حكم الإضطباع في العمرة للرجل سؤال متكرر بين جموع المسلمين، فالعمرة هي أحد العبادات التي يقصد بها المسلمون بيت الله الحرام في مكّة المكرمّة فيؤدون مناسكها من الإحرام والطواف والسعي والحلق قاصدين التقرّب من وجه الله سبحانه وتعالى، آملين في زيادة الأجر والثواب، وهي أحد الواجبات التي جعل فيها الله تعالى الكثير من الفضائل، فلا بدّ لكل مسلم التعرف على أركان العمرة كلّها وتفاصيل أحكامه للتمكّن من أدائها بشكل سليم، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على أحد أحكام العمرة وهو حكم الإضطباع للرجال في العمرة. تعريف الإضطباع الإضطباع هو اسم مأخوذ من الضَبْع أي العضد، وقد سمي بهذا الاسم لأنّ المعتمر يظهر أحد العضدين، وهو أحد سنن الطواف في العمرة، التي يؤديها الرجال دون النساء، وهو إخراج الرجل لردائه من تحت أبطه الأيمن وإظهار عضده ورمي الوشاح على منكبه الايسر ويبدي منكبه الأيمن أثناء الطواف وعندما ينتهي من الطواف يعود لمساواة الرداء على طرفيه، وأحد أهدافه إظهار قوة رجال المسلمين وعزيمتهم، وقد شرّع الإضطباع في طواف القدوم وطواف العمرة فقط. حكم الإضطباع في العمرة للرجل إنّ حكم الإضطباع في العمرة للرجل هو من السنن أثناء الطواف في العمرة ، فقد شرّع الإضطباع في الطواف للرجال دونًا عن النساء، كما إنّه ليس من الفرائض عند الرجال بل هو من السنن وذلك باتفاق من مذاهب الجمهور الحنفية والشافعية والحنبلية، وقد ورد أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- طاف مضطبعًا في أول قدومه عندما أدى العمرة ثم لم يُذكر بعد ذلك شيئًا، وقد أثبت صحّة هذا الكلام الحديثين التاليين: [1] الحديث الوارد عن يَعلَى بنِ أمَيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طاف مُضْطَبِعًا" [2].
ليس مِنَ السُّنَّة الصلاةُ بعد السعي، وقال بعضُ الحنفية باستحباب ركعتين بعده ( ٨) ، استنادًا إلى ما روى المطَّلِب بنُ أبي وداعة قال: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ فَرَغَ مِنْ سَعْيِهِ جَاءَ حَتَّى إِذَا حَاذَى الرُّكْنَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي حَاشِيَةِ المَطَافِ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الطَّائِفِينَ أَحَدٌ»، والحديث ضعيفٌ ( ٩) ، وعلى فرض التسليم بصحَّته فليس فيه دليلٌ على أنَّ الركعتين مِنْ سنن السعي لجواز مُطلَق النفل، فهي واقعةُ عينٍ مُحتمِلةٌ فلا دليلَ فيها. السعي لا يكون إلَّا بعد الطواف ، أي: أَنْ يتقدَّم السعيَ طوافٌ صحيحٌ لتبعية السعي له ( ١٠) ؛ ويُشترَط أَنْ يجعل سعيَه مرتَّبًا وَفْقَ السنَّة: يبدأ بالصَّفَا ويختم بالمروة ـ كما تقدَّم ـ فإِنْ بَدَأ بالمروة لم يَعْتَدَّ بذلك الشوط، فإذا وَصَل الصفا كان هذا أَوَّلَ سعيه، وأَنْ يستوعب ـ في سعيه ـ ما بين الصفا والمروة ، فإذا لم يصعد على الصفا والمروة لَزِمه أَنْ يُلصِق قَدَمَه بالابتداء والانتهاء، ولا يصحُّ أَنْ يترك ممَّا بينهما شيئًا، وأَنْ يكون السعيُ في موضع السعي ، ولا يصحُّ سعيٌ بمحاذاة المسعى، سواءٌ مِنْ داخِل المسجد أو مِنْ خارجه.
( ٣) وَرَد عن عمر وابنِه عبد الله وعبد الله بنِ مسعودٍ رضي الله عنهم، انظر: «المصنَّف» لابن أبي شيبة (٣/ ٤٢٠، ٦/ ٨٣)، و«السنن الكبرى» للبيهقي (٩٣٥١، ٩٣٥٢)، ورُوِيَ مرفوعًا، ولا يصحُّ إلَّا موقوفًا، انظر: «البدر المنير» لابن الملقِّن (٦/ ٢١٦)، «تخريج أحاديث الإحياء» للعراقي (١/ ٢٧٨)، «التلخيص الحبير» لابن حجر (٢/ ٥١٠)، «حجَّة النبيِّ صلى الله عليه وسلم» للألباني (١١٩). ( ٤) مُتَّفَقٌ عليه: أخرجه البخاريُّ في «الحجِّ» بابُ ما جاء في السعي بين الصفا والمروة (١٦٤٤)، ومسلمٌ في «الحجِّ» (١٢٦١)، مِنْ حديثِ ابنِ عمر رضي الله عنهما. ( ٥) أخرجه ابنُ ماجه في «المناسك» باب السعي بين الصفا والمروة (٢٩٨٧)، وأحمد (٢٧٢٨١)، مِنْ حديثِ أمِّ ولدٍ لشيبةَ بنِ عثمان رضي الله عنهما. والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «السلسلة الصحيحة» (٥/ ٥٦٤). ( ٦) أخرجه مسلمٌ في «الحجِّ» (١٢١٨) مِنْ حديثِ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما الطويل. ( ٧) «المغني» لابن قدامة (٣/ ٣٧٣). ( ٨) قال ابنُ الهُمام الحنفيُّ رحمه الله في «فتح القدير» (٢/ ٤٧١): «إذا فَرَغ مِنَ السعي يُستحَبُّ له أَنْ يدخل فيصلِّيَ ركعتين؛ ليكون ختمُ السعي كختم الطواف، كما ثَبَت أنَّ مبدأه بالاستلام كمبدئه عنه عليه السلام؛ ولا حاجةَ إلى هذا القياس؛ إذ فيه نصٌّ، وهو ما روى المُطَّلِب بنُ أبي وَدَاعة... ».
