أحوال الناس بعد رمضان: فائزون وخاسرون، فا ليت شعري من هذا الفائز فنهنيه، ومن هذا الخاسر فنعزيه. حال الفائزين: رحل رمضان ورحيله مرٌّ على الجميع، الفائزين والخاسرين، الرحيل مرٌّ على الفائزين لأنهم فقدوا أياماً ممتعة وليالٍ جميلة، نهارها صدقة وصيام، وليلها قراءة وقيام، نسيمُها الذكر والدعاء، طِيبُها الدموع والبكاء، شعروا بمرارة الفراق، فأرسلوا العبرات والآهات، كيف لا وهو شهرر الرحمات، وتكفير السيئات، وإقالة العثرات؟!
وفي حديث آخر: "يُؤتَى بأحدكم يوم القيامة، فيوقف بين يدي الله تعالى، ويدفع إليه كتابه، فلا يرى حسناته، فيقول: إلهي هذا كتابي، فإني لا أرى فيه طاعتي، فيقول له: إنّ ربّك لا يضلّ ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس، ثم يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه، فيرى فيها طاعات كثيرة، فيقول: إلهِي، ما هذا كتابي، فإني ما عملت هذه الطّاعات، فيقول: إنّ فلاناً اغتابك فدفعت حسناته إليك". القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النحل - الآية 92. وقد حذّر رسول الله (ص) من هذا السّلوك أيضاً عندما قال: "من قال: سبحان الله، غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: الحمد لله، غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: لا إله إلا الله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الله أكبر، غرس الله له بها شجرة في الجنّة". فقال رجل من قريش: يا رسول الله، إنّ شجرنا في الجنة لكثير، قال: "نعم، ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}". أيّها الأحبّة، هي مصيبة ليس بعدها مصيبة، أن يكدح المرء في الدنيا بأنواع العبادات والمستحبات، ثم يأتي يوم القيامة ليرى أنَّ أعماله قد ذهبت أدراج الرّياح، في وقتٍ لا مجال للتعويض، إلا أن يشمله سبحانه وتعالى برحمته.
المرأة التي ضُرِبَ المَثَلُ فيها قصة المثل المرأة التي ضُرِبَ المَثَلُ فيها: امرأة من مكة، تُسمَّى رَيطَة بنت عمرو بن كعب بن سعد بن تمِيم بن مُرَّة التَّميميّة؛ من بني تميم من قُريش. وسُمّيت جُعرَانَه لحماقتها، وكانت بها وَسْوَسَة، كانت وحيدة أبيها ووَرِثت عنه مال لا حَصرَ له ، مَرَّ الزَّمن ولمْ تتَزوَّج، وماتت والدتها وتركتها وحيدة. ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها. فى يوم من الأيام جاءتها خَالتهَا وَطَلبتهَا لإبنها الذي كان يَصغُرها، ولمْ تُصدِّق رَيطَة نفسها ووافقت. ولكن لمْ يَستَمرّ الزواج كثيراً، بل أخذ منها ما إستطاع من المال ثمَّ هَجَرهَا؛ وباتَت تَنتظِره كلَّ يوم على أمل العودة ولكنّه لمْ يعود. وكانت تُسمّى" خَرقاء مكّة"؛ أو" حمقاء مكّة". وروى ابن مَردَوَيه، عن ابن عَطاء؛ أنَّها شَكَت جُنونهَا إلى رسول الله_ صلى الله عليه وسلم_؛ وطلبت أنْ يَدعو لها بالمُعافَاة، فقال لها عليه الصَّلاة والسَّلام:( إنْ شِئتِ دَعوتُ، فَعافَاكِ الله تعالى، وإنْ شِئتِ صَبرتِ واحتَسبتِ، ولَكِ الجَنّة)؛ فاختارت الصَّبر والجنَّة.
المصدر | اقرأ أيضاَ: بأقل المكونات.. طريقة عمل كعك العيد السوري «أقراص الشام المميزة» بطعم يفوق الفنادق الفخمة؟
↑ المتنبي، "أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-16. ↑ المتنبي، "الخيل والليل والبيداء تعرفني" ، / ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-16.
ولا يذهب بك الظن بعيدا، فتخالهم من سواد الدهماء! وانك لتعلم أن الظلمة لا تمتزج مع النور، وأن الجهل شر الضروب العمي، وأن من عمي له قلبه لا تستقيم له المسالك، فهو يخبط خبط عشواء لا ينتهي بصاحبه إلى غاية. فلو لم يهذبهم العلم لما أدركوا معنى الجهاد، ولو لم تصقلهم المعرفة لما استيقنت قلوبهم: (أن حب الوطن من الإيمان.. الخيل والليل والبيداء تعرفني. ) فهم من أبناء الجامعات، حملوا منها رسالة العلم، ثم تقلبوا في الآفاق يؤدون هذه الرسالة وأخيرا هتف بهم الوطن فلبوا نداءه، ثم عز عليهم أن يهجروه في محنته حين هجره الكثيرون من ابنائه، وكانت العاقبة أن سقط أحدهم شهيدا ولسان حاله يردد قوله: وأهِوى يعفَّر وجهي ثراك... قريراً وذلك جهد المقلّ! وبقي الآخران مرابطين صابرين، أحدهما يجاهد بقلق، بعد أن ألقى من حوله السلاح؛ والثاني ما يزال في خطوط القتال، يبذل حشاشته، ويراوغ منيته. يدفعه أمل باسم يحمله على أن يردد في نجواه: (من طلب الموت وهبت له الحياة) اتذكر فيما مر بك أن شاعرا قتله بيت من شعره؟ انه المتنبي حين هتف به غلامه: (أتفر وأنت القائل: الخيل والليل والبيداء تعرفني... والسيف والرمح والقرطاس والقلم؟) فرد عنان جواده وقال: (بلى؛ أنا القائل)، ثم قاتل حتى قتل.. وان هذا البطل الذي أسوق إليك نباه قتلته (كذلك) أبيات من شعره!
