والياسمينةَ رُصِّعَـتْ بِنجومها والبِركةَ الذَّهبيّةَ الإنشَادِ يستمر الشاعر هنا في صورة الذكرى ووصف المكان الذي كان ينشأ به، فهو مكان مليء بالنجوم التي تُمثل الجواهر المرصَّعة بالذَّهب، كما يستذكر البِركة الذهبيّة الصافيّة والتي كانت غزيرة الماء بإنشادها وتدفقها. ودِمشقُ، أينَ تَكون؟ قُلتُ تَرينَها في شَعرِكِ المُنسَابِ نَهرَ سَوادِ ينتقل الحوارهنا إلى الفتاة، فتسأل الفتاة الشاعر أين تكون دمشق؟ فيُجيبها الشاعر أنّ دمشق الآن حولك فأنت ترينها فهي متمثّلة فيكِ من خلال جمال شعرك المنساب كالنهر. رؤية نقدية في شعرية «الحمراء»:. في وَجهِكِ العَرَبيِّ، في الثَّغرِ الَّذي ما زالَ مُختَـزِنًا شُمـوسَ بِلادي يستمر الشّاعر هنا بوصف دمشق، تتمثّل في وجه الفتاة الذي يحمل الملامح العربيّة، وفي ثغرها الذي يجمع بين شموس البلاد العربيّة، فالشاعر هنا يستحضر جمال بلاده من خلال جمال هذه الفتاة. في طِيبِ "جَنَّاتِ العَريف" ومَائِهِا في الفُلِّ، في الرَيحان، في الكَبَّادِ يستمر الشّاعر بوصف جمال دمشق، فيقول إنّها موجودة هنا في غرناطة وفي جنات العريف ومائه، كما أنّها موجودة في كل شيء جميل، كالزهور من الفل والريحان وأشجار الكباد أيضًا، فالشاعر هنا يفتخر بجمال وطنه وروعته.
سارت معي والشعر يلهث خلفها … كسنابـل تركـت بغيـر حصاد ولا أظن أن هناك سنابلا بلون أسود إلا إذا كانت محترقة لا نفع فيها كما لا تصلح للوصف والتشبيه، ثم يقع في هنة أخرى حين يشبه المفرد بالجمع "القرط" بـ "الشموع" مما أوهن البيت وأضعف وقعه وتأثيره في النفس من جانب ثم جعل الصورة مرتبكة مضطربة في الذهن من جانب آخر. يـتـألـق الـقـرط الـطـويل بجـيدها … مـثـل الـشـموع بليلـة الميـلاد لكن قباني كان موفقاً جداً في وصف نفسه كالطفل خلف دليلته وكان موفقاً أكثر بوصف التاريخ على أنه كومة رماد فهو كذلك في بال وذاكرة العربي بعد أن استحال هذا التاريخ المدوي وهذه الحضارة الرائعة وهذا الملك العظيم لغير الأكف التي بنته وأنشأته، ومما يزيد من وطأة الحسرة في النفس أن الدول العظيمة على هذه الأرض تعاقبَها الأبناءُ ثم الأحفاد حتى يوم الدنيا هذا إلا الاندلس فقد ذهبت سداً أدراج رياح التاريخ ، فهذه اسطنبول وتلك مدن ومواريث أوروبا كانت ولا زالت بيد أهلهِا وبُناتِها. لكن دليلته الجميلة أصابته بمقتل حين قالت: "هنا الحمراء زهو جدودنا" فكان جرحاً عظيما لا يستطيع وصفه إلا من زار الأندلس وتمعن في آثارها وما تركه العرب من حضارة عظيمه لم يمحها كر الجديدين وتعاقب الشمس والقمر، إلى جانب الكم الهائل من المؤلفات والكتب والتراجم في كل العلوم والفنون والآداب ، إنه إرث يستحق أن ينظر إليه العربي بطرف باك وقلب متصدع ولا شك.
المجال العسكري: فيمكن الاستفادة منه في مجال الدّفاع الجوي، والصاروخي، كما يُمكن الاستفادة منه في الاستطلاع، ومراقبة الحدود الجوية للمنطقة، وتوجيه التصويب والتحكم به، كما يُساعد على التجسس.