معلومات عامة - بواسطة: اخر تحديث: ٠٥:٤٩ ، ٢٤ مايو ٢٠١٧ سجود الشكر ينبغي على الإنسان شكر الله سبحانه وتعالى، وذلك حتى يؤدي جزءاً من نِعَم الله عز وجل عليه التي لا حصر لها ولا عدد، ومن أشكال شكر المسلم لربه؛ أن يُقبل على الله ساجداً له، ويقترن سجود الشكر عادةً بالنِّعم الظاهرة، فعندما ينعم الله على عبده نعمةً معينةً؛ كشفاء مريضٍ، أو دفع نقمةٍ أوشكت أن تصيبه، أو أن يُرزق بمولود بعد يأس، فإنّ أوّل ما يفكر به المؤمن أن يسجد لله سبحانه وتعالى شكراً وحمداً له على نعمه الجليلة. وقد جعل الإسلام لسجود الشكر كيفيةً وهيئةً محددة، وقد نُقل العمل بسجود الشكر عن الكثير من العلماء، وإن كان سجود الشكر خالصاً لوجه الله سبحانه وتعالى فله الأجر والجزاء الحسن من الله. تعريف سجود الشكر السجود في اللغة من الفعل سجد، سجد الشخص؛ وضع جبهته على الأرض خضوعاً وتعبُّداً، وتأتي بمعنى خضَع وانحنَى، وسجدت المخلوقات؛ أي خضعت وانقادت. 1 الشُّكر في اللغة: عِرفان النعمة وإظهارُها والثناء بها، والشُكْرانُ: خلاف الكفران. 2 أما الشكر في الاصطلاح فهو: صرف العبد لما أنعم الله سبحانه وتعالى به عليه من النعم في طاعة الله. كيفية سجود الشكر لله - المندب. [3] أما سجود الشكر فيُعرّف بأنه: سجدة كسجود الصلاة يؤديها الشخص عند حصول نعمة له، أو ذهاب نقمة عنه.
8 - رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 238، صحيح..
[٣] [٤] [٥] أسباب سجود الشكر إنّ المسلم يسجد سجود الشكر بسبب كثيرٍ من الأمور التي قد تحصل في حياته، وتستدعيه أن يشكر الله -تعالى- ويحمده على أن يسرّ له حصول النعمة، أو دفع البلاء، وفيما يأتي بين بعض تلك الاسباب: [٦] أنّ الله -تعالى- يرزق العبد بالمولود ذكراً أو أنثى، بعد انتظار المسلم ذلك لفترةٍ طويلةٍ. أن يدفع الله -تعالى- عنه بلاءً، بأن يشفي له مريضاً ويعافيه. كيفية سجود الشكر والتلاوة. أن ينجّي الله -تعالى- العبد من مصيبةٍ كادت تحصل له؛ كانقلاب سيارةٍ، أو حادث تصادمٍ. أن ينصر الله -تعالى- المسلمين في الفتوحات ، وغير ذلك من أنواع النصر. الوسائل المعينة على شكر الله على المسلم أن يشكر الله -تعالى- في كلّ الأحوال والأوقات، لكي تزيد نعمه وتتجدّد، وينال الأجر العظيم من الله تعالى، ودليل ذلك في قول الله تعالى: ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) ، [٧] وفيما يأتي بيان بعض الوسائل التي تُعين المسلم على أن يشكر الله تعالى: [٢] الدعاء، فقد أوصى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين بالدعاء في كلّ الأوقات والظروف، كما كان يُوصي الصحابة رضوان الله عليهم، فالدعاء وسيلةٌ مهمّةٌ تُعين الإنسان على شكر الله -تعالى- على نعمه.
بينما كان كعب بن مالك رضي الله عنه يروي قصة توبته، قال: «فبينما أنا جالس على الحال التي ذكر الله، قد ضاقت علي نفسي، وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ، أوفى على جبل سلع بأعلى صوته: يا كعب بن مالك، أبشر، قال، فخررت ساجدًا، وعرفت أن قد جاء فرج وأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر، فذهب الناس يبشروننا. ماذا قال العلماء عن سجود الشكر؟ يرجع المسلمون في أمور دينهم، إلى القرآن الكريم، السنة، واجتهادات العلماء، حيث أجمع الكثير من العلماء على استحباب سجود الشكر، عند تجدد النعم أو دفع الله نقمة عن عبادة، فيما ذهب بعضهم إلى أنه يُسن سجود الشكر عند تجدد النعمة. واستدل العلماء على ذلك بما جاء في حديث أبي بكرة رضي الله عنه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه أمر سرور أو بُشر به، خرّ ساجدًا شاكرًا لله» رواه أبو داود وصححه الألباني، أما عن رأي الأئمة الأربعة فجاء كالآتي: -الإمام أبو حنيفة ذهب إلى أن سجود الشكر ليس بشيء مسنون. - الإمام مالك ذهب إلى كراهة سجود الشكر. - الإمام الشافعي ذهب إلى أن سجود الشكر مستحب. - الحنابلة ذهبوا إلى استحباب سجود الشكر متفقين بذلك مع الشافعية.