أعدل الناس / نداء غرضهالعتاب بين ( الخصم – الحكم) طباق البيت الخامس أعيذها: أحصنها و أنزهها صائبة: صحيحة وصادقه الشحم: السمنة تحسب: تظن ورم: هو إنتفاخفي الجسم بسبب المرض - شرح البيت الخامس: هنا الشاعر يناشد سيف الدولة بأنه لا ينخدع بالمنافقينفيكون مثله كمثل الذي يرى المنفوخ فيحسبه قوي العضلات ويبين له ان الذي لا يميز بينالنور من يحبه حبا حقيقيا وبالظلام من ينافقه ويدعي حبه ، فهو يريد ان ينبه سيفالدولة لحبه في عتاب رقيق.
أما أن يكون أدبه مجرد عبارة تقال لا غاية لها ولا معنى تفصح عنه، فهو هراء تربأ بأنفسنا وبكم أن نشغل به وبعد فنحن أمة لا يزال نصيبها من الرقي ضئيلاً، وفينا عيوب خلقية واجتماعية كثيرة، ونحن أحوج إلى من يرينا الحق ويهذب نفوسنا، ويكبح جماح شهواتنا، ويرشدنا إلى طريق السعادة والخير. إن بيتاً من الشعر قد يصلح نفساً ضالة أو يرد النكس الجبان إلى الثبات والشجاعة.
فلقن طلابه دروساً في الوطنية، أضعاف دروسه في اللغة والأدب وكان له في الصحافة المحلية ميداناً لا يفتأ ينثر فيه من آيات إبداعه شتى الألوان وقد طوف في الأقطار العربية المجاورة وتعرف إلى جماعة الأدباء فيها، فأصبح بينهم علماُ يعرفه القريب والبعيد ومن من أدباء فلسطين ومتأدبيها لا يذكر القصيدة العصماء التي استقبل فيها الأمير السعودي يوم زار بيت المقدس. وكان أحد أبياتها قوله: (المسجد الأقصى) أتيت تزوره؟... أم جئته قبل الضياع تودعه؟ لقد كانت تلك القصيدة - يومذاك - حديث المجالس وطرفة الأدباء. وكأنما تكشف له فيها حجاب الغيب، فنظر من خلفه ما صارت إليه الأمور! وان لهذا الشاعر من ضروب القول ما يضيق عن سرده المجال (لو وصلت إليه يدي! )، حسبك أنه يقع في دواوين! ولا أدري ماذا فعل الله بآثاره، وأني لأعلم أنها كانت لا تزال مخطوطة كلها.. ويحضرني من غزله أبيات - له ما يفضلها - من قصيدة عنوانها (يا غادرة! ) قال فيها: روحي فقد راح الذي بيننا... كالبارح السالف ما أن يعود! روحي ولا تأسي على حالتي... وأنسي مواثيقي وخوني العهود لا تحملي من ذكرى عهد الهوى... أن الهوى صعب وحمل يؤدد! روحي فقد راح الذي بيننا إذا تلاقينا فلا تنظري... أرى وميض الغدر في ناظريك ولا تشيري لي ولا تومئي... وأحر قلباه (قصيدة) - ويكي الاقتباس. وددت تقطع كلتا يديك!
وإنه لاختيار عسير، ندر أن تجد في الناس من يتردد طويلاً في الانحياز إلى أحد شقيه أو لعلك لا تعجب أن يختار (بنو الموت) شقه الأول، فهذا هو الذي يحتمله - على علاته - منطقنا الصحيح أو السقيم لست أدري! وهل عسيتك - إن أنت وقفت حيال رجل فر من الموت - أن تستهجن ما صنع؟! وعل ذلك القياس نجد أن حب السلامة يتساوى فيه الناس جميعاً، ومن هنا يمتاز من يزهدون فيه، ويقدمون على الموت بملء اختيارهم، في سبيل غاية سامية، أو ثباتاً على مبدأ يعز عليهم أن يجاوزوا حدودهم.. وكذلك كان أصحابي الثلاثة، فقد أقدم أحدهم على الموت كما رأيت، لأنه أحب أن يقول فيفعل، وقال غيره (وهم كثيرون! ) أبلغ من قوله، ولكنهم آثروا العافية، وهتف بهم (حب السلامة) فخفوا إليه راغبين مسرعين، كأنما أرهف مسمعهم لندائه شاعريتهم المبدعة، فسمعوه قبل أن يسمعه أحد سواهم. وسرعان ما انتشروا بين القاهرة وبغداد (ومنهم من جاز البحر إلى قبرص)، وجعلوا من هناك يحرضون الناس على القتال! مجلة الرسالة/العدد 560/الأدب والأخلاق - ويكي مصدر. ولكن ذلك الأديب المجاهد ثبت لا يبرح مكانه متجاهلاً (سلامته)، فبذل حياته ثمن ذلك التجاهل، وإنه لثمن لا يملك صاحبه أعز منه. يلجئون وقد فعل رفيقاه مثلما فعله، إلا أنه لكل أجل كتاب!
وأحر قلباه هي قصيدة كتبها أبو الطيب المتنبي أدخل فيها أغراض المدح والذم والمفاخرة والهجاء ، وكانت في مدح سيف الدولة الحمداني ومحبيه وذمت أعدائه وكارهيه وتفاخر فيها بنفسه وأدبه وشعره وهجا فيها المعادين له.