ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: { مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام: أول هذه الصفات أنه كان { مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً ب عيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه { رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها. وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات. أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته. ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه.
وقد نص ابن كثير في البداية والنهاية أنهما ممن قتل قبل تسليط بختنصر على بني إسرائيل، وقد ذكر أيضاً حديثاً في قتلهما، ولكنه ضعفه ونسبه إلى النكارة. ووردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتلهما ذكرها الطبري وابن كثير، والظاهر أنها مأخوذة من أهل الكتاب، ومن أصحها ما روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست. وعلى أية حال، فإننا لم نعثر فيما وقفنا عليه من الأقوال أن من أهل العلم من يقول بأن يحيى عليه السلام قد رفع إلى السماء كما هو الحال مع عيسى عليه السلام. وأما ما ورد في حديث الإسراء من قوله -صلى الله عليه وسلم-:... ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل عليه السلام فقيل من أنت قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ثم عرج بي إلى السماء الثالثة... الحديث، فإن هذا ليس فيه دليل على أن يحيى عليه السلام كان قد رفع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد التقى تلك الليلة بكثير من الأنبياء، ولم يقل أحد بأنهم رفعوا كما رفع عيسى عليه السلام.
والقول الصحيح ان معنى: "وحصورًا" انه كان لا يأتي النساء ليس عجزًا بل ترك ذلك عن اختيار منه ولو أراد لاستطاع.
وأورد ابن الجوزي شعراً: الصَّومُ جُنَّةُ أقوامٍ من النَّار والصَّوم حصنٌ لمَن يخشى من النَّار والصَّوم سِتر لأهل الخير كلِّهمُ الخائفين مِن الأوزار والعارِ فضائل الصّيام في هذا الشهر الفضيل تهذيب النفوس والأرواح، ولأنّه مدعاة لتوطيد الأواصر بين الأهل والناس وبين الغني والفقير، فالإذعان لطاعة الله والإحساس بالجوع والعطش داع إلى الإحسان بالعطف تجاه الآخرين من ذي الخصاصة. وما أحسن ما قال أمير الشعراء أحمد شوقي في الصّيام: «الصّوم حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع؛ لكلّ فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة؛ يستثير الشفقة، ويحضّ على الصدقة؛ يكسر الكبر، ويعلّم الصبر، ويسنُّ خلال البر، حتى إذا جاع من ألف الشبع، وحرم المترف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف ألمه إذا لذع». ولعظم آثار الصّيام ورفعة منزلته بين العبادات لما فيه من تأديب للنفوس فإنّ الله تعالى تولَّى جزاءه بنفسه، وإذا تولَّى شيئا بنفسه دلّ على عظمه. خادم الحرمَين يجدد حرص السعودية على استقرار اليمن | من المصدر. وفي ذلك قال سفيان بن عيينه: «هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدّي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلّا الصّوم، فيتحمّل الله عز وجل ما بقي عليه من المظالم، ويدخله بالصّوم الجنة».
