- أمك التي حملتك في أحشائها وهنا على وهن، حملتك كرها ووضعتك كرها، ولا يزيدها نموك إلا ضعفاً وثقلاً، غذتك بصحتها، تجوع هي لتشبع أنت، وتسهر لتنام أنت، كم أماطت عنك الأذى ولم تضق بك ذرعاً. هي أم الصبر ، وحبل الشوق، وعنوان التضحية، ورمز الحنين، ومرفأ السلوى والشكوى. - وأبوك يكد لك ويسعى، ويجوب الفيافي والقفار، ويتحمل الأخطار بحثاً عن لقمة العيش لك، ويدفع عنك صنوف الأذى، ويتعهدك بالحنان، والتربية. - أنت محل تفكيره، وبك غالب همومه، هو الخادم المجهول، والمكافح المغمور. هذان الأبوان هم اللذان قال الله فيهما: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)[ النساء: 36]. وأمرنا الله - عز وجل - بالشكر لهما: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ)[لقمان: 14]. بل أمر بمصاحبتهما في الدنيا معروفا وإن كانا كافرين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا)[لقمان: 15]. حقوق الوالدين.. 6 من الحقوق عليك القيام بها لتنال رضا الله. فظل برهما. بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ليستأذنه في الجهاد فقال: ((أحيٌ والداك؟)) قال: نعم، قال: ((ففيهما فجاهد))[متفق عليه].
فجاء الأمر بالإحسان إليهما والنهي عن عقوقهما ولو بجرح مشاعرهما بكلمة "أُفٍّ" كعلامة على الضجر منهما، كما أن الله سبحانه لم يمدح الذُّلَّ ولم يَقْبَلْ من عباده أن يقع منهم على بعض إلاَّ في مقام الوالدين؛ فقال تعالى كما جاء في الآية الأخيرة السابقة: {وَاخْفِضْ لَـهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}. على أن أعظم البِرِّ يكون في حال بلوغ الوالدين الكِبَرَ أحدهما أو كلاهما، وهو حال الضعف البدني والعقلي، الذي ربما يُؤَدِّي إلى العجز؛ فأمر الله عز وجل بأن نَقُولَ لهما قولاً كريمًا، ونخاطبهما مخاطبة لَيِّنَة؛ رحمة بهما، وإحسانًا إليهما، مع الدعاء لهما بالرحمة كما رحمانا في الصِّغَرِ وقت الضعف، ثم الإكثار من إسماعهما عبارات الشكر، الذي قرنه الله بشكره سبحانه؛ حيث قال: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْـمَصِيرُ} [لقمان: 14]. وبِرُّ الوالدين من أعظم أبواب الخير، وقد جاء ذلك في الحديث الذي سأل فيه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا".
التواضع في التعامل معهما ومع ذويهما ومعاملتهما بالرفق واللين ومراعاة فارق السن، وتفضيلهما علي انفسهم في كافة النواحي، وعدم مقاطعتهما خلال الحديث والمشي خلفهما باحترام وهوادة، والرفع من مكانتهما وتقديرهما قدر المستطاع. الحرص علي عدم ازعاجهم او اثارة قلقهم او اتيان اي فعل يسبب لهم الضيق والحزن. عند خطابهما يجب الحرص علي استخدام عذب الكلام وعدم التلفظ باشياء لا تليق بمكانتهما. الاحسان إليهما خاصة في مرحلة الشيخوخة حيث أنه في هذه المرحلة يمكن أن يصبح الانسان طفلاً كثير التطلب والاحتياجات ويجب عدم اظهار الاستياء من كثرة مطالبهما. يجب علي الابناء الحرص علي الدعاء للوالدين فهو عمل خير يجزي به الانسان، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، ويجب قول الصدق لهما دون تزويغ الحقيقة، مع عدم مجادلتهما فيما يقولان. وذلك لانها تتحمل مشقة التعب والحمل والولادة والسرعة علي تربية الابناء ورعايتهم علي حساب صحتها وحياتها، وبر الوالدة يكون في الاحسان اليها وصلة رحمها وطاعتها، حيث اوصانا رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلك، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- فقال: "جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك".
