وقوله: ﴿ وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ ﴾ استئنافٌ للإشارة إلى ما يتعرض له الداعية من الأذى، وما ينبغي أن يتحلَّى به في مقابلة ذلك من العدل والإحسان. تفسير الآية الكريمة :(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) |. والمعنى: وإن أردتم أذية مَن آذاكم فآذوه بمثل الأذى الذي وقع عليكم. وقوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ ﴾؛ أي: ولئن أمسكتم عن مقابلة السيئة بالسيئة، فإن هذا الخُلُق خيرٌ لكم؛ فالضمير في قوله: ﴿ لَهُوَ ﴾ راجعٌ إلى الصبر المفهوم من قوله: ﴿ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ ﴾. وقوله عز وجل: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾؛ أي: واحبِس نفسك عن الجزع عند المصائب، واحبسها على الطاعات، وامنَعْها من الوقوع في الشهوات، وليكن اعتمادُك في كل ذلك على الله وحده؛ لأنه هو وحده القادر على تمكينك مِن التخلق بهذا الخلق العظيم، فاستعِن به وتوكَّل عليه، فإن هذا الخُلُق لا يُنال إلا بمشيئة الله وإعانته، وحوله وقوته. وقوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ولا تجزَع بسبب كفر هؤلاء الكافرين وإعراضهم عنك؛ وذلك لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتألَّم كثيرًا من استمرارهم على الكفر وعنادهم لدعوة الإسلام؛ كما قال عز وجل: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 3]، وكما قال عز وجل: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾ [الكهف: 6].
ومعنى قوله عز وجل: ﴿ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ ﴾؛ أي: ولا يَضِقْ صدرك بسبب ما يجهدون به أنفسهم في عداوتك وإيصال الشر والأذى إليك، فإن الله عز وجل كافيك وناصرك ومؤيدك ومظهرك عليهم ومظفرك بهم، وهو ناصر دينه، ومُعلٍ كلمته؛ حتى تكون هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى.
قال أبو حيان (قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) لما فهم موسى -عليه السلام- عنهم أن تلك المقالة التي صدرت عنهم إنما هي لاعتقادهم فيها أنه أخبر عن الله بما لم يأمر به، استعاذ بالله وهو الذي أخبر عنه، أن يكون من الجاهلين بالله، فيخبر عنه بأمر لم يأمر به تعالى، إذ الإخبار عن الله تعالى بما لم يخبر به الله إنما يكون ذلك من الجهل بالله تعالى. • وفي الآية دليل على أن الذي يستهزئ بالناس جاهل سفيه. (قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ) أي ما سنها.
الغَرَض الذي سِيقَتْ له: الإرشاد إلى الطريق الرشيدة في دعوة العباد إلى الله عز وجل وسلوك أحسن الطرق في معاملتهم. ومناسبتها لما قبلها: أنه لما أمره باتباع ملة إبراهيم الحنيفية، أمره أن يدعو إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يعامل الناس بخُلُق حَسَن. وقوله: ﴿ ادْعُ ﴾؛ أي: أرشد، والمفعول محذوف للعموم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الناس كافة. وقولُه: ﴿ سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾ يعني الملة الحنيفية السمحة، و( الحكمة) الطريقة السديدة الرشيدة الموافقة للكتاب والسنة، مع اتباع اللين في مواطن اللين، والحزم في مواطن الحزم. ﴿ وَالْمَوْعِظَةِ ﴾ العبرة النافعة الجميلة. ومعنى ﴿ وَجَادِلْهُمْ ﴾: ناظِرهم وخاصِمهم، ودافع عن دينك. ومعنى ﴿ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾؛ أي: بالطريقة التي هي أحسن. ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة. فمرجع الضمير في قوله: ﴿ هِيَ ﴾ إلى الطريقة المفهومة من السياق، وحُسنُها أن تكون برفق ولطف ولين، وأن ينظر إلى حال المدعوين، فيتخذ معهم ما يناسبهم ويحملهم على الطاعة. وقوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ تعليل لما قبله، وفيه ترغيب وترهيب، وقدم ذكر الضلال؛ لأن المقام في ذكر مجادلة الضالين، وعبر في جانب الضلال بالفعل وفي جانب الهدى بالاسم؛ لأن الإنسان مولود على الفطرة، فعبَّر في جانبه بما يقتضي الثبوت، أما الضلال فطارئ متجدِّد؛ ولذلك عبَّر في جانبه بالفعل، وجيء بضمير الفصل وكرَّر للتخصيص والتأكيد وخطر الوعد والوعيد.
بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، "بالحكمة" الباء للمصاحبة، دائماً تكون الدعوة مصاحبة بالحكمة، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ لمن يحتاج إلى ذلك، لمن يحتاج إلى الوعظ، لكن دائمًا سواء كانت الدعوة مع مجادل مع صاحب شبهة مع من يحتاج إلى وعظ هذا كله لابدّ أن يكون بالحكمة، أما الموعظة فهي لتطرية القلوب، فتوضع حيث دعت الحاجة إليها؛ ولهذا ما جاءت معها الباء، لم يقل: وبالموعظة الحسنة، والله تعالى أعلم. وقيَّد الموعظة بالحسنة؛ لأن الموعظة قد تكون قوية وجارحة ومؤلمة أحيانًا، فقد يقوم الإنسان يعظ لكن بطريقة يجرح فيها الموجودين، بأي طريقة من الطرق، يعني بعض الناس مثلًا قد يعظ وأثناء الموعظة أو أثناء الخطبة يوجه الكلام المؤلم لهم، يقول: أنتم إذا كنتم على كذا سيحصل لكم كذا، لا يوجه الكلام يقول: يا إخواني نحن بحاجة إلى ألطاف الله، نحن بحاجة إلى رحمته، من ينصرنا من بأس الله إن جاءنا؟، لا يوجه الكلام لهم بالتثريب واللوم فيؤذي أسماعهم، وينفر قلوبهم، فالموعظة أحياناً تكون فيها خشونة وجفاء فلا يحصل منها المطلوب، وإنما تنفر منها النفوس. ثم قال: وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]، قال: جَادِلْهُمْ جاء بفعل الأمر ولم يقل: والمجادلة، كما قال: بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ ، قال: وَجَادِلْهُمْ فهذا فعل، وذلك أن المجادلة ليست هي الأصل، إنما هي أمر عارض مع من يحتاج إلى ذلك، وهي مثل الدواء، حيث احتيج إليها، وإلا فإنها غالباً حينما ترد في القرآن ترد على سبيل الذم، وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ [غافر:5]، يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ [الأنفال:6]، أكثر المواضع جاءت على سبيل الذم.
وقوله: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ} علم السبب الذي أداه إلى الضلال، وعلم أعماله المترتبة على ضلالته وسيجازيه عليها. { وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} علم أنهم يصلحون للهداية فهداهم ثم منَّ عليهم فاجتباهم.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 28/2/2018 ميلادي - 13/6/1439 هجري الزيارات: 184559 ♦ الآية: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: النحل (125). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ادع إلى سبيل ربك ﴾ دين ربِّك ﴿ بالحكمة ﴾ بالنُّبوَّة ﴿ والموعظة الحسنة ﴾ يعني: مواعظ القرآن ﴿ وجادلهم ﴾ افتلهم عمَّا هم عليه ﴿ بالتي هي أحسن ﴾ بالكلمة اللَّيِّنة وكان هذا قبل الأمر بالقتال ﴿ إن ربك هو أعلم ﴾ الآية يقول: هو أعلم بالفريقين فهو يأمرك فيهما بما هو الصَّلاح. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾، بِالْقُرْآنِ، ﴿ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾، يَعْنِي مَوَاعِظَ الْقُرْآنِ. وَقِيلَ: الْمَوْعِظَةُ الْحَسَنَةُ هِيَ الدُّعَاءُ إِلَى اللَّهِ بِالتَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ. ادع الي سبيل ربك بالحكمه والموعضه. وقيل: هو قول اللين الرقيق من غير تغليظ وَلَا تَعْنِيفٍ، ﴿ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾، وَخَاصِمْهُمْ وَنَاظِرْهُمْ بِالْخُصُومَةِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَيْ أَعْرِضْ عَنْ أَذَاهُمْ وَلَا تُقَصِّرْ فِي تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وَالدُّعَاءِ إِلَى الْحَقِّ، نَسَخَتْهَا آيَةُ الْقِتَالِ.
