قالوا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن منصور، بهذا الإسناد، الحديث عن النبي ﷺ. مجردا عن سائر القصة. من ذكر أم يعقوب. 3 م – (2125) وحدثنا شيبان بن فروخ. حدثنا جرير (يعني ابن حازم). حدثنا الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، عن النبي ﷺ. بنحو حديثهم. 121 – (2126) وحدثني الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن رافع. قالا: أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: زجر النبي ﷺ أن تصل المرأة برأسها شيئا. 122 – (2127) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب، عن حميد بن عبدالرحمن بن عوف؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، عام حج، وهو على المنبر، وتناول قصة من شعر كانت في يد حرسي. يقول: يا أهل المدينة! أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله ﷺ ينهى عن مثل هذه. ويقول (إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم). (2127) – حدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس. أرشيف الإسلام - شرح وتخريج حديث ( لعن الله الواصلة والموصولة ... ) من صحيح البخاري. ح وحدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر. كلهم عن الزهري. بمثل حديث مالك. غير أن في حديث معمر (إنما عذب بنو إسرائيل). 123 – (2127) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة.
حديث (لعن الله الواصلة والمستوصلة.. ) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيِّسًا أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا أَفَأَصِلُهُ فَقَالَ: «لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ ». (1) السائلة: امرأة من الأنصار لم أقف عليها ، قال الشيخ أبو ذر أحمد ابن أبي الوفا: لا أعرفها (2). غريب الحديث: عُرَيِّسًا: العين والراء والسِّين أصل واحد صحيح ، وهو الملازمة (3). والعَرُوسُ: نعت يستوي فيه الرجل والمرأة ما داما في أعراسهما ، يقال: رجل عروس ، وامرأة عروس ، وهو أول الابتناء بها ، ونساء عَرَائِس ، وتصغيرها: عُرَيِّس، اسم مؤنث ولم تلحقه تاء التأنيث (4). تمرَّق: الميم والراء والقاف أصل صحيح يدلُ على خروج شيءٍ من شيء (5). شرح حديث لعن الله الواصلة و المستوصلة - العلامة صالح الفوزان حفظه الله - YouTube. يقال: مَرَق شعرها وتمرَّق وامَّرق إذا انتشر وتساقط من مرضٍ أو غيره. وتمرَّق وتمرّط بمعنىً وكذلك تمعّط أي انتتف، وتمزق قريب من المعنى وهو خروج الشعر من أصله وإن كان لا يستعمل في الشعر حال المرض (6). الوَاصِلَة: الواو والصاد واللام أصل واحد يدلُّ على ضمِّ شيءٍ إلى شئٍ حتى يَعْلَقَهُ.
والأحاديث في ذلك كثيرة. ومعنى الوصل ، فكما قال الإمام النووي في شرحه على مسلم:(وَأَمَّا الْوَاصِلَةُ فَهِيَ الَّتِي تَصِلُ شَعْرَ الْمَرْأَةِ بِشَعْرٍ آخَرَ ، وَالْمُسْتَوْصِلَةُ الَّتِي تَطْلُبُ مَنْ يَفْعَلُ بِهَا ذَلِكَ ، وَيُقَالُ لَهَا: مَوْصُولَةٌ. وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ صَرِيحَةٌ فِي تَحْرِيمِ الْوَصْلِ ، وَلَعْنِ الْوَاصِلَةِ وَالْمُسْتَوْصِلَةِ مُطْلَقًا ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ الْمُخْتَارُ ، وَقَدْ فَصَّلَهُ أَصْحَابُنَا فَقَالُوا: إِنْ وَصَلَتْ شَعْرَهَا بِشَعْرٍ آدَمِيٍّ فَهُوَ حَرَامٌ بِلَا خِلَافٍ ، سَوَاءٌ كَانَ شَعْرَ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ ، وَسَوَاءٌ شَعْرُ الْمُحَرَّمِ وَالزَّوْجِ وَغَيْرِهِمَا بِلَا خِلَافٍ لِعُمُومِ الْأَحَادِيثِ ، وَلِأَنَّهُ يَحْرُمُ الِانْتِفَاعُ بِشَعْرِ الْآدَمِيِّ وَسَائِرِ أَجْزَائِهِ لِكَرَامَتِهِ ، بَلْ يُدْفَنُ شَعْرُهُ وَظُفْرُهُ وَسَائِرُ أَجْزَائِهِ). والوصل اتفق العلماء على تحريمه من حيث الأصل ، ولكن في تفاصيل ذلك خلاف وتفاريع. والله أعلم
كان الملك المعز عزّ الدين أيبك من الذكاء بحيث إنه لم يصطدم بشجرة الدرّ ولا بزعماء المماليك البحرية في أول أمره.. بل بدأ يقوي من شأنه، ويعد عدته تدريجيًا، فبدأ يشتري المماليك الخاصة به، ويعد قوَّة مملوكية عسكرية تدين له هو شخصيًا بالولاء، وانتقى من مماليك مصر من يصلح لهذه المهمة، وكوّن ما يعرف في التاريخ «بالمماليك المعزية»[4] نسبة إليه (المعز عز الدين أيبك)، ووضع على رأس هذه المجموعة أبرز رجاله، وأقوى فرسانه، وأعظم أمرائه مطلقًا وهو «سيف الدين قطز»[5]. وكان هذا هو أول ظهور تاريخي للبطل الإسلامي الشهير: سيف الدين قطز، فكان يشغل مركز قائد مجموعة المماليك الخاصة بالملك المعز عز الدين أيبك.. وسيأتي إن شاء الله حديث قريب عن قطز وعن أصله. ومع أن الملك المعز عزّ الدين أيبك نفسه من المماليك البحرية فإنه بدأ يحدث بينه وبينهم نفور شديد.. أما هو فيعلم مدى قوتهم وارتباطهم بكلمة زوجته شجرة الدرّ التي لا تريد أن تعامله كملك بل «كصورة ملك».. وأما هم فلا شك أن عوامل شتى من الغيرة والحسد كانت تغلي في قلوبهم على هذا المملوك صاحب الكفاءات المحدودة في نظرهم الذي يجلس الآن على عرش مصر، ويُلقب بالملك.. من أيبك إلى قطز.. حزم بعد نزاع –التاريخ الإسلامي– قصة دولة المماليك| قصة الإسلام. أما هم فيلقبون بالمماليك.. وشتان!