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من والاه إلى يوم الدين. الحمد لله على نعمة الإسلام، الحمد لله على نعمة الشريعة الغراء، الحمد لله على نعمة التبليغ وبيان الأحكام، ومن نعم الله توضيح الشريعة بمعالمها ومناهجها للمسلمين؛ ليعبد الله على بصيرة، فكانت الأصول في الإسلام أحكام قطعية لا يُتعرض لها، وإنما كان الاختلاف في الأحكام الفرعية؛ اجتهادًا من الفقهاء وعناية بأمور دينهم، ومما كثر الاختلاف فيه حكم قراءة الفاتحة في الصلاة، فنسلط الضوء في هذا البحث على ذكر الأقوال فيها والأدلة والترجيح، وعلى الله التكلان. سورة الفاتحة: سميت الفاتحة، لأنه يفتتح بقراءتها في الصلاة، وبكتابتها في المصاحف، وتسمى الحمد، والسبع المثاني، وأم الكتاب، والواقية، والشافية، والأساس، والصلاة، وأم القرآن، والشفاء، والسؤال، والدعاء [1]. تحرير محل النزاع: اتفق العلماء على أنه لا تجوز صلاة بغير قراءة لا عمدًا، ولا سهوًا [2]. واختلفوا في القراءة الواجبة في الصلاة، فرأى بعضهم أن الواجب من ذلك أم القرآن لمن حفظها، وأن ما عداها ليس فيه توقيت، ومن هؤلاء من أوجبها في كل ركعة، ومنهم من أوجبها في أكثر الصلاة، ومنهم من أوجبها في نصف الصلاة، ومنهم من أوجبها في ركعة من الصلاة [3].
الترجيح: يتضح من خلال عرض الأقوال وأدلة كل فريق، ترجيح القول بركنية قراءة الفاتحة في كل ركعة؛ وذلك لقوة أدلتهم وحجتهم. المسائل المتفرعة من المسألة: أن قراءة الفاتحة فرض على الإمام والمنفرد، فيظهر الاختلاف في حكمها للمأموم وحكم قراءة الفاتحة لمن لم يتقن قراءتها. هذا والله أعلم، والحمد لله رب العالمين [1] ينظر: المبدع لابن مفلح (1/ 386). [2] التبصرة للخمي (1/ 266)، بداية المجتهد لابن رشد (1/ 134). [3] بداية المجتهد لابن رشد (1/ 134). [4] اخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاستئذان، باب من رد وقال عليك السلام، ح (6251)، 8/ 56، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، ح (397)، 1/ 298. [5] اخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب وجوب القراءة للإمام والمأموم... ، ح (756)، 1/ 151، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل صلاة بنحوه، ح (394)، 1/ 295. [6] اخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل صلاة، ح (395)، 1/ 297. [7] [اسورة لمزمل: 20]. [8] بداية المجتهد لابن رشد (1/ 134). [9] المبسوط للسرخسي (1/ 19)، بدائع الصنائع للكاساني (1/ 111)، المهذب للشيرازي (1/ 138)، نهاية المطلب للجويني (2/ 390).
انتهى. وإن كان القصد السؤال عن حكم إعادة آية من سورة الفاتحة، فقد أجبنا عنه من قبل، ويمكنك أن تراجع فيه الفتوى رقم: 94279. وإن كان المراد من السؤال غيرما فهمنا فيرجى توضيح ذلك في سؤال آخر. أما عن السؤال الثاني فحكم البسملة قبل الفاتحة في الصلاة محل خلاف بين الأئمة رحمهم الله تعالى، فمنهم من يرى أنها واجبة باعتبارها آية من سورة الفاتحة، ومنهم من يعتبرها مستحبة، ومنهم من يرى كراهة الإتيان بها في الصلاة. ولا شك أن الإتيان بها أولى من تركها مراعاة للقول بالوجوب الذي هو مذهب الشافعي ومن وافقه، وقد سبق بيان أقوالهم وسبب خلافهم في ذلك في الفتوى رقم: 104048 ، والفتوى رقم: 65005. والله أعلم.