2016-04-15, 10:30 PM #1 متى يشرع الاضطباع والرمل ؟ السؤال: طفت طواف الإفاضة يوم العيد بعد النفرة من مزدلفة مباشرة أي قبل رمي جمرة العقبة أو الحلق ، هل في هذا الطواف اضطباع على اعتبار أني لا زلت محرماً. وفقكم الله. الجواب: الحمد لله لا يشرع الاضطباع والرمل إلا في طواف العمرة ، وطواف القدوم للمفرد والقارن. أما فيما عدا ذلك فلا يشرعان ، فطواف الإفاضة لا رمل فيه اضطباع سواء طفته وأنت محرم أم غير محرم. روى أبو داود (2001) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَرْمُلْ فِي السَّبْعِ الَّذِي أَفَاضَ فِيهِ. صححه الألباني في صحيح أبي داود. والاضطباع هو كشف المنكب الأيمن. والرمل هو مقاربة الخطا مع إسراع المشي. والاضطباع والرمل متلازمان ، فحيث شرع الرمل شرع الاضطباع ، وحيث لم يشرع الرمل لم يشرع الاضطباع. قال النووي رحمه الله في "المجموع" (8/43): وَالاضْطِبَاعُ مُلازِمٌ لِلرَّمَلِ, فَحَيْثُ اسْتَحْبَبْنَا الرَّمَلَ فَكَذَا الاضْطِبَاعُ, وَحَيْثُ لَمْ نَسْتَحِبَّهُ فَكَذَا الاضْطِبَاعُ, وَحَيْثُ جَرَى خِلافٌ جَرَى فِي الرَّمَلِ وَالاضْطِبَاعِ جَمِيعًا, وَهَذَا لا خِلافَ فِيهِ اهـ.
البحث في: أحكام الصلاة » النوافل اليومية ← → أحكام الصلاة » الصلاة وهي ركعتان كصلاة الصبح، وتجب قبلها خطبتان يلقيهما الإمام، ففي الأولى منهما يقوم ويحمد الله ويثني عليه ويوصي بتقوى الله ويقرأ سورة قصيرة من الكتاب العزيز ثُمَّ يجلس قليلاً، وفي الثانية يقوم ويحمد الله ويثني عليه ويصلّي على محمّد (صلّى الله عليه وآله) وعلى أئمة المسلمين، والأحوط استحباباً أن يضمّ إلى ذلك الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات. (مسألة 176): الأحوط لزوماً إتيان الحمد والصلاة من الخطبة باللغة العربيّة، وأمّا غيرهما من أجزائها كالثناء على الله والوصيّة بالتقوى فيجوز إتيانها بغير العربيّة أيضاً، بل الأحوط لزوماً فيما إذا كان أكثر الحضور غير عارفين باللغة العربيّة أن تكون الوصيّة بتقوى الله تعالى باللغة التي يفهمونها. مواقيت الصلاة اليوم في essen. (مسألة 177): صلاة الجمعة واجبة تخييراً، ومعنى ذلك: أن المكلّف يوم الجمعة مخيّر بين الإتيان بصلاة الجمعة على النحو الذي تتوفّر فيه شروطها الآتية وبين الإتيان بصلاة الظهر، ولكنّ الإتيان بالجمعة أفضل، فإذا أتى بها بشروطها أجزأت عن الظهر. (مسألة 178): تعتبر في صحّة صلاة الجمعة الجماعة، فلا تصحّ فرادى. (مسألة 179): يشترط في جماعة الجمعة عدد خاصّ وهو خمسة نفر أحدهم الإمام، فلا تصحّ الجمعة ما لم يكن المجتمعون خمسة نفر من المسلمين أحدهم الإمام.
مقدمة الخطبة الحمد لله الحكيم في خلقه، وأمره القوي في أخذه وقهره، شرع لعباده الشرائع لينالوا بها أعلى الدرجات، وينجوا بها من الهلاك والدركات، الحمدُ لله الذي جعلنا أفضل الأُمم، وخصنا بالكثير من المزايا، وجعل لنا يوم الجُمعة عيداً ويوماً نجتمع فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذوالفضل العظيم، والخير العميم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى الكريم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلّم تسليماً. الوصية بتقوى الله عباد الله اتقوا الله، فإن تقواه سبحانه وتعالى بها العصمة من الضلالة، والسلامة من الغواية، وهي السبيل إلى السعادة والنجاة يوم القيامة، فلنقِ الله حق تقاته، ولنلتزم بطاعته ومرضاته، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ). [١] الخطبة الأولى أيها الإخوة، سوف نتكلم معكم في هذا اليوم المُبارك عن يوم الجُمعة وصلاتها، وفضل هذا اليوم، وبعض الأحكام المُتعلقة به، اعلموا إخوتي أن الله فضّل بعض الأيام على بعض، وجعلها موسماً لفضله وإنعامه، ومتجراً لأصفيائه وأوليائه؛ ليتقربوا منه وينالوا رحمته، وإن أعظم الأيام قدراً وشرفاً وفضلاً هو يوم الجُمعة ، فقد اختاره الله -تعالى- من بين الأيام، وفضله على سائر الأزمان، واختص به أُمّة الإسلام، وهداهم إليه بعد أن ضلت اليهود والنصارى عنه.