أيها المسلمون: دل كتاب ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - على أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ، وما رفع إلا بتوبة ، فاستعينوا بالله على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وسارعوا إلى الطاعات من فرائض ومستحبات ، وجانبوا - أيها المسلمون - المحرمات ؛ فإنها مجلبة للمساخط وعظيم العقوبات. بادروا - أيها المسلمون - بالتوبة والاستغفار ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها ونمنى على الله الأماني. واعلموا - أيها المسلمون -: أن الدنيا هي دار الممر والعمل ومحاسبة النفس ، وأن الآخرة هي دار القرار والجزاء والحساب ، فتفطنوا عباد الله قبل أن يندم النادمون ولات ساعة مندم. ما نزل بلاء الا بذنب ، وما رُفع الا بتوبه.. الامام علي بن ابي طالب {ع}. ولا حول ولا قوة إلا بالله ، فعليه المستعان وعليه التكلان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين دمتم فى حفظ الله ايمان.
وأقول للناس جميعاً قول الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب) [المائدة: 2]، واعلموا بأنَّ الجزاء من جنس العمل, ومَنْ ضيَّق على الأمة ضيَّق الله عليه, ومن أحسن إليها أحسن الله إليه, ومن شقَّ عليها شقَّ الله عليه, ومن يسَّر عليها يسَّر الله عليه. فيا عباد الله, عود على بِدْءٍ, ما نزل بلاءٌ إلا بذنب, ولا يُرفَعَ إلا بتوبة, فهل نسمع نداء الله -تعالى- لنا جميعاً: ( وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) [النور: 31]؟ هلَّا تُبْنَا إلى الله -تعالى- من كل سببٍ يكون سبباً في رفع الأسعار, لا تحوِّلوا العملة المحليَّة لعملة أجنبية, لأنها تضرُّ بعامَّةِ المسلمين وذلك بارتفاع الأسعار, فطوبى لعبدٍ كانَ سبباً في تفريجِ الكُرَبِ عن المكروبين, وأسأل الله -تعالى- أن يُصْلِحَ أحوالنا, وأن لا يُشَمِّتَ أعداءنا بدائِنا. آمين. ما نزل بلاء إلا بذنب .. – نبض التوحيد الأسلمية. أقول هذا القول, وأستغفر الله العظيم لي ولكم, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
تاريخ النشر: الثلاثاء 15 رجب 1430 هـ - 7-7-2009 م التقييم: رقم الفتوى: 124546 130503 0 428 السؤال لقد ابتليت ببلاء عظيم وكبير، ولا أستطيع أن أحتمله، وأنا أحس هذا من جزاء عملي الذي تصرفت فيه بجهل، ولأني لا يوجد لدي إلا الدعاء والتقرب إلى الله. ومن يتق الله يجعل له مخرجا. فكيف السبيل أفيدوني. أريد أن أنجو من مشكلتي. وأرجو الدعاء لي بالنجاة ؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان، يبتلي الله سبحانه من شاء من عباده بما شاء من البلاء، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ. {الأنبياء:35}. ومن رضي بقضاء الله كان له من الله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. فنوصيكِ بالصبر؛ فإن في الصبر خيري الدنيا والآخرة، وهو مفتاح تفريج الكربات، وبه تكفر السيئات، وترفع الدرجات، وانظري الفتوى رقم: 23586. هذا، وقد يبتلي الله عباده بسبب ذنوبهم فيصيبهم بالبأساء والضراء لعلهم يذكرون، فينيبون إليه ويتوبون ويضرعون ويلتجئون إليه، كما قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة " ثلاث عورات " بنصب الثلاث على الرد على الثلاث الأولى. وكأن معنى الكلام عندهم: ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم ، والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، ثلاث عورات لكم. [ ص: 214] والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان متقاربتا المعنى ، وقد قرأ بكل واحدة منهما علماء من القراء ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. وقوله: ( ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم) يقول تعالى ذكره: ( ليس عليكم) معشر أرباب البيوت والمساكن ، ( ولا عليهم) يعني: ولا على الذين ملكت أيمانكم من الرجال والنساء ، والذين لم يبلغوا الحلم من أولادكم الصغار ، حرج ولا إثم بعدهن ، يعني بعد العورات الثلاث ، والهاء والنون في قوله: ( بعدهن) عائدتان على " الثلاث " من قوله: ( ثلاث عورات لكم) وإنما يعني بذلك أنه لا حرج ولا جناح على الناس أن يدخل عليهم مماليكهم البالغون ، وصبيانهم الصغار بغير إذن بعد هذه الأوقات الثلاث اللاتي ذكرهن في قوله: ( من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء). وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. تفسير الآية القرآنية ( ثلاث عورات لكم ) للشيخ ( رمضان الحجازي الدسوقي ) . - YouTube. حدثني علي ، قال: ثنا أبو صالح ، قال: ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس ، قال: ثم رخص لهم في الدخول فيما بين ذلك بغير إذن ، يعني فيما بين صلاة الغداة إلى الظهر ، وبعد الظهر إلى صلاة العشاء ، أنه رخص لخادم الرجل والصبي أن يدخل عليه منزله بغير إذن ، قال: وهو قوله: ( ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن) فأما من بلغ الحلم فإنه لا يدخل على الرجل وأهله إلا بإذن على كل حال.
وهو إنزال المني يقظة أو مناما، { فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ْ} أي: في سائر الأوقات، والذين من قبلهم، هم الذين ذكرهم الله بقوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ْ} الآية.
والوقت الثاني: الظهيرة، وهو الوقت الذي يخلدُ فيه الإنسان إلى فراشه لنوم القيلولة فيَخلعُ عن جسده ثياب الحِشمة. والوقت الثالث: هو ما بعد صلاة العشاء وهو الوقت الذي يضعُ الإنسان عن جسدِه ثياب الحشمة استعدادًا للنوم. فهذه الأوقاتُ الثلاثة جرت العادة على أن يكون فيها الإنسان على هيئة لا يُحبُّ معها أو لا يليقُ معها أنْ يطَّلع عليه صغارُه، لذلك ورد الأمر يتأديبِهم على الإستئذان حتى لا يُفاجأ بالظهور أمامَهم في مظهرٍ لا يحسنُ أن يكون عليه حين دخولهم. وأما في سائر الأوقات فلا مانع من عدم استئذانهم نظرًا لعدم وجود ما يقتضي الإستئذان بعد افتراض أن لا يكون في غير الأوقات الثلاثة على هيئةٍ أو في لباسٍ غير مُحتَشمٍ. وهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ (1). تفسير: (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم). نعم لو اتَّفق أنْ كان من عادة الأب مثلًا أن يضع عن جسده ثيابَه في وقتٍ آخر غير الأوقات الثلاثة فإنَّ عليه تأديب صغارِه على الإستئذان في ذلك الوقت أيضًا وذلك لوحدة الملاك. ثم إنَّ المأمور في الآية بتأديبهم على الإستئذان في الأوقات الثلاثة هم الصغار المميَّزين الذين لم يبلغوا سنَّ التكليف فهذا هو معنى قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ﴾ (2).