"رفع السموات بغير عمد" - تفسير الشعراوي لسورة الرعد 1 - YouTube
والسماوات، ومن فيها وما فيها من غيب الله المكنون الذي لا نعلم عنه إلا ما جاء به الوحي في كتاب الله أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه السماوات أمسكها الله تعالى بقدرته، وبغير عمد يراها الناس.... قال ابن عطية في تفسيره: للسماوات عمد غير مرئية، قاله مجاهد وقتادة. قال بعض العلماء المعاصرين: وهذه الآية الكريمة من آيات الإعجاز في القرآن الكريم، وجاء مثلها في سورة الحج، وهو قول الله تبارك وتعالى: ِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ [الحج:65]. ومثلها في سورة فاطر قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً [فاطر:41]. ولعل الأعمدة التي تمسك السماء وهي لا ترى هي الجاذبية التي تجعل لكل شيء مداراً ثابتاً بقدرة الخالق سبحانه.. وتلك الجاذبية جعلها الله سبحانه حائلة دون أن ينهارالكون وتصطدم الشمس بالقمر وتتناثر الكواكب، وقد أشار إلى هذا المعنى بعض العلماء المعاصرين. هل رفع الله السماء بغير عَمَد أم هناك عَمَد تحملها ؟ - الإسلام سؤال وجواب. والحاصل أن هذه الآية وما أشبهها تشير إلى بعض مظاهر قدرة الله تعالى في هذا الكون.. ذلك أن الجاذبية لم تكتشف إلا بعد نزول القرآن بمئات السنين، وهي كذلك دليل قاطع وبرهان واضح على أن هذا القرآن منزل من عند الله -سبحانه وتعالى- وأنه معجزة الإسلام الخالدة يتجلى صدقه وإعجازه في الكون والنفس والآفاق.
والحاصل: أن أهل العلم اختلفوا في توجيه الآية على قولين: الأول: أن لها عمدا ، لكن لا يراها الناس ، وهذا من آيات العظمة ، ودلائل القدرة: أن يكون لهذا الخلق العظيم ، عمدا ترفعه ، ثم لا يراها الناس. والقول الثاني: أنها لا عمد لها أصلا ؛ فلو كان لها عمد لرآها الناس ، وإنما رفعها ، وأمسكها عن السقوط بقدرته جل جلاله. هذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي - موضوع. والتعبير بما جاء في الآية جار على سنن العربية ، ومقاصدها البلاغية ، وهو معروف له نظائر في لغة العرب. وهذا هو أظهر القولين في الآية ، إن شاء الله. والله أعلم.
قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: الله، يا محمد، هو الذي رفع السموات السبع بغير عَمَد ترونها, فجعلها للأرض سقْفًا مسموكًا. * * * و " العَمَد " جمع " عمود ", وهي السَّواري, وما يعمد به البناء, كما قال النابغة: وَخَـيِّسِ الجِـنَّ إنِّـي قَـدْ أذِنْـتُ لَهُمْ يَبْنُــون تَدْمُــرَ بِالصُّفَّـاحِ وَالعَمَـدِ (8) وجمع " العمود: " " عَمَد, " كما جمع الأديم: " أدَم ", ولو جمع بالضم فقيل: " عُمُد " جاز, كما يجمع " الرسول " " رسل ", و " الشَّكور " " شكر ". النوال... (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا) (3) - ملتقى أهل التفسير. * * * واختلف أهل التأويل في تأويل قوله: (رفع السماوات بغير عمد ترونها). فقال بعضهم: تأويل ذلك: الله الذي رفع السموات بعَمَدٍ لا ترونها. *ذكر من قال ذلك: 20051- حدثنا أحمد بن هشام قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا عمران بن حدير, عن عكرمة قال: قلت لابن عباس: إن فلانًا يقول: إنها على عمد يعنى السماء؟ قال: فقال: اقرأها (بغير عمَدٍ ترونها): أي لا ترونها. 20052- حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال: حدثنا معاذ بن معاذ, عن عمران بن حدير, عن عكرمة, عن ابن عباس, مثله. 20053- حدثنا الحسن بن محمد قال: ثنا عفان قال: حدثنا حماد قال: حدثنا حميد, عن الحسن بن مسلم, عن مجاهد في قوله: (بغير عمد ترونها) ، قال: بعمد لا ترونها.
