عندما تعمل في مطعم أو مقهى، وكذلك سائقا لتاكسي، تقابل كل أنواع البشر في يوم واحد، وتتعرض لكل المواقف التي قد لا تتوقعها. في المطعم، تلتقي الزبون الذي يعاملك باعتبارك خادما، لأنه سيدفع لك البقشيش بعد أن يغسل يديه، وهو لا يعلم أنك تبادله الاحتقار باحتقار أشد. لكن تقابل أيضا أنواعا من البشر يؤثرون في سلوكك طوال حياتك. تفرض تلك المهنة عليك أن تكون مهذبا، لأن "الزبون دائما على حق". شط اسكندرية مطعم الطازج. ولم يكن مفهومي للتهذيب دقيقا وقتها. كنت أكثر من ترديد كلمة "آسف" باعتبارها تعبيرا عن التهذيب، إلى أن نادتني زبونة أتذكر ملامحها إلى الآن، وفاجأتني بقولها: "لماذا تكثر من ترديد عبارات الأسف؟ لا تعتذر عن أشياء لم تفعلها أبدا". كانت تحدثني بحدة صدمتني، وبحزم كأم تحاول أن تربي ابنها. ابتسمت لي برقة، وهي تغادر المطعم، فقررت أن أحتفظ بابتسامتها إلى الأبد، وتمنيت كلما زرت الإسكندرية لو أنني أقابلها مصادفة، لأعبر لها عن شكري وامتناني لهذا الدرس العظيم، الذي علمني ألا أقول ما لا أعني. تقابل أشخاصا في حياتك يعنون لك الكثير، ويتركون أثرا يصعب محوه في شخصيتك. لا يهم الوقت الذي تعرفه فيهم، ولا المكان الذي التقيتهم فيه، لأن زمنهم ومكانهم ينموان داخلك، ولأنهم يتحولون إلى جزء من تكوين شخصيتك، ومن سلوكك وثقافتك.
شط إسكندرية دعونا نتقيد في البداية بقواعد المرور وعدم عبور الشارع إلا عبر الأنفاق أو إشارة المرور. المشي على الكورنيش بعد السادسة له طعم آخر، الشمس يبقى منها ضوء خافت ما يجعل الجو لطيفاً، يمكنكم شراء حمص وذرة مشوية على الحطب أو الفحم وأكل فريسكا والحلابسة. إذا رغبتم بالجلوس أمام شط إسكندرية، فالشواطئ الشعبية مفتوحة بأسعار من 7. 5 إلى 10 جنيهات (أقل من دولار) للدخول مع كرسي ومظلة. ويمكنكم شراء أكل ومشروبات أثناء الجلوس على الرمال والاستمتاع برؤية البحر. حتى الآن لم ينته يومنا، يمكن الذهاب إلى مطعم Jars & Jazz أمام شاطئ استانلي، لقضاء ليلة موسيقية مع الرقص برفقة الأحبة والأصدقاء على أنغام كلاسيكية أو الجاز، كل هذا وأنتم تشاهدون البحر. شط اسكندرية مطعم بالبكيرية بعد رصد. اليوم الأول مضى سريعاً، لكن لا بأس، نذهب سريعا للفطور في مطعم Lo2met 3eish في منطقة كفر عبده شرق الإسكندرية، وتستعيدوا نشاطكم ليوم طويل بطعام صحي وطازج، سيتاح لكم اختيار العجينة المكوّنة للسندوتش مروراً بنسب الأطعمة فيه. حان وقت رفع معدل الكافيين في الدم. بمجرد دخول البن البرازيلي تأخذكم رائحة طحن حبيبات البن إلى عالم آخر، انتظروا قليلاً حتى تعد القهوة وخلالها ستشاهدون كلمات وعبارات على الحائط تبعث الراحة والأمل داخل الروح، وبمجرد نزول كوب القهوة باختلاف أنواعها سترون كيف يزيد انتباهكم.