ولا تصعر خدك للناس - وصايا لقمان الحكيم - الحلقة العاشرة 10 - YouTube
الدروس المستفادة من آية (ولا تصعر خدك للناس) سورة لقمان جاء بها الكثير من الدروس الهامة التي يجب على كل إنسان أن يتعلمها. تحتوي سورة لقمان على نصائح ذات معنى قوي. من الضروري ألا يقوم الإنسان بجعل تعبيرات وجهه تبدو منزعجة أثناء مقابلة بعض الأشخاص. يجب على الإنسان أن يبتعد عن الغرور والاستكبار على الأشخاص المحيطين به. لا يحب الله عز وجل الشخص الذي يتباهى بالأشياء الجيدة التي لديه، ويجب على كل إنسان ألا يقوم بهذا الفعل. عن طريق هذا الفعل السيء وهو التكبر سوف يقوم الناس بكره هذا الشخص والابتعاد عنه وسوف يكون شخص وحيد. من الضروري أن يعلم كل شخص أن الله سبحانه وتعالى هو من وهبه تلك الأشياء الجيدة. لا تصعر خدك للناس ولا تمشي في الارض مرحا. ومن الممكن أن يأخذها منه عندما يتكبر على الآخرين. أيضا من خلال تعلم تفسير هذه الآية فسوف يستطيع الفرد أن يتقن الأسلوب الجيد في التعامل مع الناس، وسوف يكون اجتماعي. من خلال تشبيه كلمة التصعير بالمرض الذي يصيب الجمل يجب أن يدرك كل شخص أن هذا الفعل ليس فعل إنساني على الإطلاق. إن صفة التواضع تجعل الشخص الذي يتحلى بها يكون محبوب من الأشخاص الآخرين. عن طريق التواضع لا يكون هناك أي كره بين الأشخاص، وسوف تسود بينهم المحبة والود.
وقيل عن عكرمة انها تعني: (الإعراض)، وقد قال آخرون: (إنما نهاه عن ذلك أن يفعله لمن بينه وبينه صعر، لا على وجه التكبر). – وقال مجاهد في قوله تعالى "وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ") الرجل يكون بينه وبين أخيه الحنة، فيراه فيعرض عنه)، وقال مجاهد في نفس الآية) هو الرجل بينه وبين أخيه حنة فيعرض عنه)، وقد قال آخرون عن كلمة "تصعر" مثل ابراهيم وابن المغيرة (هو التشديق). تفسير قول الله تعالى " إن الله لايحب كل مختال فخور " | المرسال. – وقيل في قوله "وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحا") ولا تمش في الأرض مختالا)، وقد قال الضحاك في هذه الآية أنها تعني الخيلاء، وقال عن قَتادة قوله "وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ ولا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحا إنَّ اللهَ لا يُحبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُور"، أنه قال (نهاه عن التكبر) وقال في قوله "إنَّ الله لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ") متكبر ذي فخر)، وقيل عن مجاهد في قوله تعالي " كُلَّ مُخْتالٍ فَخُور" أنه يعني الشخص المتكبر، وفي قوله "فخور") يعدّد ما أعطى الله، وهو لا يشكر الله). – وفسر قوله تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)، أنه يجب أن يتواضع في المشي ولا يتكبر على الناس ولا يتعجل في السير، وأن يحرص على ألا يرفع صوته، وقد قال مجاهد في قوله تعالى (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ) أي تواضع ، وقيل عن قَتادة: (نهاه عن الخيلاء).
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ) يقول: لا تعرض بوجهك عن الناس تكبرا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (وَلا تُصَعِّرْ) قال: الصدود والإعراض بالوجه عن الناس. حدثني عليّ بن سهل، قال: ثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن جعفر بن برقان، عن يزيد في هذه الآية (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ) قال: إذا كلمك الإنسان لويت وجهك، وأعرضت عنه محقرة له. حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا خالد بن حيان الرقي، عن جعفر بن ميمون بن مهران، قال: هو الرجل يكلم الرجل فيلوي وجهه. حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، قال: ثنا محمد بن ربيعة، قال: ثنا أبو مكين، عن عكرِمة في قوله: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ) قال: لا تُعْرض بوجهك. ( ولا تصعّر خدك للناس ) اسلوب الغرض منه - كنز الحلول. حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ) يقول: لا تعرض عن الناس، يقول: أقبل على الناس بوجهك وحسن خلقك. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ) قال: تصعير الخدّ: التجبر والتكبر على الناس ومحقرتهم.
والمعنى: أقبل على الناس بوجهك تواضعًا ، ولا تولهم شق وجهك وصفحته ، كما يفعل المتكبرون. " لقد استفاضت الروايات عن المعصومين في ذم التكبر و مدح التواضع, وما أروع ما أوصى به الإمام الكاظم عليه السلام هشام, في وصيته الخالدة: " يا هشام إن الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا, فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبر الجبار، لان الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجه ومن خفض رأسه استظل تحت وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة لقمان - الآية 18. ومن تواضع لله رفعه. " لذا فإن هذه الآية تحمل دعوة إلى التواضع والابتعاد عن التعالب على الآخرين والنظر إليهم نظرة دونية, وينبغي للإنسان أن يتخذ هذه الآية شعارا له في حياته, كي يكون سلوكه سلوكا قرآنيا.