مترجم في التهذيب ، والكبير 1 / 1 / 442 ، وابن أبي حاتم 1 / 1 / 282 ، وابن سعد 7 / 2 / 4 ، 5. (16) أي احتياط وفقه وعقل وورع ، كان أبو جعفر يستعمل في تفسيره!. (17) انظر تفسير" الاستواء " فيما سلف 1: 428 - 431 / 12: 482 ، 483 / 15: 18. وتفسير" العرش " فيما سلف 15: 245 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. (18) انظر تفسير" الأجل المسمى " فيما سلف 6: 43 / 11: 256 - 259 ، 407. (19) انظر تفسير" كل " وأحكامها فيما سلف 15: 540 ، تعليق: 1 ، والمراجع هناك. وانظر ما قاله أبو عبيدة في مجاز القرآن 1: 321. (20) قوله" الدنيا " ، كأنه يعني: فناء الدنيا ، فاقتصر على ذكر" الدنيا " ، لأنه معلوم بضرورة الدين أنها فانية ، وإنما الخلود في الآخرة. (21) انظر تفسير" التدبير " فيما سلف 15: 18 ، 19 ، 84. (22) انظر تفسير" تفصيل الآيات " فيما سلف 15: 227 ، تعليق: 2 ، والمراجع هناك. (23) انظر تفسير" الإيقان " فيما سلف 10: 394 / 11: 475. (24) في المطبوعة:" تيقنتم" ، وأثبت ما في المخطوطة ، وهو لب الصواب.
وقال في سورة لقمان: " لكن الأعجوبة فيما خلقها بعمد لا ترونها ليست بدون الأعجوبة في خلقها بلا عمد, لأن رفع مثلها بعمد لا ترى أعظم في اللطف والقدرة من رفعها بلا عمد, إذ العمد لو كانت مقدار الريشة أو الشعرة ترى، فرفعها مع ثقلها وعظمها وغلظها على عمد لا ترى هو ألطف من ذلك وأعظم في الأعجوبة". قلت: بل الأعجوبة في رفعها بلا عمد أعظم من رفعها بعمد لا ترى خلاف ما ذكر الماتريدي. فالله يريد أن يبين كمال قدرته برفع السماء بلا عمد, ولو كانت مرفوعة بعمد فليس فيه إلا أنها لا ترى, ويعني ذلك أن السماء تحتاج إلى عمد لئلا تقع على الأرض فأين قدرة الله! (وذكر الرازي* القولين دون ترجيح, لكنه قال: وعندي فيه وجه آخر أحسن من الكل, ثم ذكر أن العمد التي لا ترى هو قدرة الله تعالى, قال: فنتج أن يقال إنه رفع السماء بغير عمد ترونها أي لها عمد في الحقيقة إلا أن تلك العمد هي قدرة الله تعالى). وكذلك ذكر الزمخشري, فقال في تفسير سورة الفرقان: "يريد بغير عمد مرئية، وهو قدرته". وقال في سورة لقمان: " بغير عمد مرئية، يعني: أنه عمدها بعمد لا ترى، وهي إمساكها بقدرته ". ولا تظن أن قول الزمخشري والرازي هو كقول الماتريدي, كلا, فعلى قول الماتريدي لها عمد لا ترى, وعلى قول الزمخشري والرازي ليس لها عمد لكنه وصف القدرة بعمد لا ترى.
الصلاة تعرف الصلاة لغةً بأنها الدعاء بالخير، أما شرعًا فهي مجموعة من الأقوال والأفعال المخصوصة، يفتتحها العبد بالتكبير ويختتمها بالتسليم مع عقد النية وبشرائط مخصوصة، وهي عبادة مفروضة على المسلمين، ولها منزلة رفيعة لا تدانيها أي عبادة أخرى؛ كونها أول فريضة بعد التوحيد، وأول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة، وقد عظّمها الله جلّ وعلا بأن افترضها على نبيه مباشرةً دون وساطة الوحي جبريل أو الملائكة الكرام في ليلة المعراج، وفي هذا المقال توضيح لصلاتين، هما: الشروق ، والضحى، من حيث تعريف كل منهما، والفرق بينهما، وعدد ركعاتهما، بالإضافة إلى مكان أدائهما، ثم فضلهما حسب ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. [١] الفرق بين صلاة الشروق والضحى إن صلاة الشروق أو الإشراق هي صلاة الضحى عند أدائها في أول وقتها، فمن يؤديها عند ارتفاع الشمس قيد رمح مباشرةً تسمى صلاة الشروق أو الإشراق، وهذا اختيار الطِّيبيِّ، وابنِ حجرٍ الهيتميِّ، والرَّمليِّ، وابنِ باز، وابنِ عُثَيمين، أما مَن يؤديها خلال الفترة الممتدة من بعد ارتفاعها قيد رمح إلى استوائها قبل زوالها فتسمى صلاة الضحى، وهو قول الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والحَنابِلَة، وبه قال الشافعيَّةُ في أحد الوَجهينِ، وتجدر الإشارة إلى أن أفضل وقت لصلاة الضحى إذا علت الشمس واشتد حرّها حسب ما قال به جمهور أهل العلم والفقه، وتسمى أيضًا في هذه الحالة صلاة الأوّابين [٢].