شوارع وأماكن ذات طابع يوناني، ومبانٍ ذات تصميم إيطالي وفرنسي، وأسماء غالبيتها غير عربية، هذه كلها مجتمعةً تجعلكم تظنون أنكم إما في عاصمة أوروبية، أو أنكم عدتم إلى تسعينيات القرن الماضي. هنا الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط التي تغزلت فيروز بجمالها، تأخذكم رائحة يود البحر إلى عالم آخر في الصباح والمساء. بالرغم من إنشاء منتجعات خاصة على ساحل البحر الأبيض المتوسط للاستحواذ على المصطافين وزوار البحر، فإن الإسكندرية لا تزال العشق الأبدي للمحبين. لا تفوتوا التقاط صور في كل مكان للذكرى، خلال زيارة قلعة قايتباي ومكتبة الإسكندرية ومسجد المرسي أبوالعباس، ودعونا نذهب لبرنامج لـ48 ساعة غير تقليدية من العشق في الإسكندرية. يمكنكم الذهاب إلى فندق لو متروبول في محطة الرمل، الذي صممه المعماري الإيطالي كورادو بيرجولسي على الطراز الفلورنسي المنتشر في بقية قصور الإسكندرية. على شط اسكندرية – مدونة رفاق. الفندق مكوّن من أربعة طوابق وتطل عليكم في الصباح نسائم هواء محملة برائحة البحر، مع ضوء الشمس الخافت، أمام تمثال سعد زغلول ثم البحر مباشرة. ميزة المتروبول أنكم ستكونون وسط العاصمة الثانية لمصر، يمكنكم الانتقال إلى جميع الأماكن بسهولة.
يُمسكن بيدي ويُربتن عليها "البقاء لله.. شدي حيلك". يسلمون ويمضون وتأتي أخريات، يكررن الأمر في رتابة مستفزة، لماذا علي أن أمضي اليوم هكذا؟ تُشفق عليا أخريات يأخذنني في أحضانهن، وأرتمي أنا من حضن إلى آخر ولا أعلم من تحضنني أو ماذا تقول، قد طار عني عقلي ولا أعي شيئا مما يدور حولي. كل ما أذكره "اجمدي كدة عشان ماما.. خليكي قوية واجمدوا وقوا بعض وشدوا من أزر بعض.. متعيطيش.. متزعليش.. كلام عن الفقد - ووردز. ادعيله واقريله قرآن وتصدقي عنه و.. و.. ". في البداية، ضاقتني كلماتهم كثيرا، كيف لا يسمح لي بالحزن في يوم كهذا؟، كيف يمنعوني من حقي في الحزن؟ إنه من حق كل إنسان منا أن يحزن، ويأخذ كامل وقته في هذا، ويعيش ذلك الوقت بكامل ألمه وقسوته. لماذا؟ لأن هذه الأوقات هي ما تصنعنا، وتجعلنا ما نحن عليه. لم أكن أود أن أقضي يوم كهذا في استقبال سيدات، لا أعرفهن ولست في مزاج يسمح لي بالتعرف عليهن. لا أرى طائلا من الجلوس لاستقبال عشرات الأشخاص طوال اليوم؛ حتى نجلس سويا في صمت مدقع لا ينفع الفقيد ولا ينفع أهله في شيء. بالطبع أحترم مجيء الجميع من الأقارب والمعارف، الذين لم يتأخروا عنا في شيء، ووقفوا بجانبنا طوال أيام العزاء، ولن أنسى لهم ذلك.
