وقد كانت هي وحدها من اختيرت لتُحفظ في بيتها النُسخة الخطيّة للقرآن الكريم قبل أن يطلبها منها عثمان رضي الله عنه لتُنسخ، فتمّ نسخ القرآن الكريم وتوزيعه على الأمصار، وتوفّيت رضي الله عنها في آخر خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعاً. وفاتها ماتت أم المؤمنين السيدة حفصة رضي الله عنها في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين من الهجرة، وقيل: توفيت في شعبان سنة خمس وأربعين، وصلى عليها مروان بن الحكم، وهو يومئذ عامل على المدينة.
[٣] طلب جبريل من النبي رد حفصة بعد تطليقها عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد طلّق حفصة، ثم راجعها) ، [٤] وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (قال لي جِبريلُ: راجعْ حفْصة، فإنَّها صوَّامة قوَّامة، وإنها زوجتكَ في الجنةِ) ، [٥] وفي هذا الحديث أمر الله -عزَّ وجلَّ- نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- برَجْعتِها، وفيه: مَنْقَبَةٌ لأُمِّ المؤمِنين حَفصةَ بنتِ عُمرَ -رضِي اللهُ عنهما-. دورها في عهد الخلافة الراشدة أصبحت أم المؤمنين حفصة بنت عمر في عهد الخليفتين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- موضع تقديرٍ واحترامٍ، وإضافةً إلى ذلك؛ فقد أضحت حجرتها -رضي الله عنها- مستودع ما كُتب من وحيٍ وما نزل من آياتٍ بيِّناتٍ على الرقاع وألواح العظام، وكانت تصون ذلك وتحفظه؛ فلما جمع أبو بكر -رضي الله عنه- المصحف بإلحاحٍ من عمر بعد أن استشرى القتل في حفظة كتاب الله نتيجة حروب الردَّة خاصَّةً يوم اليمامة، كان ما عند حفصة -رضي الله عنها- من جملة ما اعتمد عليه في المراجعة والضبط. [٣] المراجع ↑ شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء ، صفحة 482.
وهكذا شرّفها الله سبحانه لتكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم ، تقتبس من أنواره ، وتنهل من علمه ، بما حباها الله من ذكاءٍ وفطنةٍ ، وشغفٍ للمعرفة ، ونلمس ذلك من أسئلتها التي تلقيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم استفهاماً للحكمة واستيضاحاً للحقيقة ، فمن ذلك أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلا من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ، فرجع من كان إمامهم لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم مثل ما أصابهم). فقالت: يا رسول الله ، فكيف بمن كان منهم مستكرها ؟ ، فقال لها: ( يصيبهم كلهم ذلك ، ثم يبعث الله كل امرئ على نيته). نبذة عن حفصة بنت عمر - سطور. وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنى لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحداً شهد بدراً والحديبية) ، فقالت: ( أليس الله عز وجل يقول: { وإن منكم إلا واردها} ، فأجابها: { ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيّا} ( مريم: 72). يقول الإمام النووي معلّقا: " فيه دليل للمناظرة والاعتراض ، والجواب على وجه الاسترشاد ، وهو مقصود حفصة ، لا أنها أرادت رد مقالته صلى الله عليه وسلم ". ولما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه أن يحللن بعمرة قالت له: ما يمنعك يا رسول الله أن تهلّ معنا ؟ ، قال: ( إني قد أهديت ولبدت ، فلا أحل حتى أنحر هديي).