«شجرة الدر» تحترق! عز الدين أيبك.. الملك المعز–التاريخ الإسلامي– قصة دولة المماليك| قصة الإسلام. : مرت السنوات، والملك المعز عزّ الدين أيبك مستقر في عرشه، وقد أصبح قائده سيف الدين قطز قائدًا بارزًا معروفًا عند الخاصة والعامة، واختفي تقريبًا دور الزوجة الملكة القديمة شجرة الدر، وهذا كله ولاشك جعل الحقد يغلي في قلب شجرة الدر، ولا شك أن عزّ الدين أيبك كان يبادلها الشعور بالكراهية، فهو يعلم أنها ما تزوجته إلا لتحكم مصر من خلاله، ولكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن! وجاءت سنة 655 هجرية وقد مرت 7 سنوات كاملة على حكم الملك المعز عز الدين أيبك، وأراد الملك المعز أن يثبت أقدامه على العرش بصورة أكبر، بل وتزايدت أطماعه جدًّا في المناطق المجاورة له في فلسطين والشام، ولم تكن له طاقة على تنفيذ أحلامه بمفرده، فأراد أن يقيم حلفًا مع أحد الأمراء الكبار في المنطقة ليساعده على ذلك، ولما كانت الخيانة في العهود أمرًا طبيعيًا في تلك الآونة، فإنه أراد أن يوثق الحلف برباط غليظ وهو...... الزواج! اختار الملك المعز عزّ الدين أيبك بنت حاكم الموصل الأمير الخائن «بدر الدين لؤلؤ»[3]، الذي كان له تعاونًا مقززًا مع التتار وكان سببًا في سقوط بغداد.
[3] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي 7/27. [4] المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك 1/403. [5] العبادي: قيام دولة المماليك الأولى ص140. [6] المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك 1/494. [7] ابن كثير: البداية والنهاية 13/249. [8] انظر سيرته عند الذهبي: العبر في خبر من غبر 3/291، وابن تغري بردي: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 7/85. [9] محمود شاكر: التاريخ الإسلامي 7/27. [10] المقريزي: السلوك لمعرفة دول الملوك 1/508.
ولما استجمع عسكر الشام فلوله مجدداً بعث إليهم أيبك بالفارس أقطاي فقاتلهم وهزمهم واستولى على الساحل حتى نابلس. وظلت الحرب سجالاً بين العسكرين نحو سنتين إلى أن استقر الصلح بين الملك المعز والملك الناصر بتوسط الخليفة المستعصم بالله سنة 651هـ على أن يكون لأيبك ديار مصر وغزة والقدس ويكون مابقي من الديار الشامية للملك الناصر، والحدّ مابينهما «بئر القاضي» بين الورَّادة والعريش. وأفرج أيبك عمن كان بأسره من أمراء الأيوبيين. ولما ثار العربان في صعيد مصر وجه إليهم أيبك حملة بقيادة أقطاي فأدبهم وشعر أيبك بأن أقطاي يزداد سلطاناً يوماً بعد يوم وأن المماليك البحرية التي انحازت إليه تعيث فساداً من دون رادع، وأن أقطاي يدبر أمر الاستيلاء على السلطة، ولاسيما بعد أن خطب لنفسه ابنة الملك المظفر الأيوبي صاحب حماة. فعزم الملك المعز على الفتك ب أقطاي ورتب له جماعة بالقلعة قتلته ورمت برأسه إلى أعوانه فخافوا وتفرقوا في البلاد وفيهم بيبرس البندقداري وبلبان الرشيدي وسنقر الأشقر وقلاوون وكثيرون غيرهم، ولوحق من بقي منهم في مصر فقتل أو سجن وصودرت أملاكهم. شجع أيبكَ نجاحُه في القضاء على أقطاي وأتباعه فأقدم على خلع شريكه الملك الأشرف من السلطنة ونفاه، واستقل بالملك تماماً.