رقم الفتوى: 79 الأحد 24 جمادى الآخرة 1434 - 5 مايو 2013 5224 نص الاستشارة أو الفتوى: ما هو حكم تارك الصلاة؟ نسمع أن بعض العلماء يقولون: إنه كافر بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم: "بين المرء والكفر ترك الصلاة"، فيأخذون بظاهر الحديث ويكفِّرون تارك الصلاة ويستحلّون دمه، وعلى هذا الأساس يؤدي ذلك إلى فتنة عظيمة؟ فما ردّكم على ذلك؟ نرجو التوضيح مع الأدلة. نص الجواب: هل تارك الصلاة كافر؟ إجابة: حسن قاطرجي وردني السؤال التالي: ما هو حكم تارك الصلاة؟ نسمع أن بعض العلماء يقولون: إنه كافر بدليل حديث الرسول صلى الله عليه وسلّم: "بين المرء والكفر ترك الصلاة"، فيأخذون بظاهر الحديث ويكفِّرون تارك الصلاة ويستحلّون دمه، وعلى هذا الأساس يؤدي ذلك إلى فتنة عظيمة؟ فما ردّكم على ذلك؟ نرجو التوضيح مع الأدلة. الآن - الحرب الروسية الاوكرانية | الصفحة 3082 | Arab Defense المنتدى العربي للدفاع والتسليح. الجواب بتوفيق الله: تركُ الصلاة لا شكّ أنّه يدل على لا مبالاة في تطبيق أوامر الدين وضعفٍ شديد في الإيمان بالله وأوامره وهو معصية كبيرة، هذا أقل ما يُقال فيه. وهل يُعتبر كفراً يجعلُ صاحبه مرتدّاً عن الإسلام خارج دائرة الملّة؟ الجواب: أن جمهور الفقهاء وأكثر أهل العلم على أنه ليس كفراً ناقلاً عن الإسلام ولا يُعتبر صاحبه مرتدّاً، وإنما هو عاصٍ مرتكب لكبيرة من الكبائر.
نقله عنه المنذري في الترغيب والترهيب وزاد من الصحابة: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله وأبي الدرداء رضي الله عنهم. قال: ومن غير الصحابة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعبد الله بن المبارك والنخعي والحكم بن عتيبة وأيوب السختياني وأبو داود الطيالسي وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وغيرهم أهـ. والله اعلم.
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد: فقد اتفق العلماء على كفر من ترك الصلاة جحودا لها. واختلفوا فيمن أقر بوجوبها ثم تركها تكاسلا. فذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لا يكفر، وأنه يحبس حتى يصلي. وذهب مالك والشافعي رحمهما الله إلى أنه لا يكفر ولكن يقتل حدا ما لم يصل.
وقال تعالى أيضا: " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا " ووجه الدلالة: أن الله قال في المضيعين للصلاة المتبعين للشهوات: ( إلا من تاب وآمن) فدل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة واتباع الشهوات غير مؤمنين. ما حكم قول "كافر" لتارك الصلاة؟. وأما دلالة السنة على كفر تارك الصلاة فقوله صلى الله عليه وسلم: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " رواه مسلم في كتاب الإيمان عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم. وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " رواه احمد وابو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. والمراد بالكفر هنا الكفر المخرج عن الملة لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الصلاة فصلا بين المؤمنين والكافرين ومن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام فمن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين. وفيه من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ".
المفتى خلال اللقاء قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن الصلاة لها رتبة خاصة فى الإسلام، فقد حُددت لها أركان وأوقات وبداية ونهاية، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها إلا لعذر شرعى كما أوضحت النصوص الشرعية. جاء ذلك فى الحوار اليومى الرمضانى فى برنامج "مع المفتى" المُذاع على "قناة الناس" الذى يقدمه الإعلامى شريف فؤاد. وأضاف المفتى، أن الصلاة صلة وثيقة بين العبد وربه، يكون فيها القلب خاشعًا وخاضعًا لله يشعر بالذل أمامه، هذا الذل الذى يجعله عزيزًا عند بنى الإنسان. هل يعتبر تارك الصلاة كافر - إسألنا. وأكد المفتى، أن الصلاة عماد الدين، وهى ركن من أركان الإسلام، وقد أمرنا الله عز وجل بإقامة الصلاة فقال سبحانه: "أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ" [البقرة: 43]، وقال أيضًا عز وجل: "إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" [النساء: 103]، وكذلك فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: "بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ"، وكل هذه النصوص والأدلة وغيرها تؤكد عناية الإسلام بها.
ولفت مفتى الجمهورية النظر إلى أنه لم يبنِ أحد من العلماء المعتبرين أى أحكام على تارك الصلاة كسلًا كالتفريق بينه وبين زوجه أو القول بعدم دفنه فى مقابر المسلمين أو أى أحكام تتعلق بالإرث، مما يؤكد على شذوذ اعتقادات هذه المجموعات المتطرفة فيما يخص تارك الصلاة تكاسلًا. واختتم فضيلته حواره قائلًا: "إن تنزيل الأحكام الخاصة بالتكفير تخص القضاء وحده، بعد التحقيق الدقيق ورفع كل ما يلتبس فى الأمر، فلا يجوز لأى فرد أو مؤسسة التجرؤ والافتيات عليه بتكفير مُعيَّن ولا إطلاق التكفير على أحد مهما كان".