فهنا في الهدي فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فأحاله على البدل صيام عشرة أيام، وهذا من التيسير، ومن التيسير أيضًا أنه فرقها ثلاثة في الحج وسبعة إذا رجع، فجعل الأقل في الحج؛ لأنه في سفر، وأعمال الحج والمناسك، ثم بعد ذلك إذا رجع صام الأكثر. ثم إن قوله -تبارك وتعالى: فَمَنْ لَمْ يَجِدْ بهذه العبارة الوجيزة يدخل فيه من لم يجد الهدي نفسه، ما وجد شاة أو بقرة أو بدنة من الإبل من أجل أن يذبحها، أو باعتبار أنه لم يجد القيمة فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فيدخل فيه هذا وهذا بهذه العبارة الوجيزة، فمن لم يجد الثمن أو لم يجد الهدي فإنه يصير إلى البدل، فهذه الآية تدل على التيسير، وكذلك ما قبله من قوله: فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ هذا التدرج فهو في بيان الرخصة، ولهذا تدرج فيه من الأسهل إلى ما فوقه.
المقدم: نعم، نعم، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.
أما الشاة الواحدة من الضأن أو من المعز فإنها لا تجزئ إلا عن واحد، إما رجل وإما امرأة فقط في الحج، ثم قال: وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [البقرة:196] معناه: أن المحصر لا يحلق حتى يذبح، هذا في المحصر إذا أحصر فإنه ينحر أولاً ثم يحلق، ولا يبدأ بالحلق، بل يبدأ بالنحر؛ ولهذا أمر النبي ﷺ أصحابه أن ينحروا ثم يحلقوا. أما في الحج فله أن يبدأ بالحلق، لا بأس يجوز كما بين النبي ﷺ فإنه: سئل عمن حلق قبل أن يذبح؟ فقال: لا حرج عليه الصلاة والسلام لكن الأفضل في الحج أنه ينحر أول ثم يحلق، هذا هو الأفضل، لكن لو حلق قبل أن يذبح أو حلق قبل أن يرمي أجزأ ذلك، أما المحصر فلا، المحصر لابد أن يبدأ بالنحر ثم يحلق للآية الكريمة.
شرعنا في الكلام على أول هذه الآية الكريمة، وعرفنا أن قوله -تبارك وتعالى: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ يدل على الإخلاص لله -تبارك وتعالى، فهذا تذكير بالتوحيد قبل الشروع بذكر الأحكام التفصيلية، هذا تذكير بالإخلاص وتنصيص على أهميته في الأعمال والعبادات، لاسيما الحج والعمرة. وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ لا لغيره، وعرفنا ما يدخل في معنى الإتمام، أن يؤتى بهذه العبادات تامة من غير إخلال، وأن يستمر من دخل في الإحرام والنسك فلا يقطع ذلك إلا بالإحصار، إذا حصل له الإحصار فعند ذلك يكون كما أمر الله -تبارك وتعالى- يذبح فدية أو هديًا كما قال الله -تبارك وتعالى: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ، ويوزع في المكان الذي هو فيه ثم يحلق أو يقصر، فمن إتمام الحج والعمرة ظاهرًا الاستمرار في أعمالهما والبقاء على الإحرام، وكذلك إتمام أعمال الحج والعمرة على الوجه المشروع، وأما باطنًا فيكون ذلك بالإخلاص للمعبود -جل جلاله وتقدست أسماؤه. كما يؤخذ من هذه الآية الكريمة: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ لاحظ أنه قال هنا: فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ ما قال: فإذا أحصرتم، والفرق بينهما أن "إن" تقال فيما يقع قليلاً أو نادرًا، وأما "إذا" فتكون لما يقع كثيرًا، وهذا باعتبار أن الإحصار إنما يكون وقوعه قليلاً فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فالأصل عدم الإحصار، ومن هنا ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يشرع في النسك عند الإحرام أن يشترط من غير عذر، يعني إذا كان الإنسان في حال من العافية والصحة والقوة والنشاط أنه ليس له أن يقول: فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية رضي الله عنه: (أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متضمخاً بالزعفران عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ فأنزل الله: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} الآية السادسة والتسعون بعد المائة: قول الله عز وجل: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة:196]. أخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن أمية رضي الله عنه: (أن رجلاً جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم متضمخاً بالزعفران عليه جبة، فقال: كيف تأمرني يا رسول الله في عمرتي؟ فأنزل الله: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة:196]، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين السائل عن العمرة ؟ قال: هأنذا، فقال له عليه الصلاة والسلام: « ألق عنك ثيابك، ثم اغتسل، واستنشق ما استطعت، ثم اصنع ما كنت صانعاً في حجك فاصنعه في عمرتك ». 0 4, 133
لأول مرة سورة البقرة كاملة.. بصوت ياسر الدوسري - YouTube
استمع إلى الراديو المباشر الآن
القرآن الكريم علماء ودعاة القراءات العشر الشجرة العلمية البث المباشر شارك بملفاتك Update Required To play the media you will need to either update your browser to a recent version or update your Flash plugin.
حول موقع السبيل يمد موقع السبيل الزائر بالمقرئين المشهورين في العالم الإسلامي لتلاوة القرآن الكريم، كما يمكن الموقع من تحميل القرآن الكريم و التمتع بالأناشيد الدينية و الإستفادة من مجموعة غنية من الدروس الدينية.