(46) باب فضل صلاة العشاء والصبح في جماعة 260 – (656) حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي. حدثنا عبدالواحد (وهو ابن زياد) حدثنا عثمان ابن حكيم. حدثنا عبدالرحمن بن أبي عمرة. قال: دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب. فقعد وحده. فقعدت إليه. فقال: يا ابن أخي! سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل. ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله". (656) وحدثنيه زهير بن حرب. حدثنا محمد بن عبدالله الأسدي. ح وحدثني محمد بن رافع. قال: حدثنا عبدالرزاق. Books فضل صلاتي العشاء والتراويح - Noor Library. جميعا عن سفيان، عن أبي سهل عثمان بن حكيم، بهذا الإسناد، مثله. 261 – (657) وحدثني نصر بن علي الجهضمي. حدثنا بشر (يعني ابن مفضل) عن خالد، عن أنس بن سيرين؛ قال: سمعت جندب بن عبدالله يقول: قال رسول الله ﷺ "من صلى الصبح فهو في ذمة الله. فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم". 262 – (657) وحدثنيه يعقوب بن إبراهيم الدورقي. حدثنا إسماعيل عن خالد، عن أنس بن سيرين، قال: سمعت جندبا القسري يقول: قال رسول الله ﷺ "من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله. فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء. فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه.
[٩] نيل أجر قيام الليل وهناك العديد من الأحاديث الدّالة على ذلك ومنها: قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ)، [١٠] وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن شَهِدَ العشاءَ في جَماعةٍ كانَ لَهُ قيامُ نِصفِ ليلَةٍ ، ومَن صلَّى العشاءَ والفَجرَ في جماعةٍ كانَ لَهُ كقيامِ ليلةٍ) ، [١١] ومن خلال هذه الأحاديث يتبين أنّ من حافظ على تأدية صلاة العشاء في جماعة نال أجر قيام نصف الليل وإن كان على فراشه، ومن حرص على تأديتها وصلاة الفجر في جماعة نال أجر قيام الليل كله. [١٢] الدلالة على الإيمان حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لقَدْ هَمَمْتُ أنَّ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا، فَآمُرَ بهِمْ فيُحَرِّقُوا عليهم، بحُزَمِ الحَطَبِ بُيُوتَهُمْ، ولو عَلِمَ أَحَدُهُمْ أنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا يَعْنِي صَلَاةَ العِشَاءِ) ، [١٣] فقد ذكر ابن عمر -رضي الله عنه- أنّ تخلّف العبد عن صلاة العشاء في جماعة فيه إشارة على نقصان إيمانه، وسبب في زوال الثقة عنه والشكّ به، والخشية من ظلمه وتعديه.
[١٤] المراجع ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:7546 ، صحيح. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:1841 ، صحيح. ↑ ابن المنذر، الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف ، صفحة 318. بتصرّف. ↑ حمزة قاسم، منار القاري ، صفحة 178. بتصرّف. ↑ الطحاوي، حاشية الطحاوي على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح ، صفحة 364. بتصرّف. ↑ عبد الله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر ، صفحة 251-252. بتصرّف. ↑ عبد الله البسام، تيسير العلام شرح عمدة الاحكام ، صفحة 234. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651 ، صحيح. ↑ عبد السلام العامر، فتح السلام شرح عمدة الاحكام من فتح الباري ، صفحة 108. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656 ، صحيح. ↑ رواه الالباني، في صحيح الترمذي، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:221 ، صحيح. ↑ "فضل المواظبة على صلاتي العشاء والفجر في جماعة. " ، اسلام ويب ، 10-4-2011، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2022. بتصرّف. ↑ عبد العظيم المنذري، الترغيب والترهيب ، صفحة 268. صلاة العشاء. بتصرّف.
بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:651، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:656، صحيح. ^ أ ب محمد العثيمين (1426)، شرح رياض الصالحين ، صفحة 82، جزء 5. بتصرّف. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه ، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:655، صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:221، صحيح. ↑ محمد ناصر الدين الألباني (2000)، صحيح الترغيب والترهيب (الطبعة 1)، الرياض:مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، صفحة 296، جزء 1. بتصرّف. ↑ عبد العظيم المنذري (1968)، الترغيب والترهيب من الحديث الشريف (الطبعة 3)، مصر:مكتبة مصطفى البابي الحلبي، صفحة 268، جزء 1. بتصرّف. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 305، جزء 27. بتصرّف.
وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ - صحيفة الاتحاد الثلاثاء 26 ابريل 2022 أبرز الأخبار وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ المصدر: جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
ولا يطمع امرؤ في سلامة قلبه على الدوام, فلا يسلم القلب من التقلب أبدا, وتعرض الفتن على القلوب كل لحظة, ولا يدري المؤمن في أي فتنة يقع قلبه, فلا يطمئن مؤمن إلا بعد أن يضع إحدى قدميه في الجنة.
ودائما ما تجد المؤمن يضن بلحظات سعادة القرب من الله ويخشى ضياعها منه بسبب معصيته ويخشى فواتها بغفلة قلبه, فما أجملها من سعادة لا يشعر بها ولا يعلم عنها شيئا من حرم منها, فما اصدق إبراهيم بن أدهم التابعي الجليل حين عبر لحظة صفاء قلب وسعادة غامرة فقال: " لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من سعادة لجالدونا عليها بالسيوف ". وكان صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم يتفقدون قلوبهم, فيشتكي أحدهم ما لقي من قساوة قلبه لحبيبه صلى الله عليه وسلم, فكان يوصيهم بما يرقق قلوبهم بمخالطة الضعفاء والمساكين فهذا انفع للقلوب من مخالطة السادة والكبراء ووجهاء الناس, فيروي الإمام أحمد بإسناد حسن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه ، فقال: " امسح رأس اليتيم ، وأطعم المسكين ".
من حِكم الصيام في رمضان أنّه ينبّه النّفس إلى شدّة وطأة الحرمان والحاجة على النّفوس، ويجعل نفس الصّائم تحسّ بمعاناة الجائعين والمحرومين وأهل الفاقة، لتتحرّك اليد بالعطاء، ليس ممّا فضل عن الحاجة فقط، إنّما أيضا ممّا يحتاجه الصّائم ويحبّه، يقول الحقّ -جلّ وعلا-: ﴿لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾.. وإذا كان العبد ينتظر من نفسه الأمّارة بالسّوء المُحبّة للمال أن تجود وتتبرّع من دون مجاهدة ومراغمة، فذلك لن يكون.. لا بدّ من مخالفة هوى النّفس ومقاومة نزغات الشّيطان الذي قال عنه المولى سبحانه: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاء﴾. يوم لا ينفع مال ولا بنون english. كثيرا ما ينادي أئمّة المساجد ويستجدون لمساعدة الأسر الفقيرة التي تكابد الفاقة والعوز في رمضان وفي غير رمضان، لكنّ قليلا من الأيدي تستجيب وتبذل، بينما أكثر النّاس يعتبرون أنفسهم غير معنيين بالصّدقات! يطيعون أنفسهم في شحّها وبخلها وحرصها! ويقول قائلهم: سيتصدّق الآخرون! وينسون أنّ الآخرين لن يتصدّقوا بحسناتهم على أحد، ولن يحوّلوا ما في موازينهم إلى موازين المخلّفين! ربّنا الجواد الكريم -سبحانه- قال كما في الحديث القدسيّ: "أَنْفِق يا ابن آدم أُنْفِق عليك" (رواه البخاري ومسلم)، وحبيبنا المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى أقسم على أنّ المال لا ينقص بالصّدقة؛ فلماذا نبخل عن أنفسنا بفضل ربّنا ورحمته وبركته؟ ﴿هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم﴾ (محمّد: 38).