روى الدكتور إسكندر هوساوي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، تجربة الفقد بسبب فيروس كورونا وكيف فقد أمه وأخته اللتين راحتا ضحية الفيروس، ونجاة قريبه بسبب أخذ اللقاح. يجرح الفقد قلبي … – عن ـها. ويقول "هوساوي" وهو عميد كلية الهندسة بالليث -جامعة أم القرى- في فيديو بثّته جامعة أم القرى، وهو يحكي تجربة الفقد بسبب كورونا، وكيف تعلم الدرس بالطريقة الصعبة: أنا فقدت والدتي وأختي بسبب إصابتهما بكورونا، وتعلمنا من كورونا الدرس بالطريقة الصعبة، وقصتنا مع كورونا كعائلة قصة فيها شيء من الحزن؛ الاثنتان دخلتا العناية المركزة في اليوم نفسه؛ فالوالدة مكثت ٦ أيام في العناية المركّزة وتوفيت؛ وأختي مكثت في العناية ٣ أشهر ثم توفيت. وأضاف: كنت أتمنى أسوي أي شيء مقابل ترجع والدتي بالسلامة، وكذلك الحال مع أختي، ولكن الأعمار بيد الله. وتابع في حديثه: هناك أسباب وهي أخذ اللقاح وأحد أقاربي من قبل كورونا رئته ضعيفة وعنده مشكلات في الرئة وأخذ اللقاح جرعتين، وأصبح محصناً ثم أُصيب بكورونا، وهنا ثبت كلام وزارة الصحة الصحيح مرّت عليه كورونا ولم يتأثر رغم ضعف رئته، فلولا الله، ثم أخذ اللقاح لكان هذا الشخص في عِداد الموتى. وأشار إلى أن هناك أشخاصاً يظنون أنه بعد أخذ اللقاح لا يمرض ولا يصاب، بينما الوزارة لم تقل هذا؛ حيث وضّحت بأنه ستكون الأعراض خفيفة.
لأنّ تلك الشوكة التي تريد وضعَها في حلقهم ستظلُّ عالقةً في حَلقك أيضا، وستعكّر أيّامك كلّما عصفتِ رياح الذّكريات… كُن باردا تكن بخير، فالخذلان سيجعلك قويا لدرجة أنّك لن ترفع درجة توقّعاتك بأحد، ليست سوداويّة ولكن استغناء عن العباد بربّ العباد.
حينها يمكننا التوصل إلى تسوية معها ترضي جميع الأطراف، ويخرج الجميع منها فائزين؛ فالهرب لن يفعل شيئا سوى المماطلة، ولن يزيد نفوسنا المرهقة إلا إنهاكا بالمزيد من التراكمات والأعباء النفسية. وعما سنفوز به، فإلى جانب أجر الصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله، سنفوز بالقوة.. أجل القوة! فتلك الشدائد والصعاب، التي لن تقتلنا ستجعلنا أقوى. الندوب التي تخلفها في أرواحنا ستشكل حصنا مناعيا، يكون عونا لنا على مقاومة المصاعب القادمة. إنها سنة الحياة على أية حال.. شئنا أم أبينا. " كنت أرغب كثيرا في الجلوس وحدي، أتذكر والدي ولحظاتنا الأخيرة معا. أستعيد كل لحظاتنا السعيدة والمريرة، أبقي عليه حيا في قلبي، وأتعهده بالدعاء بالرحمة والمغفرة " يوم وفاة والدي بكيت كما لم أبكِ من قبل، قضيت اليوم كامله أبكي في صمت حتى ظننت أن روحي كادت تفارقني. تملكني وجع شديد بدأته غصة في القلب تعصره عصرا، وتطلق الألم كطلقات الرصاص في جميع أجزاء جسمي. كان الوجع مريرا وكانت الصدمة شديدة، وكانت روحي تختنق وعيناني تمطران الدموع كالسيل ينهمر. قلبي يئن ويسيل حزنا وأسى وقهرا، وعقلي غير قادر على الاستيعاب. الوقت يمر ولا أكاد أشعر بأي شيء يدور من حولي، كنت ملقاة كجثة هامدة واجمة، تمر علي النساء اللاتي أتين لتقديم واجب العزاء.