ما الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى ؟، عادة ما يخلط الكثيرين بين الأفراد بين صلاتي الشروق والضحى بسبب عدم معرفة الوقت المحدد الخاص لكل صلاة منهم ومتى ينتهي موعد كل منهما. والمعتاد على أداء صلاة الضحى عادة ما يؤديها بين ارتفاع الشمس إلى وقت زوالها، أما من يُصلي الفجر ويبقى في مصلاه إلى وقت ارتفاع الشمس فهذه هي صلاة الشروق، وتصلح صلاة الشروق أن تكون صللاة الضحى بالنظر إلى وقت أدائها. فقد فسر عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-، الوقت لمناسب لأداء صلاة الضحى ووقت صلاة الشروق، حيث جاء في الحديث أن صلاة الشروق تؤدى أول وقت صلاة الضحى وأول الوقت الخاص بصلاة الضحى هو طلوع الشمس. الفرق بين صلاة الشروق وصلاة الضحى - موضوع. وجاء حديث نبوي شريف يوضح الفرق بينهما أكثر، فقد روى جابر بن سُمرة -رضي الله عنه-: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا صَلَّى الفَجْرَ جَلَسَ في مُصَلَّاهُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا)، وورد عن النبي -صل الله عليه وسلم- إنه قال (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ). وتسمى أول صلاة الضحى بسنة الإشراق، وتعتبر صلاة الشروق من صلوات النوافل وليست فرض.
مجموعة من العلماء ذهبوا إلى كرهها خاصة إذا أصبحت عادة إما إذا تم ذلك في بعض الأحيان عند مقابلة عالم أو شيخ أو شخص ذي مكانة علمية فلا حرج في ذلك قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينه عن المنكر» ظهرت العادة عندنا في البلاد العربية تقبيل يد الأهل والأقارب من هم في سن كبير وكذلك توقير الشيوخ والعلماء وتقبيل أيديهم فهل هذا يأتي في سياق الحديث من التوقير للكبير واحترامه أم يخالفه. حكم تقبيل اليد: وقد حثنا الإسلام على احترام الكبير وتوقيره بالأعمال والأقوال وليس بالأقوال فقط ونهانا عن عدم الاستخفاف به، فقد روى المنذر عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال: «ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام وذو العلم وإمام مقسط»، وقد جاء من سبيل التوقير تقبيل أيديهم والجلوس بين أيديهم احترامًا لهم، وهو إن قام به البعض على غير العادة فلا حرج فيه. لكن العلة في الاعتياد، كما حرمه بعض أهل العلم إذا صار في حكم العادة عند اللقاء، أما فعله في بعض الأحيان فلا حرج فيه، أما وضع الجبهة على اليد كوضع السجود فهو محرم ويطلق عليه بعض العلماء السجدة الصغرى وهو لا يجوز لما فيه من وضع الجبهة على يد أنسان سجودًا عليها، إنما التقبيل على غير العادة هو المسموح به.
صلاة الشروق وصلاة الضحى تعرف صلاة الشروق شرعًا بأنها صلاة نافلة يؤديها المسلم بمجرد انتهاء وقت النهي عن الصلاة؛ أي عند ارتفاع الشمس قدر رمح، وقد ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أجرها، وأقلّها ركعتان وأكثرها ثماني ركعات أو اثنتا عشرة ركعةً، يقرأ فيها العبد سورة الفاتحة متبوعةً بما تيسر من آيات الذكر الحكيم؛ إذ لم ترد قراءة مخصوصة فيهما. [٣] أما صلاة الضحى فتعرف بأنها صلاة نافلة مستحبة حسب اتفاق المذاهب الفقهية الأربعة؛ الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، تؤدى في وقت الضحى أول النهار، وقد ورد في فضلها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، منها ما رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه عن رسول الله المصطفى أنه قال: (يُصبِحُ على كلِّ سُلامَى من أحدِكم صَدقةٌ؛ فكلُّ تَحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وأمْرٌ بالمعروفِ صَدقةٌ، ونهيٌ عن المنكَرِ صدقةٌ، ويُجزِئُ عن ذلك ركعتانِ يَركعُهما من الضُّحَى) [رواه مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح] [٢]. مكان صلاة الضحى تجدر الإشارة بدايةً إلى أن الصلاة النافلة عمومًا تؤدى في البيوت؛ وذلك اقتداءً بما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءً عما نهى عنه، كما أن الصلاة في البيت فيها إخلاص وبعد عن الرياء والمباهاة والتفاخر بين الناس ليقال كذا وكذا، كما تعود على البيت وأهله بالخير والبركة، ويستنثى منها صلاة الضحى حسب المذهب الشافعي، بالإضافة إلى ركعتي الطواف ونافلة المبكر للجمعة، والإحرام في مقيات فيه مسجد، فمن الأفضل أداؤها في المسجد لكن بغير جماعة، من ناحية أخرى فقد أوضح علماء آخرون أن الأولى أداء صلاة الضحى في المنزل، والله تعالى أعلى وأعلم [٤].
وتعدّ صلاة الشروق من صلوات النّوافل، وقد ورد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: (مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ).