تفسير آية فانكحوا ما طاب لكم من النساء يقول الله تعالى في سورة النساء: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا} [١] ، وفي تفسير هذه الآية الكريمة أنّ الله سبحانه وتُعالى شرع للمُسلم أن يتزوّج من اليتيمة إذا كانت عنده بشرط منحها حقوقها الشرعيّة في الزواج كاملةً وموافقتها عليه، فيُعطيها المهر كاملًا ولا يُنقصه لأنّها يتيمة عنده.
حديث آخر في ذلك: قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، رحمه الله ، في مسنده: أخبرني من سمع ابن أبي الزناد يقول: أخبرني عبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن عن عوف بن الحارث ، عن نوفل بن معاوية الديلي ، رضي الله عنه ، قال: أسلمت وعندي خمس نسوة ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اختر أربعا أيتهن شئت ، وفارق الأخرى " ، فعمدت إلى أقدمهن صحبة عجوز عاقر معي منذ ستين سنة ، فطلقتها. فهذه كلها شواهد بصحة ما تقدم من حديث غيلان كما قاله الحافظ أبو بكر البيهقي ، رحمه الله. وقوله: ( فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) أي: فإن خشيتم من تعداد النساء ألا تعدلوا بينهن ، كما قال تعالى: ( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) [ النساء: 129] فمن خاف من ذلك فيقتصر على واحدة ، أو على الجواري السراري ، فإنه لا يجب قسم بينهن ، ولكن يستحب ، فمن فعل فحسن ، ومن لا فلا حرج. وقوله: ( ذلك أدنى ألا تعولوا) قال بعضهم: [ أي] أدنى ألا تكثر عائلتكم. قاله زيد بن أسلم وسفيان بن عيينة والشافعي ، رحمهم الله ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ( وإن خفتم عيلة) أي فقرا ( فسوف يغنيكم الله من فضله) [ التوبة: 28] وقال الشاعر فما يدري الفقير متى غناه وما يدري الغني متى يعيل وتقول العرب: عال الرجل يعيل عيلة ، إذا افتقر ولكن في هذا التفسير هاهنا نظر; فإنه كما يخشى كثرة العائلة من تعداد الحرائر ، كذلك يخشى من تعداد السراري أيضا.
واستدلوا لهذا التوجيه في الآية، بسبب نزولها، وهو ما روته عائشة رضي الله عنها ، قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: اللهم إن هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك، ولا أملك) يعني القلب، رواه أبو داود و أحمد وإسناد الحديث صحيح، كما قال ابن كثير. بل كان صلى الله عليه وسلم يشدد على نفسه في رعاية التسوية بينهن، تطييبًا لقلوبهن، ويقول: { اللهم هذه قدرتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) لإيثاره عائشة رضي الله عنها ، دون أن يظهر ذلك في شيء من فعله. وكان في مرضه الذي توفي فيه يُطاف به محمولاً على بيوت أزواجه، إلى أن استأذنهنَّ أن يقيم في بيت عائشة، فأذنَّ له. وعن قتادة، قال: ذُكر لنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول: اللهم! أما قلبي فلا أملك، وأما سوى ذلك، فأرجو. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} يعني: في الحب والجماع. ثم لما كانت الأمور القلبية وما في معناها خارجة عن قدرة الإنسان، توجَّه الأمر إلى ما هو داخل ضمن قدرته وفي مجال استطاعته، فقال تعالى: { فلا تميلوا كل الميل} أي: إذا مالت قلوبكم إلى واحدة دون غيرها، وهذا أمر لا مؤاخذة عليكم به، فلا يمنعكم ذلك من فعل ما كان في وسعكم، من التسوية في القَسم والنفقة، وعدم الإساءة إليهن، ماديًا ومعنويًا.
الصدقة سبب في تكفير الذنوب والخطايا ودخول الجنة تعتبر الصدقة واحدة من الأعمال الصالحة العظيمة التي أوصانا بها الله سبحانه وتعالى ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. فالصدقة تقرب العبد من ربه، وتساعد على تكفير الكثير من الذنوب والخطايا. فالصدقة باب من أبواب التوبة إلى الله. وذلك في قول الله تعالى: {وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}. ايات قرانية عن الصدقة وتعرف على الأيات المختلفة التى تدل على منح الصدقة للأخرين. من سورة الأحزاب، كما ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن الرسول صلى الله عليه وسلم التي تشير إلى فضل الصدقة وأن الصدقة سبب من أسباب تكفير الذنوب. وذلك في قول رسول الله: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار). شاهد أيضا: فضل حفظ سورة البقرة وفي الختام نكون قد ذكرنا لكم آيات قرآنية صدقة جارية وبعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على فضل الصدقة. وذلك لأن الصدقة من أولى الأعمال التي تقرب العبد من ربه، وتساعد على زيادة الرزق، والصدقة الجارية خير الأمور في الدنيا، فهي الصدقة التي تظل مع العبد حتى بعد الممات وتزيد من ميزان حسناته إلى يوم القيامة.
آية الكتاب المقدس اليومية مَنْ يَغْلِبُ فَذَلِكَ سَيَلْبَسُ ثِيَابًا بِيضًا، وَلَنْ أَمْحُوَ ٱسْمَهُ مِنْ سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ، وَسَأَعْتَرِفُ بِٱسْمِهِ أَمَامَ أَبِي وَأَمَامَ مَلَائِكَتِهِ.
[10] قال تعالى: ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21). [11] المراجع ↑ " أمثلة للصدقة الجارية عن الميت "، " إسلام ويب" اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2021، بتصرّف. ↑ كتاب " تحفة المودود بفضل الصدقة والجود "، عبد الرحمن بن عبد العزيز الدهامي، بتصرّف. ايات قران عن الصدقه. ↑ القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية رقم: 177 ↑ القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية رقم: 215 ↑ القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية رقم: 245 ↑ القرآن الكريم، سورة البقرة، الآية رقم: 254 ↑ القرآن الكريم، سورة آل عمران، الآية رقم: 92 ↑ القرآن الكريم، سورة محمد، الآية رقم: 36-38 ↑ القرآن الكريم، سورة الحشر، الآية رقم: 7-8 ↑ القرآن الكريم، سورة المنافقون، الآية رقم: 9-11 ↑ القرآن الكريم، سورة الليل، الآية رقم: 17-21 ↑ " آيات القرآن التي تتكلم عن: الصدقة – الإنفاق في سبيل الله "، "" اطّلع عليه بتاريخ 03-05-2021، بتصرّف.