2020-02-10, 06:38 PM #1 السؤال ما تفسير قوله تعالى: ( ففروا إلى الله إنني لكم منه نذير مبين)، ولماذا لم يصدّر الآية بكلمة ( قل) كما في كثير من الآيات ؟ نص الجواب الحمد لله أولا: هذه الآية من أعظم آيات القرآن الكريم ، تجمع معاني الخوف والرجاء: الخوف من الله تعالى ، واللجوء إليه سبحانه ، إذ لا منجا منه إلا إليه عز وجل ، أمر بالفرار منه إليه ليدل العباد على أنه أرحم بهم من كل من سواه ، وأنه عز وجل يريد بالعباد الرحمة والمغفرة. وفي " مدارج السالكين " (1/469-481) للعلامة ابن القيم كلام مطول مفيد عن منزلة " الفرار " من منازل السائرين. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الذاريات - الآية 50. يقول الله تعالى: ( فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) الذاريات/50. قال الإمام الطبري رحمه الله: " يقول تعالى ذكره: فاهربوا أيها الناس من عقاب الله إلى رحمته بالإيمان به ، واتباع أمره ، والعمل بطاعته ( إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ) يقول: إني لكم من الله نذير أنذركم عقابه ، وأخوّفكم عذابه الذي أحلَّه بهؤلاء الأمم الذين قصّ عليكم قصصهم ، والذي هو مذيقهم في الآخرة. وقوله: ( مُبِينٌ) يقول: يبين لكم نذارته " انتهى. " جامع البيان " (22/440) وقال القرطبي رحمه الله: " لما تقدم ما جرى من تكذيب أممهم لأنبيائهم وإهلاكهم لذلك ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: قل لهم يا محمد ، أي قل لقومك: ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين) أي: فروا من معاصيه إلى طاعته.
{ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين} قال ابن القيم رحمه الله في الرسالة التبوكية: والهجرة الثانية الهجرة بالقلب الى الله ورسوله ، وهذه هي المقصودة هنا وهذه الهجرة هي الهجرة الحقيقية وهي الأصل ؛ وهجرة الجسد تابعة لها ، وهي هجرة تتضمن من وإلى ، فيهاجر بقلبه من محبة غير الله إلى محبته - ومن عبودية غيره إلى عبوديته - ومن خوف غيره ورجائه والتوكل عليه إلى خوف الله ورجائه والتوكل عليه - ومن دعاء غيره وسؤاله والخضوع له والذل والاستكانة له إلى دعائه وسؤاله والخضوع له والذل له والاستكانة له. وهذا بعينه معنى الفرار إليه قال تعالى: { ففروا الى الله} فالتوحيد المطلوب من العبد هو الفرار من الله إليه. اھ
وقال ابن عباس: فروا إلى الله بالتوبة من ذنوبكم. وعنه: فروا منه إليه واعملوا بطاعته. وقال محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان: ( ففروا إلى الله) اخرجوا إلى مكة. وقال الحسين ابن الفضل: احترزوا من كل شيء دون الله ، فمن فر إلى غيره لم يمتنع منه. وقال أبو بكر الوراق: فروا من طاعة الشيطان إلى طاعة الرحمن. وقال الجنيد: الشيطان داع إلى الباطل ، ففروا إلى الله يمنعكم منه. وقال ذو النون المصري: ففروا من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الشكر. وقال عمرو بن عثمان: فروا من أنفسكم إلى ربكم. وقال أيضا: فروا إلى ما سبق لكم من الله ، ولا تعتمدوا على حركاتكم. وقال سهل بن عبد الله: فروا مما سوى الله إلى الله. ( إني لكم منه نذير مبين) أي: أنذركم عقابه على الكفر والمعصية " انتهى. ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ڕاکەن بەرەو لای خوا Runaway to Allah - YouTube. الجامع لأحكام القرآن " (17/53-54) وقال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله: لما دعا العباد للنظر لآياته الموجبة لخشيته والإنابة إليه ، أمر بما هو المقصود من ذلك ، وهو الفرار إليه أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا ، إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا ، فرار من الجهل إلى العلم ، ومن الكفر إلى الإيمان ، ومن المعصية إلى الطاعة ، و من الغفلة إلى ذكر الله ، فمن استكمل هذه الأمور فقد استكمل الدين كله ، وقد زال عنه المرهوب ، وحصل له نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه فرارًا: لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره ، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن والسعادة والفوز ، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره ، وكل من خفت منه فررت منه ، إلا الله تعالى ؛ فإنه بحسب الخوف منه ، يكون الفرار إليه ، ( إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) ؛ أي: منذر لكم من عذاب الله ، ومخوف بَيِّنُ النذارة " انتهى. " تيسير الكريم الرحمن " (ص/811) ثانيا: أما كلمة ( قل) فقد وردت في آيات كثيرة في القرآن الكريم ، عددها نحو العشرة وثلاثمائة آية ، وذلك في سياقات متعددة ، ومواقف كثيرة ، ومعان عديدة ، غير أن ذلك لا يعني أن كل أمر يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يبلغه للناس لا بد وأن يبدأ بكلمة ( قل) ، فللقرآن أسلوبه المعروف ، ولغة العرب تسع ألوانا عديدة من البيان البليغ ، والتفنن في الأساليب هو من وجوه جمالها وتميزها. وحول هذه الكلمة المذكورة بخصوصها ، يقول الدكتور فضل حسن عباس: " أما كلمة ( قل) فالمتدبر لآي القرآن وأسلوبه يجد أنها تأتي حينما تدعو الحاجة إليها ، وذلك حينما يكون الأسلوب أسلوبا تلقينيا ، سواء كان هذا التلقين تعليميا أم ردا على شبهات ، وذلك كما في السور الأخيرة الثلاث ، الإخلاص والمعوذتين ، وكما في الآيات التالية: ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ.