تاريخ النشر | الأربعاء 13/مايو/2020 - 04:45 م أم المؤمنين حفصة اختص الله – عز وجل – نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بخصائص كثيرة عن غيره من البشر إظهارا لمكانته وإعلاء لشأنه ومن ضمن هذه الخصائص كثرة زوجات النبي فقد أباح الله له أكثر من أربع زوجات، ولا يجوز هذا لغيره من المسلمين. وكثرة زواج النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- لم يكن الهدف منها التمتع وإشباع الشهوة، وإنما كان الهدف أسمى وأعلى؛ ففي زواج النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- من أمهات المؤمنين - رضي الله عنهنَّ - الكثير من الحكم التشريعية والإنسانية والتعليمية، إضافة إلى ما يتعلق بمصلحة الدعوة وتبليغ الرسالة وهو أمر إلهي في قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34) الأحزاب. ومن ثم فإنَّ لكل من زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأمهات المؤمنين حكمة وسببًا، يزيدان في إيمان المسلم بعظمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعة شأنه وكمال أخلاقه. وقد بلغ عدد زوجات النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- اللاتي دخل بهنَّ إحدى عشرة؛ وهنَّ: السيدة خديجة بنت خويلد، والسيدة سودة بنت زمعة، والسيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنه، والسيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنه، والسيدة زينب بنت خزيمة، والسيدة أم سلمة، والسيدة زينب بنت جحش، والسيدة جويرية بنت الحارث، والسيدة رملة بنت أبي سفيان، والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب، والسيدة ميمونة بنت الحارث رضي الله عنهنَّ جميعًا، أما السيدة مارية بنت شمعون القبطية رضي الله عنها فقد اختلف في أمرها هل كانت زوجة له أم ملك يمين؟.
ويُطلق على زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنين، وقد شرفهنَّ الله تعالى بذلك فقال: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6] وخلال السطور التالية نسرد قصة زواج النبي بالسيدة حفصة بنت عمربن الخطاب. أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها هي أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بن نُفَيْل بن عبد العزَّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن عدي بن كعب بن لؤي، ويجتمع نسبها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كعب بن لؤي. وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، أخت عثمان بن مظعون رضي الله عنه. وُلِدَت السيدة حفصة رضي الله عنها وقريش تبني البيت، قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين، جاء ذلك عن عمر رضي الله عنه. وبناء الكعبة كان لخمسٍ وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وآله وسلم؛ حيث قامت قريش ببنائها، فقبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم، أوشكت الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها؛ حرصًا على مكانتها. والسيدة حفصة أختٌ شقيقةٌ لسيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهم وأسنّ منه؛ قال الحافظ ابن حجر: وكان مولده في السنة الثانية أو الثالثة من المبعث؛ لأنه ثبت أنه كان يوم بدر بن ثلاث عشرة سنة وكانت بدر بعد البعثة بخمس عشرة سنة.
أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب إحدى زوجات الرسول محمد ، وابنة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب وشقيقة الصحابي عبد الله بن عمر. أسلمت حفصة في مكة، ثم هاجرت مع زوجها الأول خنيس بن حذافة السهمي إلى المدينة المنورة، ثم تزوجها النبي محمد بعد وفاة زوجها الأول إثر جروح أصابته في غزوة احد. نشأتها ولدت حفصة بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قُرط بن عدي بن كعب في مكة، قبل بعثة النبي محمد بخمس سنوات، وهو العام الذي أعادت فيه قريش بناء الكعبة ، [1] ويجتمع نسبها مع النبي محمد في كعب بن لؤي. [2] اسم حفصة يعني الرَّخَمَةُ ، وقيل مؤنث حفص وهو ولد الأسد ، [3] ولا يُعرف لحفصة بنت عمر كُنية كعادة العرب في ذلك الوقت. [4] أبو حفصة هو عمر بن الخطاب أحد كبار الصحابة والخليفة الثاني للنبي محمد بعد أبي بكر الصديق ، وأمها زينب بنت مظعون الجمحية أخت الصحابة عثمان وعبد الله وقدامة بني مظعون الجمحي، وعمة الصحابي السائب بن عثمان بن مظعون ، وقيل أنها هاجرت ولكن لم يثبت بذلك دليل. [5] وحفصة هي أكبر أبناء عمر بن الخطاب سناً، [6] ولها العديد من الإخوة أشهرهم أخوها لأبيها وأمها عبد الله [7] ولهما أخ آخر شقيق اسمه عبد الرحمن الأكبر تمييزًا له عن أخوين آخرين من أبناء عمر بن الخطاب ثلاثتهم يحملون نفس الاسم عبد الرحمن.
Ly التعديل بواسطة: حمد الحجري الإضافة: الثلاثاء 2007/03/13 10:36:02 مساءً التعديل: الاثنين 2016/07/11 02:12:41 صباحاً إعجاب مفضلة أعلى القصائد مشاهدة للشاعر أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
عبادي الجوهر ــ حبيبتي كل العواذل تشابه abumjd HD - YouTube