيت الله الحرام.
قررت رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إنشاء باب لحِجْر إسماعيل بالكعبة المشرفة، لتنظيم آلية دخول وخروج المصلين خلال أوقات الصلوات، وأيضا أثناء أعمال النظافة والصيانة. وتتكون المواد المستخدمة في باب الحجر من "الاستانلس ستيل"، وهو مصبوغ باللونين الفضي والذهبي، وغير قابل للصدأ، ويبلغ ارتفاعه 1. 30 سم، وعرضه 2. 36 سم. ويأتي هذا التوجه، حسب بيان من رئيس شؤون الحرمين الشيخ عبدالرحمن السديس، حرصاً من الرئاسة على تقديم أفضل الخدمات لرواد المسجد الحرام وتحقيق توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لتقديم أرقي الخدمات وأميزها في الحرمين الشريفين. من جانب آخر أكد نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام أنه تم تخصيص فريق هندسي من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لمتابعة أدق تفاصيل العمل في مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحرم المكي ورفع الطاقة الاستيعابية للمطاف. كما كشف أن المرحلة الأولى سوف تنتهي يوم 23 يوليو المقبل، ومعها تزداد الطاقة الاستيعابية للمطاف إلى 105 آلاف طائف في الساعة الواحدة. وتقوم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بتنفيذ مطاف خاص للمعاقين لفصل حركة المعاقين عن حركة الطائفين في صحن الطواف طيلة مدة تنفيذ مشروع توسعة الحرم، التي تنتهي بنهاية عام 1436هـ.
salma0n@ متخصصون في ضبط أوقات الصلوات الخمس في المسجد الحرام، أطلق عليهم «ذوو الأعناق الطويلة»، لا يتناول الصائمون إفطارهم إلا بعد سماع ندائهم،هم مؤذنو المسجد الحرام، من ينادون بدخول وقت الصلوات في اليوم والليلة خمس مرات من على «المكبرية». يتناوب 17 مؤذنا على الأذان في المسجد الحرام، وينسقون العمل فيما بينهم وفق جدول معد من شيخ المؤذنين الشيخ علي ملا، قبل اعتماده من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس. ولا يجتمع المؤذنون سوى يوم العيد، ليشهدوا الصلاة، فيجلسون في صف واحد يكبرون للعيد، يكبر الأول ثم الذي يليه وهكذا، في مشهد مهيب، حتى ينادى لصلاة العيد ويدخل الإمام. في المكبرية المؤقتة الواقعة بجوار باب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يمارس المؤذنون عملهم، لحين تجهيز المكبرية القديمة مقابل الحجر الأسود. فيما يتكئ الأذان في الحرم المكي على تاريخ مضيء يجسد التطور التاريخي في طرق رفع نداء الأذان، إذ يذكر كبار السن في مكة المكرمة ملامح آلية تطور رفع الأذان لكن الذي لا يدركه كثيرون أن استخدام «المزولة» كأداة مؤقتة للآذان في الحرم المكي كانت من الوسائل المهمة، حيث يحتفظ معرض عمارة الحرمين بجهاز للمزولة لقياس الوقت وكانت مثبتة على بئر زمزم.
خطر الغمز واللّمز وفي المدينة المنورة تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير عن خطر الغمز واللّمز، والخوض في أعراض الناس, وتتبع عيوبهم، مبيناً أن من فضائل المؤمن أن يشتغل بعيبه ويترك عيوب غيره, فلا يؤذي المسلمين بلسانه وسوء ظنّه. وأوضح الشيخ صلاح البدير (خلال خطبة الجمعة)، أن المؤمن لا يرضى أن يكون غَرَضاً يُرْشق بسهام الريبة, ولا هدفاً يقصد بالغيبة، ولا أحدوثة تتناولها الألسن العائلة، ولا مرتعاً لأقوال القاذفين والحاذفين، بل يقطع مبادي الظُّنُون التي لا تُمْلَكُ، وخواطر القلوب التي لا تُدْفع، ويطلب السلامة من الناس بإظهار البراءَة من الرِّيب والتٌّهم. وزاد محذرًا من خطر لمز العباد، وكشف عيوبهم, وتتبّع عوراتهم, وغمز الأصحاب في قفاهم، والطعن في أنسابهم وسلوكهم، وختم فضيلته الخطبة محذراً من أهل التَّوْرِيشِ والتَّحريش والتجسّس والتحسّس والتحدّس الذين يَسْأَلُون عن الأَخْبار، ويتتبعون الأسرار، ويستدرجون الأغرار، ويتسمّعون أحاديث الناس, فكم فتشوا عن ميْت، وكم أفسدوا من بيت، ومن سعى إليك، سعى عليك، ومن نقل أخبار الناس إليك، فاعلم أنه لسان سوء عليك، مضيفاً أن هذه السلوكيات تنشر العداوات والحسرات، وتهدم الأسر والبيوتات.