القاهرة – الأناضول: يستعد المسلمون لاستقبال شهر رمضان المبارك، في وقت قررت فيه دولٌ عربية تخفيف تدابير فيروس كورونا، والسماح بعودة الطقوس والروحانيات والموائد الخاصة بالشهر، بعد ظروف استثنائية خلال العامين الماضيين. ومنعت تدابير كورونا رواد رمضان في عامي 2020 و2021 من طقوس وروحانيات معتادة دينيا وشعبيا، فألغت عربيا تجمعات الإفطار في المنازل وموائدها في الشوارع والمساجد، كما حظرت كليا وجزئيا الاعتكاف والتراويح وانتقلت تأديتها للبيوت. غير أن شهر الصوم في هذا العام والمتوقع فلكيا في 2 إبريل/ نيسان المقبل، يعود مع طلّة جديدة، سمحت دول عربية بإقامة بعض مظاهره التي حظرها الوباء. كثافة عالية من المعتمرين والمصلين ليلة ختم القرآن في المسجد الحرام | صحيفة المواطن الإلكترونية. ومن المنتظرأن يعود الاعتكاف والتهجد والتراويح والدروس الرمضانية في المساجد وموائد الإفطار وخيامها الشهيرة في الشوارع والأماكن المغلقة، والأنشطة التراثية والفنية المرتبطة بالمناسبة بكامل طاقتها. وتشهد معظم الدول العربية في الشهور الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في معدل الإصابات والوفيات بفيروس كورونا، ما سمح بتخفيف الإجراءات الوقائية فيها. وهذه أبرز القرارات والتوجيهات العربية الرسمية بشأن الطقوس الرمضانية العائدة هذا العام كالتالي: * مصر: عودة مواعظ وموائد رمضان والسيدات للتراويح قررت وزارة الأوقاف المصرية منتصف مارس الجاري، عودة الدروس الرمضانية بعد توقف عامين (منذ 19 مارس 2020) على أن تكون المواعظ في المساجد الكبرى الرئيسية مع اتباع الإجراءات الصحية الاحترازية لاسيما التباعد الاجتماعي.
ويضيف د. السعيد محمد أن صيام يوم من رمضان يباعد الله به العبد عن النار سبعين خريفا وهذا لمن استوجب النار، فما بالنا بأجر صيام الشهر للمؤمنين فعندما قال أبي أمامة الباهلي لرسول الله مرني بعمل فقال الرسول (عليك بالصوم فإنه لا عدل له) وهذا معناه أنه لا مثل له في الأجر، وأيضا جاء في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة) فالصيام عبادة لا يطلع عليها أحد إلا الله فهي بين العبد وربه، ولذلك الأجر يكون عظيم ولا يعلمه إلا الله. رمضان شهر الجهاد والغفران. ويوضح د. السعيد محمد أن أيام شهر رمضان كلها ذات كرم وفضل خصوصا في العشرة الأواخر التي فيها الليالي الوترية التي أمرنا الرسول أن نتحرى فيها ليلة القدر والتي نالت قدرها وعظم شأنها من كونها الليلة التي أنزل فيها القرآن قال الله "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، كما قال الله "إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر"، وهذا يعني أن الألف شهر يساوي أربعة وثمانين عاما ولذلك العباد الذين قاموا هذه الليلة الواحدة فإن لهم أجر عظيم ومضاعف، وقد قال رسول الله (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).
وفي 6 مارس، قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية، فريد عمادي، عقب اجتماع بمناسبة شهر رمضان، إن «المساجد ستستقبل جمهور المصلين في صلاة التراويح والقيام كما كان معتادا قبل الجائحة (بنسبة 100 في المئة)» وفق بيان نقلته صحيفة «القبس» المحلية. وفي 12 مارس، نقلت الصحيفة، عن مصادر لم تسمها قولها إن «الاعتكاف سيعود إلى المساجد هذا العام، إضافة إلى الدروس والمواعظ».
وصل عدد المصلين داخل التوسعة السعودية الثالثة بالمسجد الحرام، خلال شهر رمضان المبارك ما يقارب (19) مليون مصلٍ. وبيَّن مدير الإدارة العامة للتوسعة الشمالية المهندس وليد المسعودي أن التوسعة السعودية الثالثة استقبلت بالتعاون مع جميع شركاء النجاح (18. 911. 278) مصل، لجميع الصلوات الخمس المفروضة، إضافة إلى صلاتي التراويح والتهجد. توزيع المصلين: وأفاد أنه جري توزيع المصلين طيلة أيام الشهر الفضيل على جميع أدوار مبنى التوسعة (الأرضي، والأول، والأول ميزانين ، والثاني، والثاني ميزانين بالشرفات، والساحات المحيطة الشمالية والغربية). نصف مليون مصلٍّ في الساعة: وأكد أن التوسعة تستقبل في الساعة ما يزيد عن نصف مليون مصل، بواقع (250) ألف داخل التوسعة، وأكثر من (250) ألف في الساحات، مؤكدًا أن هذه الجهود تأتي بتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة حفظها الله.