مجلة الرسالة/العدد 163/البداوة في طباع أبي الطيب للدكتور عبد الوهاب عزام في خلق أبي الطيب قوة وخشونة تميلان به إلى كل قوي وكل خشن، وتعدلان عن كل ضعيف وكل ليّن؛ وفي خلقه صراحة تحبب إليه كل صريح من القول والفعل والمرأى، وتنفره عن كل مموّه مزخرف. وقد لاءمت هذه الأخلاق التندّي، وزادها التبدي تمكناً فيه، وظهر أثر هذا في فعله وقوله. وسأمرّ بسيرة أبي الطيب سريعاً منبّهاً إلى الحادثات والأقوال الدالة على حبه البداوة، والمبينة عن تمكن البداوة في طبعه، وأثرها في نفسه: - 1 - عاش الشاعر في البادية حقبة وهو صبي. الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم - ووردز. روى الخطيب البغدادي عن محمد بن يحيى العلوي الكوفي أن أبا الطيب صحب الأعراب في البادية سنين ثم رجع إلى الكوفة بدوياً قحّاً. وعاش في الشام بين البدو والحضر. وبعض من وحيه هناك من رؤساء البادية مثل سعيد بن عبد الله الكلابي، وشجاع بن محمد الطائي.
الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم😎🔥 - YouTube
تسبب بيت الشعر الذي كتبه "المتنبي" في مقتله، فقد كان شديد التفاخر بنفسه ويخصص شعره لمدح نفسه. وبدأت القصة عندما كان "المتنبي" في طريقه واعترضه رجل يُدعى فاتك بن أبي جهل الأسدي ورجاله. وكان هذا الرجل قد هجاه "المتنبّي"، وقد أوشك المتنبّي أن يفرّ حين تيقّن أنّ مهاجميه لهم الغلبة. وبادره غلامه بقوله: "لا يتحدّث الناس عنك بالفرار وأنت القائل الخَيْلُ وَاللّيْلُ وَالبَيْداءُ تَعرِفُني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ". فردّ عليه المتنبي قائلاً: "قتلتني قتلك الله"، فعاد للقتال فقاتل إلى أن قُتل ومات.