التكبر يعني التكبر الاستعلاء في التعامل مع الآخرين وافتقار التواضع معهم، كما أنه من سمات المتكبر أنه يقلل من شأن الآخرين ويحتقرهم ويعظم نفسه أمامهم. خاتمة بحث عن النفاق. الكبر من بين أسباب الحرمان من دخول الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه:"لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ قالَ رَجُلٌ: إنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أنْ يَكونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا ونَعْلُهُ حَسَنَةً، قالَ: إنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ، الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ". التشاؤم يندرج التطير أو التشاؤم ضمن أشكال الشرك الأصغر بالله، وذلك لأنه يتم الاعتقاد بأن أمرًا ما سببًا في حدوث سيء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التطير في حديثه:"مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ، قالوا: يا رسولَ الله وما كفارَةُ ذلِكَ؟ قال: يقولُ: اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ، ولَا إلهَ غيرُكَ". النفاق يشير مفهوم النفاق إلى أن ظاهر النفس يكون معاكسًا لما في الباطن والمنافقين من بين أهل النار لقوله تعالى ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا).
النفاق الاجتماعي في زماننا هو التلون في العلاقات، وعدم الوضوح في المواقف والمبادئ والأحاديث لغرض الإفساد أو الانتفاع الشخصي. النّفاق من أثافي الذّل. النفاق في الحب أكثر أنواع النفاق شيوعاً، والمنافقون باسم الحب ما أكثرهم. النّفاق مبنيّ على المين. ما أقبح بالإنسان باطناً عليلاً وظاهراً جميلاً. أنا منافق إذا أنا موجود، هذا حالهم اليوم وغداً وربما بعد الغد، ولكن مهما ارتفعوا للقمة سيبقون في ظلمات الأنفاق، سيظلون تحت الأرض كالأفاعي تستبيح النور فقط لمداهمة فريستها. المنافق لسانه يسرّ وقلبه يضرّ. المنافق قوله جميل وفعله الدّاء الدّخيل. بحث عن النفاق الاجتماعي. أيها المنافق ستظل موجود، ولكنك ستظل أيضاً أحقر من في الوجود. المنافق وقح غبيّ متملّق شقيّ. المنافق لنفسه مداهن وعلى النّاس طاعن. أظهر النّاس نفاقاً من أمر بالطّاعة ولم يعمل بها، ونهى عن المعصية ولم ينته عنها. شعر شعبي عن النفاق ماذا يفعل ذو مروءة، بين أهل الخداع في أرض النفاق. إن النفاق وهو زيف أخلاقي، يبرهن على قيمة الأخلاق الصحيحة. إن من النفاق ما هو أصعب احتمالاً على أصحابه من الصراحة. أولم يجعل الإسلام إخلاف الوعد من علامات النفاق. إذا كان قانون الفيزياء يقول أن الضغط يولد الانفجار، فقانون الاجتماع يقول أن الضغط يولد النفاق الاجتماعي.
وهذه الظاهرة من تكريم أو تكرير الرداءة، كانت متفشية فترة النظام السابق، وهي نوع من النفاق والتزلف من قِبل الحاشية أو المستفيدين من هذه السلطات من أجل قضاء مصالح شخصية لا أكثر ولا أقل، والابتسامات التي تنتشر في مواقع التواصل مع الشهادات المذهبة والكؤوس، تُشكّل في مجملها حالة ضحك أو قهقهة من الليبيين المغلوبين على أمرهم، وهم يرون مَن وضعوهم في قلب المعاناة والخوف يُكرمون وتُصبغ عليهم الألقاب المفخمة، وهم يعرفون أن هؤلاء المكرمين يعيثون في الأرض فساداً ويسوقون هذا الكيان ومحتواه البشري صوب الهاوية. مثلما كنا نتابع فترة النظام السابق التكريم الدائم للصوص والمختلسين من أمناء اللجان الشعبية أو غيرهم من المسؤولين، وهذا المناخ الهزلي هو ما خلق بيئة مشجعة للفساد طالما العقاب غير وارد، بل أصبح يستحق المكافأة.