إني لكم نذير مبين: قال تعالى في سورة الذاريات في آيتين متتابعتين: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴿٥٠﴾ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾. ما السبب في تكرار قوله: ( إِنِّي لَكُم مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) بالموضعين؟ الفرار الأول (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ) من المعاصي إلى الطاعات، والإنذار فيه من عقوبة المعاصي ( إِنِّي لَكُم مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ). والإنذار الثاني من عقوبة الشرك، ( وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ) وهنا دلالة أنه يجب تنقية الطاعات من الشرك.
فهذه مقاماتٌ لأهلها، لا يعرفها سواهم، ولا تصلح إلا لهم، ولا تليق إلا بهم، ولا يُقاس عليها، ولا يُدعى مكانها، ولا تُنتظَر فتُترَك لها الأوراد، ولا تُتوقَّع فيُقصر لأجلها في الطلب [4].
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ. مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ) الأنعام/14-16. قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ) الأنعام/46، ( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام/161-162 والمتأمل في هذه الآيات الكريمة لا يرتاب في أنها جاءت في سياق خاص تلقينا وتعليما " انتهى. "قضايا قرآنية في الموسوعة البريطانية " (ص/57). ومن المهم أن نعلم أن التماس مثل هذه الحكم: إنما هو أمر اجتهادي ؛ قد يأتي باحث آخر بحكمة أخرى مع هذه ، أو هي أرجح وأولى ، ومثل هذه الأمور تحتاج إلى تتبع إلى أساليب القرآن في التعبير ، والسياقات المختلفة التي وردت فيها الكلمة ، لالتماس محلها من البلاغة ، وتعرف الحكمة في ورودها.
تعلن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إشارة إلى طلب سعادة المشرف على السنة التحضيرية المتضمن رغبتهم بالتعاقد مع عدد من المدرسين غير السعوديين في تخصص اللغة الإنجليزية حسب الجدول أدناه: م التخصص المرتبة الجنس الايميل ١ لغة إنجليزية المستوى السادس (مدرس) ماجستير تدريس اللغة الإنجليزية رجال الإعلان عن مشروع صيانة ونظافة وزراعة مبنى الملحقية سلسلة باكورة اللقاءات الافتراضية: لقاء مع رئيس قسم العلاج والتأمين الطبي
كلمة عميد البحث العلمي والدراسات العليا يعد البحث العلمي أحد الغايات الرئيسية للجامعة الإسلامية، وتولي الجامعة أهمية كبيرة للبحث العلمي من خلال تخصيص نسبة لا بأس بها من موازنة الجامعة لدعم البحث العلمي وتوفير الدعم لأنشطة البحث العلمي حتى تظل الجامعة مواكبة للتطورات العلمية الحديثة، وتشجيع ودعم تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية وحث ودعم أعضاء الهيئة التدريسية لحضور المؤتمرات العلمية داخل وخارج البلاد، كما أن أنظمة الترقية الأكاديمية تعتمد على البحث العلمي كماً ونوعاً وتشجع الجامعة النشر في الأوعية ذات التأثير العالمي. وتلمس احتياجات المجتمع المحلي ومشاركة ذوي العلاقة من مؤسسات المجتمع المدني. تابعنا وتواصل معنا المصادر البحثية الدراسات العليا المنح والجوائز المجلات العلمية نماذج الدراسات العليا إحصائيات وأرقام تابع آخر إحصائيات وأرقام إنجازات عمادة البحث العلمي والدراسات العليا 7771 طالب دراسات عليا 8055 خريج دراسات عليا 39 برنامج ماجستير 14 برنامج دكتوراة 4046 بحث علمي منشور
10- سعد مساعد فهيد الجهني. 11- عبدالله عواده عواد الجهني. موعد الاختبار:- يبدأ الاختبار يوم الاحد الموافق 1438/11/14هـ من الساعة 5:00 عصراً (الحضور قبل الموعد بساعة واحدة على الأقل) مع إحضار الطلبات الموضحة أعلاه ،وينتهي يوم الخميس الموافق 1438/11/18هـ. مكان الاختبار:- - إدارة (شعبة الحركة).